قال الصحفى البريطانى روبرت فيسك فى صحيفة الإندبندنت، إنه حينما سمع بوفاة شيمون بيريز تذكر الدم والنار والذبح ورضع مقطعى الأوصال ولاجئين يصرخون وجثث يتصاعد منها الدخان، بالرغم من أن العالم تذكروه "كرجل سلام".
واسترجع فيسك ذكرياته بينما كان فى قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة خارج قانا اللبنانية، وفى عام 1996 مرت القذائف الإسرائيلية من فوق رؤوس أعضاء القافلة لتضرب اللاجئين لمدة 17 دقيقة.
وأكد فيسك إن بيريز الذى كان بصدد خوض انتخابات رئاسة الوزراء وقرر زيادة فرص فوزه عن طريق ضرب لبنان، وسقطت القذائف فى مركز عسكرى للأمم المتحدة كان يتحصن به المئات، وزعم بيريز حينها إن إسرائيل لم تكن تعلم بهذا، ولكن قال فيسك إن هذه كانت كذبة لأن القوات الإسرائيلية احتلت قانا لسنوات بعد غزو 1982 للبنان، ولأن الأمم المتحدة كانت قد أبلغت إسرائيل بهذا.
وقال فيسك: "وهذه كانت مساهمة بيريز للسلام فى لبنان.. لقد خسر الإنتحابات وغالبًا لم يفكر فى قانا كثيرًا بعدها، ولكنى لم أنس قط".
وأضاف: "عندما وصلت لبوابات الأمم المتحدة، كانت الدماء تتدفق كالسيل من خلالها، كنت أستطيع أن أشمها، وغطت أحذيتنا والتصقت بها كالغراء، وكانت هناك سيقان وأذرع ورضع بدون رؤوس ورؤوس شيوخ بدون أجساد، وكانت جثة رجل مقطوعة إلى نصفين تتدلى من شجرة تحترق، وما تبقى منه كانت تشتعل فيه النيران".
وعلى عتبات الثكنة الأممية، كانت تجلس فتاة تحتضن جثة رجل أشيب وتبكى وهى تقول "أبى، أبى"، فقال فيسك إنه إن كانت هذه الفتاة لازالت على قيد الحياة رغم الضربة الثانية التى وجهتها إسرائيل لقانا فى 2006، فلن تنبس بكلمة أن بيريز رجل سلام.