بشكل شخصى أعتبر أن الحلقة الأولى من الموسم الجديد من "مسرح مصر" هى الأكثر كوميدية وإضحاكا على الإطلاق، منذ ظهور تلك الفرقة للنور، وبدايتها تحت اسم "تياترو مصر" رغم خلو المسرحية من قصة أو حتى حوار مسرحى، وظهور أبطالها بأسمائهم الحقيقية، ورغم غيابهم الطويل عن التفاعل مع الجمهور، وخروج بعضهم على النص، إلا أن الحلقة بشكل عام كانت حالة فريدة من السخرية المميتة، والتى قد تصل بك إلى حالة الضحك حتى البكاء.
عادة ما كنت أفضل مشاهدة عروض مسرح مصر، عقب طرحها على "الإنترنت"، بسبب طول فترة الإعلانات، ولكن مع الدقائق الأولى وجدتنى أنجذب للحلقة، رغم أننى أعلم جيدا أنها ستسخر من مسلسلات وإعلانات رمضان، فالبداية كانت مع الممثل وعضو الفرقة، محمد السيد الذى ظهر مخاطبا الجمهور، وشاكيا له عدم ظهوره فى رمضان فى أى مسلسل أو عمل سينمائى مثل بقية زملائه بطريقة "الكوميديا السوداء" ، ليدخل بعد ذلك نجوم مسرح مصر، متباهين بأعمالهم فى رمضان، بشكل متعالٍ بداية من على ربيع لمصطفى خاطر وحمدى المرغنى لويزو وحتى أوس أوس، ووصلت بهم السخرية إلى إعلان رغبتهم بترك مسرح مصر، وهو ما يفجر الضحكات خصوصا أنه بمجرد أن ظهر أشرف عبد الباقى لم يستطيعوا مصارحته بذلك.
أظن أن أشرف عبد الباقى، رأى المستقبل فى عيون أبنائه النجوم الشباب، فقرر أن يباغتهم قبل النهاية المحتومة، فهو يعرف جيدا أن عالم السينما والدراما سيغريهم، وربما يجعلهم يتخلون عن مسرح مصر، وهو أمر وارد وطبيعى وأيضا مشروع، قرر أن يصل سريعا إلى المستقبل بطريقة ساخرة وكوميدية وأيضا يعطى درسا قويا لأبطال مشروعه تتلخص فى البعد عن الكبر والغرور وسحر الشهرة.
ما لم يعجبنى فى الحلقة هو كم "الإيفهات" المأخوذة من عالم "فيس بوك" و"تويتر"، والتى كانت العمود الفقرى لموضوع المسرحية والمتعلقة بالسخرية من مسلسلات "الأسطورة" وإعلان "الدندو" ونيللى كريم وإعلان شيرين وأحمد السقا لإحدى شركات الاتصالات، فالسخرية من أعمال رمضان لم تزعجنى لا سيما أنها نوع من أنواع الفنون يقدم فى السينما باسم spoof movie، وهى الأفلام التى تسخر من الأعمال الكلاسيكية، وليست المرة الأولى التى يقدمها مبدعو مسرح مصر، ولكن ما يؤخذ على المؤلف والمخرج نادر صلاح الدين، هو الإستعانة بأغلب "الكوميكس" التى سخرت من شخصيات مسلسلات وإعلانات رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة