اهتمت الصحف الأمريكية، اليوم الخميس، بالعواقب التى قد تسفر عن رفض الكونجرس الأمريكى فيتو الرئيس باراك أوباما على قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذى يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية، كما واصلت متابعة أخبار المرشحين لانتخابات الرئاسية الأمريكية والوضع فى حلب بسوريا.
واشنطن بوست
ترامب يصر على التمسك بنهجه رغم الانتقادات لأدائه فى المناظرة الأولى
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة يرفض اللجوء لنهج جديد فى خوض المناظرتين القادمتين مع منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون على الرغم من الانتقادات القاسية لأدائه فى المناظرة الأولى.
وذكرت الصحيفة أن ترامب لم يتأثر بالآراء القاسية حول مناظرته الرئاسية الأولى مع هيلارى كلينتون والتى جرت يوم الاثنين الماضى، وجدد هجماته على إليشيا ماشادو التى فازت من قبل بلقب ملكة جمال الكون، ولم يبد أى مؤشرا على إجراء تغيير كبير فى رسالته أو فى استعداداته للمناظرة قبيل المواجهة الثانية مع هيلارى كلينتون.
وأصر المرشح الجمهورى على المضى فى استراتيجيته العنيفة التى تركز فى الحديث مباشرة إلى أنصاره من البيض والطبقة العاملة عير الوسط الغربى.
أما كلينتون من جانبها، تقول الصحيفة إنها عملت على تحسين موقفها بين الناخبين الشباب بمساعدة الرئيس أوباما والسيناتور بيرنى ساندرز حلفاء رئيسيين آخرين، بعد 48 ساعة من أدائها فى المناظرة الذى أثمر عن حماس كانت تحتاجه بشدة.
وأصر المقربون من ترامب على أنه كان راضيا عن أدائه فى المناظرة على الرغم من أن أصوات بارزة داخل حزبه الجمهورى دعت لاستعداد أكثر جدية المرة القادمة بعد المواجهة المفتوحة التى اتسمت بالفرص الضائعة والعثرات.
وقال رودى جوليانى، عمدة نيويورك السابق، وأحد حلفاء ترامب الرئيسيين، "لماذا نتغير إذا كنا قد فزنا بالمناظرة"..
ويتبقى 11 يوما على إجراء المناظرة الثانية.. ورغم أن خطته لم تتحدد بعد، فإن ترامب لا يخطط للمشاركة فى محاكاة للمناظرة، وإن كان من المرجح أن تتضمن ما وصفه أحد الأشخاص بـالتعديل فى استراتيجيته.
الخوف والظلام يسيطران على حلب مع استمرار القصف المكثف
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الوضع فى مدينة حلب السورية، وقالت إن الخوف والظلام يسيطران عليهما فى ظل حملة القصف المستمرة التى تتعرض لها.
وتشير الصحيفة إلى أن القصف ليلا يكون الأسوأ، فلا يوجد كهرباء فى الجزء الشرقى من حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة، وتحلق الطائرات الحربية فوق الرؤوس لتستهدف أى ضوء يظهر فى الظلام. لذلك تتجمع العائلات معا فى الظلام بغرفة واحدة حتى لا يموتوا وحدهم، يستمعون إلى صوت الطائرات وينتظرون سقوط القنابل.
وبينما هم كذلك، يقوم عمال الإنقاذ بعملهم ويتحركون بين الحطام والدمار الناتج عن قصف سابق لاستخراج الضحايا بدون أضواء، وينقولونهم إلى المستشفيات حيث يعالج المرضى على الأرض على يد أطباء لا ينامون تقريبا، وعليهم أن يختاروا أى أرواح سينقذونها وأيا منها سيدعونه يصعد إلى السماء.
وتتابع الصحيفة قائلة إن تلك هى فحوى الحياة فى مدينة حلب التى تسيطر عليه المعارضة، والتى أصبحت معتادة على الغارات الجوية العادية فى السنوات الأربع منذ سيطرت المعارضة على الجزء الشرقى من المدينة، لكن ليس بمثل الكثافة التى كانت عليها الأسبوع الماضى.
ولفتت الصحيفة إلى أن انهيار الهدنة التى توصلت إليها أمريكا وروسيا فى 19 سبتمبر الجارى أعقبه شن الحكومة السورية هجومها مدعومة بضربات جوية من روسيا لاستعادة مناطق المعارضة فى حلب.
وأوضحت الصحيفة أن ما زاد من معاناة سكان حلب الحصار الكامل المفروض عليها من القوات الحكومية هذا الشهر، قبل وقت قصير من إعلان الهدنة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن مئات الآلاف من السكان قد هربوا من حلب، المدينة التى كان يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، وتوجهوا إلى مخيمات اللاجئين فى الشمال إلى تركيا وعلى قوارب إلى أوروبا. إلا أن الأمم المتحدة تقدر أن هناك 250 ألف لا يزالوا عالقين فى شرقى المدنية أغلبهم من أشد الفقراء الذين لم يستطيعوا تحمل تكلفة الانتقال خارج المدينة وحتى لو أرادوا الخروج الآن فلن يستطيعوا. فالطعام شحيح والأسعار مرتفعة، ولا أحد يعلن كم سيكفى مخزون الغذاء من المدينة فى ظل الحصار. وقد وجد الأطباء علامات سوء التغذية بالفعل لدى بعض الأطفال الذين يمثلون ما بين 35% إلى 40% من العالقين فى حلب.
إيه بى سى نيوز
خبراء أمريكيون: قانون مقاضاة السعودية يهدد المصالح الأمريكية
قال خبراء أمريكيون إن المصالح الأمريكية حول العالم تواجه تهديد نتيجة للقانون الجديد، الذى يمكن المواطنين الأمريكيين من مقاضاة أى بلد أو مسئول أجنبى لطلب تعويضات عن إصابات أو موت أو أضرار ناجمة عن عمل من أعمال الإرهاب الدولى.
ورفض الكونجرس الأمريكى، الأربعاء، فيتو الرئيس باراك أوباما على القانون الذى يسمح لعائلات ضحايا هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية ومسئوليها. وبذلك يصبح القانون الذى يحمل اسم "العدالة ضد رعاة الإرهاب GSTA" ساريا.
وقال خبراء قانونيون لشبكة "إيه بى سى. نيوز"، الأمريكية الخميس، إن القانون يفتح الباب لدعاوى قضائية فى المحاكم الأجنبية يرفعها رعايا الدول الأخرى ضد الولايات المتحدة، مما يهدد المصالح الأمريكية فى الخارج ويتسبب فى تمزيق العلاقات الدبلوماسية.
ويسمح القانون للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة أى بلد يروا أنها على صلة بعمل إرهابى ارتكب داخل الولايات المتحدة. وبذلك يزيل الحاجز القانونى المعروف بالحصانة السيادية، التى كانت تحمى الدول الأجنبية من المقاضاة فى محاكم الدول الأخرى.
وقال كيرتس برادلى أستاذ القانون فى جامعة ديوك والمدير المشارك فى مركز القانون الدولى والمقارن، إن تأثير القانون أوسع بكثير، ويمكن أن يؤدى إلى رفع المواطنين الأمريكيين دعاوى قضائية ضد أى بلد.
وأضاف برادلى إن القانون لا يتطلب أن تكون تلك الدولة الأجنبية قد ارتكبت فعلا داخل الولايات المتحدة، كما أنه غير محدود على الدول المعروفة بصلاتها بالإرهاب.
وتأتى نتيجة التصويت ضربة لإدارة الرئيس أوباما. وعارض الرئيس الأمريكى مشروع القانون خشية من رد فعل دول أخرى بقانون مماثل يزيل الحصانة السيادية للولايات المتحدة ويسمح بمقاضاتها فى المحاكم المحلية.
ووفقا لفيليب بوبيت استاذ القانون بجامعة كولومبيا، وخبير مركز الأمن الوطنى فى الجامعة، فإن مخاوف الرئيس أوباما فى محلها. مضيفا أن الولايات المتحدة طالما تجنبت السماح لمواطنيها بمقاضاة الحكومات الأجنبية فى محاكمها بسبب احتمال رد فعل مماثل.
وأعرب بوبيت عن مخاوف تتعلق بمصالح الولايات المتحدة فى الخارج، قائلا "نحن معرضون للخطر أكثر من أى دولة أخرى لما لدينا من أعمال تجارية وقواعد ومصالح عالمية".
وأضاف أن الحصانة هى أمر حيوى فيما يتعلق بالأنشطة العسكرية الأمريكية مثل الغارات الجوية للطائرات بدون طيار، المعروف بقتلها خطأ الكثير من الأبرياء، فضلا عن المساعدات العسكرية للحلفاء الأمريكيين.
وتابع أستاذ القانون الأمريكى "متأكد من أن بعض الدول سوف تقول أن مساعداتنا العسكرية لإسرائيل تمثل دعما لممارسات ترقى أحيانا لجرائم حرب ضد الفلسطينيين.. نحن منتفعون على نحو كبير من تلك الحصانة السيادية أمام مثل هذه المزاعم".
وحذرت لورا دونو، أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، أن الولايات المتحدة ستكون الأكثر تضررا من القانون، فضلا عن تهديده بتقويض العلاقات الدبلوماسية الأمريكية وإضعاف النفوذ الأمريكى فى التفاوض مع الدول الأخرى. كما حذر برادلى من أن القانون نفسه ربما يقوض الشراكة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب مع الدول الأخرى.