تحدى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الجميع، بإعلانه تعيين صهره "جارد كوشنر"، زوج ابنته "إيفانكا"، مستشارًا رئاسيًّا له، رغم حملة التحذيرات والانتقادات المسبقة لهذه الخطوة، التى تتعارض مع تقاليد السياسة الأمريكية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هذا القرار يعزز دور "كوشنر" كشخصية قوية، وفى بعض الأحيان لها تأثير حاسم على الرئيس المنتخب، مشيرة إلى أن "كوشنر" البالغ من العمر 35 عاما، والذى تزوج إيفانكا ابنة دونالد ترامب عام 2009، مقرب من الرئيس الجديد أكثر من أى مستشار آخر، وله وجود دائم ومستقر داخل فريق انتقال السلطة الفوضوى عادة، وكان له دور فى أغلب اختيارات "ترامب"، وفى قراراته بإقالة آخرين، وسيكون الشخصية الأقوى فى الإدارة الجديدة.
دونالد ترامب: كاشنر يملك رصيدا هائلا وكان مستشارا موثوقا به طوال الحملة
من جانبه، وصف الرئيس المنتخب دونالد ترامب، صهره جارد كوشنر، فى بيان صادر عنه مساء أمس الاثنين، بأنه يمثل رصيدا هائلا، وكان مستشارا موثوقا به طوال الحملة وفترة انتقال السلطة.
ورأت صحيفة "يويورك تايمز"، أن هذا الإعلان سيحدد الطريقة التى سيحكم بها الرئيس الجديد، أكثر من أى قرارات تعيين أخرى تم الإعلان عنها من قبل.
ويخطط "كوشنر" لبيع بعض ممتلكاته العقارية وأصوله الأخرى، حسبما قال محاميه، إلا أن بعض خبراء القيم شككوا فيما إذا كان هذا الاختيار قانونيًّا، بحسب قوانين محاربة المحسوبية التى تهدف لمنع تأثير الروابط العائلية على عمل حكومة الولايات المتحدة.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن الرؤساء الآخرين شكلوا فرقهم فى البيت الأبيض لتعكس خبراتهم فى الولايات أو فى الحملات، لكن "ترامب" يسعى لتبنى أسلوب إدارة إمبراطوريته العقارية فى نيويورك، إذ يكون أعضاء أسرته فى قلب فريق العمل، بينما يكون أصحاب الموهبة أو الثقة فى مرتبة أقل.
إيفانكا ترامب تعيد هيكلة ممتلكاتها دون خطط فورية للمشاركة فى الإدارة
فى سياق متصل، لا يبدو أن إيفانكا ترامب، التى شاركت فى قرارات حملة والدها، لديها خطط فورية للمشاركة فى الإدارة، وستعيد هيكلة ما لديها، لكنها تخطط للتنحى من إدارة منظمة "ترامب"، وفرع إيفانكا ترامب للموضة، حسبما قال محامى زوجها.
ووُصف "كوشنر" من قبل عديد من أعضاء فريق انتقال السلطة، بأنه كان الأول بين المتساوين فى القيادة العليا لفريق "ترامب"، ويكشف لقبه الجديد عن النفوذ الكاسح الذى سيحصل عليه خلف الكواليس.
جارد كوشنر.. الصهر صاحب التأثير الهادئ على "ترامب" المنفعل
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" فى تقريرها، إلى أن "كوشنر" معسول الكلام، ويوصف دائمًا بأن له تأثيرًا هادئًا على "ترامب"، الذى يعرف عنه صراخه فى فريق عمله خلال لحظات التوتر، وقد أصبح "كوشنر" المدير الفعلى لحملة صهره فى الربيع الماضى، وازداد نفوذه معه بشكل سريع.
ومن المتوقع أن يلعب جارد كوشنر الدور نفسه فى البيت الأبيض، فى حين أن المخطط الاستراتيجى الرئيسى "ستيفين بانون"، سيقدم للرئيس المشورة الاستراتيجية المتعلقة بالرسائل والاتصالات، أما رينس بيربوس، رئيس الحزب الجمهورى والأمين العام القادم للبيت الأبيض، سيدير العمليات اليومية فى الجناح الغربى، أما مستشارة "ترامب"، كيليلان كونواى، سيكون لها خط مباشر للرئيس حول عدد من القضايا.
وبرغم افتقاره للخبرة السياسية قبل مشاركته فى الحملة الرئاسية الأخيرة، فإن "كوشنر" حظى بثقة "حماه" خلال أكثر اللحظات العصيبة فى موسم الانتخابات، وانضم مع زوجته إيفانكا، ونجلى "ترامب" الآخرين، إريك ودونالد الصغير، فى الإطاحة بمدير الحملة السابق كورى ليوندوفسكى، فى خضم موسم السباق التمهيدى.
موقع "ديلى بيست": هيلارى كلينتون لعبت دورا غير مباشر فى اختيار "كوشنر"
من ناحية أخرى، قال موقع "ديلى بيست" الأمريكى، إن المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون لعبت دورًا غير مباشر، فى أن يصل جارد كوشنر إلى هذا المنصب.
وأشار الموقع فى تقرير له، إلى أن هيلارى كلينتون عندما كانت السيدة الأولى فى عام 1993، عينها زوجها الرئيس بل كلينتون لإدارة شؤون إصلاح الرعاية الصحية فى إدارته، عندها واجه القضاء قضية كون هذا التعيين يتعارض مع قانون مكافحة المحسوبية الذى وقعه الرئيس ليندون جونسون عام 1967، إلا أن القضاء أقر بأنه ربما لا يكون من حق الرئيس تعيين أحد من أقاربه فى الحكومة، كأن يكون وزيرًا للعدل، لكن من حقه أن يعين أيًّا منهم فى فريق المستشارين بالبيت الأبيض.
وقال الخبراء، إن هذا الحكم يمكن أن يعزز موقف إدارة "ترامب"، بأن تعيين جارد كوشنر، الذى لن يحصل على أجر مقابل هذ الوظيفة بحسب ما قال فريق انتقال السلطة، لا يتعارض مع القانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة