يواصل النظام الحاكم فى تركيا اضطهاده للمسرح ورجاله وأفكاره، حتى أنه قدم ما يطلق عليه القائمة السوداء التى شملت عددا كبيرا من أهم صناع كتاب المسرح عبر التاريخ، بما يكشف عن "عقدة" قديمة بين النظام الأردوغانى وخشبة المسرح.
وقد كشف عن هذه المأساة الكاتب الفائز بجائزة نوبل للآداب 1997، الروائى والمسرحى والممثل الإيطالى داريو فو، والذى قال إن حظر أعماله رسمياً فى تركيا، بمثابة "تكريمى بجائزة نوبل للآداب مرة جديدة" وفق ما نقلت صحيفة لاستامبا الإيطالية.
وكانت هذه التصريحات بمثابة رد من "داريو فو"، على القائمة التى وضعها قبل أسبوع المسرح الوطنى التركى، لمنع وحظر تقديم أعمال ونصوص مسرحيين وكتاب عالميين، مثل وليم شكسبير، وأنطون تشيخوف، وبرتولد بريخت، وداريو فو، وغيرهم من الكتاب العالميين، بسبب تعارض هذه الأعمال "مع الروح الوطنية التركية ولا تُشجع على الالتزام بالهوية التركية".
واعتبر "فو" فى تصريحات صحفية، "أن حظر أعماله فى تركيا، يُشعره بسعادة عارمة، يُماثل شعوره عند تتويجه بجائزة نوبل للآداب أول مرة، وأن الحظر ليس سيئاً فى ذاته، ففى تركيا، وقبل عشرين سنة أحرقوا فندقاً كان يحتضن فرقةً مسرحية تعرض إحدى مسرحياته".
ويُذكر أن تركيا حظرت رسمياً عرض وتقديم أعمال عدد من الكتاب المسرحيين الأجانب، من قبل المؤسسة الرسمية المسئولة عن المسرح، المسارح الوطنية التركية، بعد أن أصدر مديرها العام نشأت بيرشيك، قائمةً سوداء تضم الكتاب والمسرحيين الأجانب الذى تتعارض كتاباتهم مع "تجذير الروح التركية، والقيم الوطنية والمحافظة فى البلاد".
ومن جهة أخرى نقلت تقارير إعلامية تركية أن إدارة المسرح الرسمية لا تنوى التوقف عند هذا الحظر، بعد أن وضعت قائمةً سوداء أيضاً بأسماء الممثلين والمسرحيين والمخرجين "المنشقين" عن الروح التركية والمتمردين على القيم الوطنية التركية أيضاً، وتنوى تسريح عشرات منهم، أو وقف تمويل أعمالهم ومسارحهم.
وليست هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها المسرح لهذه المعاناة فى أنقرة ففى سنة 2014 منعت تركيا مسرحية ماكبث لشكسبير لأنها تروي بلغة عالمية جشع السلطة وتحول الحكم إلى الظلم والقسوة.