"الانتحار يوميًا".. هكذا يسمى الصيادون العمل فى بحيرة المنزلة بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، البحيرة التى تقلصت مساحتها بشكل كبير جدًا بسبب التعديات المباشرة عليها، حيث يقيم العديد من الخارجين عن القانون مدنًا بأكملها داخل البحيرة، يصطادون ويعيشون فيها، ويقيمون فيها أوكارًا لتجارات غير مشروعة مثل السلاح والمخدرات.
يحذر على الصيادين الاصطياد فى مناطق التعديات تلك، أو حولها، أو بالقرب منها، ومن يصطاد فى هذه الأماكن فهو معرض للقتل الفورى بالأسلحة النارية، والتى يحملها حراس مناطق التعديات تلك، عيانًا بيانًا أمام الجميع.
صغار الصيادين يلجأون للصيد معًا فى أماكن معروفة، ومناطق ضحلة يكثر بها تلوث المياه، فيذهبون جماعات للصيد، فلم يعد بمقدور أحدهم أن يذهب للصيد وحده ليلاً أو نهارًا فلم يعد الأمان والأمن مستتبين فى البحيرة، والتى تعد مصدر رزقهم الوحيد لا غير.
انتشرت مؤخرًا عصابات سرقة المواتير والقوارب من الصيادين فى بحيرة المنزلة، حيث تضم هذه العصابات العديد من الخارجين عن القانون، والذين يعرفون جغرافيا البحيرة جيدًا، محملين بالأسلحة الآلية والنارية، يقومون بسرقة المراكب والمواتير من أصحابها ثم يفرون بها إلا بعض مناطق التعديات الخاصة بها، ومن ثم يقومون بتخبئة تلك المواتير وإخفائها لفترة ومن ثم بيعها فى أسواق المراكب بدمياط وبورسعيد.
محاضر شرطية لا تنتهى من قبل صيادين، أكدوا فيها تعرضهم لسطو مسلح وسرقة بالإكراه، حيث تسرق العصابات المواتير الخاصة بهم ويلقونهم فى البحيرة، دون أن يأبهوا بكيفية عودتهم وهل يجيدون السباحة أم لا، وكيف سيشقون طريقهم إلى البر مرة أخرى.
عمرو الشوا كان يقوم بعمله اليومى، أو "الانتحار" كما يسميه الصيادون، داخل بحيرة المنزلة ليلاً، هو وأحد إخوانه، قام بعض أفراد تلك العصابات بالسطو المسلح عليه، هو وأخيه، وهددوهم تحت إرغام السلاح، قام بتشغيل محرك المركب، ومن ثم انطلق لتبدأ مطاردة غير متكافئة الجوانب، موتور ضعيف قوته 65 حصانًا، ومركب خشبى متهالك، يستقله شخصان أعزلان لا سلاح فى يدهم ولا شىء، وقارب العصابات الحديث، مثبت به مواتير سريعة للغاية، كفاءتها أعلى من كفاءة مواتير الصيادين.
وبدأت مطاردة تشبه الأفلام الهوليودية داخل بحيرة المنزلة، العصابة لا تتوقف عن إطلاق النار والشوا". لا حيلة له إلى المشى بشكل زجزاجى بالقارب، فهو وإخوانه الأربعة وأولادهم الـ16، لا يملكون سوى هذا المركب كمصدر رزق لهم، لا يعرفون مهنة غير الصيد، ولا يملكون مركبًا غير هذا المركب.
استمرت المطاردة الهوليودية داخل مياه بحيرة المنزلة، إطلاق نيران مكثف من قبل عصابات سرقة القوارب، حاول الهرب لم يتمكن تعطب الموتور فى بعض المناطق التى بها ورد النيل، وتوقف القارب، وعليه استولت العصابة على القارب وأوسعوهما ضربًا ومن ثمَّ ألقوهما فى مياه بحيرة المنزلة، والمتشبعة بالرصاص والأمونيا ومياه الصرف الصحى والصرف الصناعى، ليواجها خطر الموت غرقا ليكون "موت وخراب ديار" - على حد وصفه.
يقول "الشوا" حاولت كثيرًا النجاة بالقارب ولم نتمكن، وأخذوا منا القارب وانصرفوا وأنا فى المياه لا حيلة لى، سبحت أنا وأخى لبعض مناطق التعديات وتوسلنا لأصحابها أن ننتظر هناك حتى يأتى أى مركب لأى صياد ويعود بنا إلى الشاطئ من جديد فسمحوا لنا بعد معاناة، ومن ثم عدنا خاليًا الوفاض لا سمك معنا ولا مركب ولا موتور ولا أى شىء مطلقًا سوى خراب البيوت.
ويضيف "الشوا"، قمت بعمل محضر شرطة، ولكن ماذا عساه يفيدنى محضر الشرطة، العصابات تعمل ليلاً، والأمن يعمل نهارًا، هيتقابلوا إزاى، يا ليتنى لم أكن صيادًا.
لم يكن مصابه أثقل من مصاب حسن خفاجى، الشاب العشرينى، الذى ورث مهنة الصيد كابرا عن كابر، استقل مركب صيد هو ومجموعة من الصيادين إلى داخل بحيرة المنزلة، معرضين حياتهم للخطر الذى وقع وتحقق، حيث سطت عليهم إحدى عصابات سرقة مواتير ومراكب الصيادين، وقاموا بتهديدهم بالسلاح، وألقوهم فى مياه بحيرة المنزلة، لم ينتظر أحد أفراد العصابة حتى يرحل الصيادون الملقون فى المياه من أمام المركب، وقام على الفور بتشغيل محرك المركب، وانطلق بأقصى سرعة، فقام بدهس "خفاجى" والمرور عليه بالقارب، مما أصابه إصابات بالغة.
واستقبل المستشفى الدولى بالمنصورة، حسن خفاجى، صياد، ومقيم بمدينة المطرية، مصاب بحروق سلقية، وتهتك بالعضلات، وانفجار فى أنسجة الفخذ، عقب مرور الموتور الخاص بالمركب الذى يستقله من فوق ظهره فى المياه، كما أصيب بعدة طلقات نارية لم تخترق عظامه جراء إطلاق نيران عشوائية من قبل أحد أفراد العصابة.
يقول خال الصياد، "ذهبنا به إلى المستشفى، وقمنا بعمل تقرير طبى بحالته، وتحرير محضر، ولم نعثر على الجناة حتى الآن، ماذا يفعل هذا الشاب المسكين، وهو فى مقتبل عمره، خرج لكسب قوت يومه، يريد أن يتهيأ للخطبة أو للزواج ويبدأ حياته، فيتعرض لبلية مثل هذه البلية، هو الآن لا يستطيع الجلوس مطلق، ملقى على بطنه، بجسده تهتك رهيبة، وتعرض لحروق بسبب حرارة شكمان الموتور، حيث أنهت الحروق على جلد الفخذ بالكامل وأصابته إصابات مريعة، وهو الآن بين الحياة والموت فى المستشفى.
وأضاف خال الصياد، "حتى المستشفى أهملت فيه، وتركته فترة بدون علاج، وتأخرت حالته الصحية جدًا، وقمنا بالتوسل إليهم لتحويله للتجميل، حتى يعالجوا الحروق بفخذه، وقاموا بتحويله بعد فترة كبيرة، ساء على إثرها حالة الحرق وانتشر أكثر.
مناطق إخفاء المواتير
الصيادون أثناء العمل
سرعة جنونية خوفا من اللصوص
جماعات الصيادين
سرقة المواتير
عدد الردود 0
بواسطة:
النجار
الضرب بيد من حديد
لابد من الضرب بيد من حديد علي هؤلاء العصابات
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو يوسف
حل جزري
البحيرة امن قومي يجب ان تكون هناك حراسة مشددة علي امن البحيرة وان يتم استغلالها من قبل الجيش او وزارة الزراعة وان يتم تسجيل كل مراكب الصيد والصيادين برسوم رمزية مقابل ان يتم تأمين موراد البحيرة من اسماك ومياه وتطهير
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى افندى
أين الأمن ؟؟
ماذا يحدث ؟؟ لا امن على الطرقات حوادث وتثبيت وسرقة سيارات ، وايضاً التثبيت فى بحيرة المنزلة ؟؟ امال الامن فين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبدالغني الوحيلي
الشرطه والجيش قادرين
طبعآ الشرطه والجيش قادرين على إصطياد هؤلاء ... حفظ الله مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال محمد
مش ممكن يكون حد غريب بيعمل كده
لا اللى بيبنى على البحيرة ولا اللى بيسرق