السفير البريطانى يقدم منح دكتوراه لثلاثة طلاب أزهريين.. جون كاسن: مصر محظوظة بالأزهر.. والدراسة بالخارج ستحدث فرقا لأنها تخلق جيلا من القادة يواجه التشدد.. ومسئول: المنح فكرة الإمام الأكبر

محمد جمال أحد الحاصلين على المنحة: الانعزال عن المجتمع الغربى سببا للإسلاموفوبيا وسنكون حلقة وصل

محمود على جمعة: سأعمل على تغيير الصورة النمطية عن الإسلام والمرأة فى الغرب

أعلن جون كاسن، السفير البريطانى بالقاهرة عن مبادرة "منحة بريطانيا - الأزهر للدراسات الدينية"، والتى منح من خلالها ثلاثة طلاب من أفضل طلاب جامعة الأزهر منحا للحصول على الدكتوراه من الجامعات البريطانية، وذلك تلبية لطلب شيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب، الذى التقى كاسن قبل عامين عند تسلم مهامه كسفير، وقال له إنه يحلم بمنح طلاب الأزهر الفرصة للدراسة فى الجامعات البريطانية والتعرف على الثقافات المختلفة لإنشاء جيل من المدرسين يستطيع أن يحدث فرقا فى العالم وليكونوا سفراء لبلدهم وللإسلام.

محررة اليوم السابع مع أحد الحاصلين على المنحة

وقال كاسن فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على هامش حفل استقبال أقامه للاحتفال بالطلاب الذين تم اختيارهم واختبارهم من قبل مجموعة من الأساتذة البريطانيين جاءت خصيصا من بريطانيا فى شهر مارس الماضى للتأكد من كفاءتهم، إن مصر محظوظة بوجود الأزهر منذ أكثر من ألف عام، وبريطانيا محظوظة بوجود جامعات مميزة خاصة فى مجال الأديان، مؤكدا أهمية الدراسات الدينية لبناء جسور بين المجتمعات والثقافات، وأوضح أنه درس أيضا علوم الأديان عندما كان طالبا بالجامعة، ويعلم جيدا أهميتها

10

ملايين جنيه تمويل للمنح

وأوضح كاسن أن هذه المبادرة نتاج عمل استمر عامين، سعى خلالهما للقاء الممولين والباحثين البريطانيين وممثلين عن الجامعات البريطانية لإقناعهم بمنح الطلاب هذه المنحة، وبالفعل تمكن من إقناع مؤسسات مثل CIB ومنصور جروب وعزازى جروب وآخرين، بتمويل المشروع بـ10 ملايين جنيه، ويقول كاسن "فخور بدورى فى تنفيذ فكرة شيخ الأزهر الملهمة، فبعد سنوات من هذه المبادرة، سيكون هناك ترسيخ لقيمة الإسلام الحقيقية فى المجتمع المصرى والبريطانى وحول العالم، وسنرى الدور الصحيح للأديان".

السفير البريطانى مع أحد الحاصلين على المنحة من طلاب الأزهر

وأضاف كاسن أن ما يميز الفكرة هو أنها ستخلق جيلا من القادة، تعطيهم المنحة فرصة للدراسة لمدة ثلاث أو أربع سنوات، لهذا يتم اختيارهم بدقة وبعد الخضوع للعديد من الاختبارات للتأكد من كفائهم وقدرتهم على المنافسة والتعلم من الخبرة.

أحداث 11 سبتمبر

وقال كاسن "كنت فى واشنطن عند وقوع أحداث 11 سبتمبر، ومعظم مشوارى المهنى كدبلوماسى، تضمن الحديث عن التشدد والتطرف والعنف الدينى، وكان هناك الملايين من الكلمات التى قيلت فى هذا الصدد، لكن ليس الكثير من العمل، وهذه فرصة للقيام بشىء عملى  يحدث فرقا، وأنا فخور للغاية بهذه المبادرة".

حوار للسفير البريطانى مع محررة اليوم السابع

وأضاف كاسن أن مصر دولة غنية وبها الآلاف والملايين الذين يريدون إظهار حقيقة الإسلام، للرد على من يستخدمونه فى التدمير والعنف، معتبرا أن هذه المنحة ستمكن الطلاب من القيام بهذا الدور.

ومن ناحية أخرى قال عبد الدايم نصير مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر للتعليم والعلاقات الثقافية، إن شيخ الأزهر يبعث شكره للسفير البريطانى، الذى حول فكرته إلى واقع، مشيرا إلى أن الطيب ناقش الفكرة مع عدد من السفراء ومنهم سفراء بريطانيين، لكن لم يخرجها إلى النور إلا السفير جون كاسن.

صورة للرعاة المشاركيين فى المنحة

وأضاف خلال كلمته أثناء الاحتفال أن هذه الفكرة بدأت عام 2004، عندما كان الطيب رئيس جامعة الأزهر، وهو نائبه، وزارا الخارجية البريطانية وأرادا أن يمنحا هذه الفرصة للطلاب الآخرين، وبعدها جاءت فكرة مركز اللغات بالجامعة، الذى حصل بعض من طلابه على المنحة المقدمة من بريطانيا.

الإسلاموفوبيا

وقال نصير فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن سفر الطلاب سيكون له كذلك أثر جانبى متعلق بمواجهة مشاعر الإسلاموفوبيا المنتشرة فى الغرب حاليا، نظرا لأنهم سيرون أشخاصا حقيقيين متعلمين يأكلون ويضحكون ويعيشون حياة طبيعية ويتحدث عن الإسلام بصورة صحيحة.

أحد الحاصلين على المنحة

ومن جانبه قال محمد جمال عبد النور، مدرس مساعد فى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، قسم العقيدة والفلسفة، وأحد الحاصلين على المنحة، إنه تخرج الأول على دفعته خلال سنوات الدراسة الأربعة، وحصل على منحة "التشيفنينج" عام 2013 وحصل على الماجستير فى فلسفة الأديان، وسيدرس للحصول على الدكتوراه من جامعة لندن.

الانعزال عن الغرب أحد أسباب الإسلاموفوبيا

وبسؤاله عن الدور الذى يمكن أن يلعبه باعتباره سفيرا عن الأزهر أثناء دراسته، قال جمال إن الانعزال عن المجتمع الغربى سبب رئيسى للإسلاموفوبيا، فلا يوجد دراسة كافية مثلا على الديانة المسيحية وفلسفتها وتطورها، الأمر الذى يتسبب فى حالة من الانفصال، موضحا أن دراسته تقوم على المقارنة بين الفلسفة المسيحية الحديثة ونظيرها فى الفكر الإسلامى، واعتبر أيضا أن انعزال المجتمعات الإسلامية فى الغرب سببا من أسباب الإسلاموفوبيا وإحساسه بعدم التكامل مع المجتمع.

د . نصير مساعد شيخ الازهر

وأكد أن نجاح الأزهر فى الانفتاح على الآخر سيصب فى مصلحة الجميع لأنه المؤسسة الأولى المسئولة عن نقل الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامى ووسطيته، وأوضح أن إعداد شباب مسلح بلغات مختلفة أمر مهم لنقل هذه الرسالة، مشددا على أنه سيعود لنقل خبراته التى تعلمها للطلاب وتطوير المؤسسة.

السفير البريطانى ود. نصير

وقال محمود على جمعة، خريج جامعة الأزهر وإمام مسجد وأحد الحاصلين على المنحة للدراسة فى جامعة لانكستر إن تخصصه سيكون فى "النسوية الإسلامية"، موضحا أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة فى الغرب عن وضع المرأة فى الإسلام، ويأمل أن يكون حلقة وصل للغرب لإيصال الصورة الصحيحة للإسلام عنه وكسر الصورة النمطية عنه.

كلمة السفير البريطانى

وأوضح أن هناك اختلافا بين الثقافة والدين، وكثيرون يخلطون بينهما، فعلى سبيل المثال، يعتقد البعض أن المرأة المسلمة يمكن شراءها للزواج، لكن هذا ملمح ثقافى فى بنجلاديش متعلق بالمهر، ومرتبط بدولة بعينها وليس بالدين.

الطلبة الحاصلون على المنحة الدراسية

وقال فى تصريح لـ"اليوم السابع" إن أحد التحديات التى تواجه الطلاب فى مصر عموما، هو عدم قدرتهم على البحث العلمى، مؤكدا أن حلمه أن يعود للدراسة فى الأزهر ليساعد الطلاب على تعلم هذه المهارة حتى يتمكنوا من القيام بأبحاث حقيقية موضوعية يستفيد منها المسلم وغير المسلم والعربى وغير العربى.