تحل اليوم الجمعة 30 سبتمبر ذكرى ميلاد الصوفى الكبير جلال الدين الرومى، واسمه الأصلى محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخى (1207 - 1273 م) عرف أيضا باسم مولانا جَلَال الدِّين الرُّومى، شاعر، فقيه، متصوف، صاحب المثنوى المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة المولوية.
ولد جلال الدين الرومى فى بلخ فى أفغانستان وانتقل مع أبيه إلى بغداد، فى الرابعة من عمره، ثم استقر فى قونية سنة 623 هـ فى عهد دولة السلاجقة الأتراك، وعرف جلال الدين بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية فى أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة 642 هـ أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها.
تركت أشعار الصوفى الكبير ومؤلفاته الصوفية والتى كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية تأثيرًا واسعًا فى العالم الإسلامى، خاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، وفى العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعًا جدًا إذ وصفته البى بى سى سنة 2007 م بأكثر الشعراء شعبية فى الولايات المتحدة.
توفى "الرومى" 1273م، ودفن فى مدينة قونية وأصبح مدفنه مزارًا إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتى اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التى عرفت بالسماح والرقصة المميزة.
وعام 2016 تردد اسم جلال الدين الرومى بكثرة بعدما أعلن كاتب السيناريو ديفيد فرانزونى، أحد كتاب سيناريو فيلم "المصارع" الحائز على الأوسكار والمنتج ستيفن جويل براون، على صناعة فيلم عن الشاعر الصوفى الكبير ويحددان هدفهمها من الفيلم بأنه تحدٍ للصورة النمطية عن الشخصية المسلمة فى السينما الغربية التى أصبحت صورة المسلم لديها واقعة فى فخ النمطية والصورة الداعشية.
وصناع الفيلم يرون أن ما دفعهم إلى مشروع يتناول حياة الرومى هو تأملاته التى ظلت صالحة فى التعامل مع هموم الإنسان المعاصر، والحقيقة هى أن جلال الدين الرومى فرض نفسه على الجميع، فصورته المتسامحة التى جعلت يوم تشييع نعشه، كما تقول كتب التاريخ، خرج الناس جميعا خلفه مسلمون ومسيحيون ويهود، والكل يرون أنهم عرفوا الطريق إلى الله من طريقة مولانا جلال الدين الرومى، فقد عُرف جلال الدين الرومى "1207 - 1273م" بإسلامه السمح، كما تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية تأثيراً واسعاً فى العالم الإسلامى بصورة عامة، وفى العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعاً، وترجمت أجزاء كتابه "المثنوى" إلى معظم اللغات العالمية، إذ وظف فيه قصصا من الحياة اليومية وإرشادات قرآنية فضلا عن خبرته وتجربته الواسعة فى الحياة، ليقدم كتابا قيما مفعما بالتأملات العميقة والأفكار النيرة.
كما نشب خلاف كبير بين كل من إيران وتركيا وأفغانستان، وفق ما ذكره موقع بى بى سى، حول تسجيل ديوان "المثنوى"، الذى ألفه الشاعر الصوفى، فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى.
كانت بداية الخلاف عندما سعت كل من إيران وتركيا لتسجيل "المثنوى"، ضمن تراثهما الثقافى المشترك فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى، فاشتعل غضب أفغانستان، واحتجت أمام اليونسكو قائلة بأن "الرومى" ولد فى أفغانستان منذ أكثر من ثمانية قرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة