بنظرة سريعة على المشهد الإعلامى حاليا وما وصل إليه فى الوقت الراهن نلاحظ أن هناك تراجعا فى برامج "التوك شو" والبرامج السياسية، ويبدو أن المشاهد مل من هذه النوعية من البرامج التى تعتمد على جلوس مقدم البرنامج لساعتين أو أكثر أمام الكاميرا ليتحدث فى موضوعات وقضايا مكررة و"شبعنا" من الحديث فيها، وهذا ما أدركته القنوات الفضائية التى تبحث دائما عن وسيلة لاستمرارها فى ظل المنافسة الشرسة والتغيرات التى يشهدها السوق الإعلامى، ولأن "المشاهد دايما على حق"، انخفضت جرعة السياسة وبرامج التوك شو من على خرائط القنوات الفضائية لتحل محلها برامج المنوعات والكوميديا والتى يكون هدفها الأول تسلية المشاهد.
وقررت قناة روتانا مصرية وقف برنامج "من الآخر" واستبداله ببرنامج منوعات سيتم الإعلان عنه قريبا، كما توقف أيضا برنامج "مع إبراهيم عيسى"، الذى كان يعرض على قناة "القاهرة والناس"، كما أعلن الإعلامى محمد الدسوقى رشدى عن تقديم آخر حلقات برنامجه "قصر الكلام" على قناة النهار خلال الشهر الجارى بناء على تعاقده مع القناة، وبرنامج "مانشيت القرموطى" الذى كان يقدمه الإعلامى جابر القرموطى على قناة "العاصمة"، وبعد غياب الإعلامى خيرى رمضان عن برنامجه "ممكن" على cbc ترددت أخبار عن انتقاله لقناة النهار فى إطار خطة الاندماج بين الكيانين وسيقدم خيرى برنامجا جديدا بعيدا عن السياسة، وفى مقابل ذلك أصبح هناك شكل جديد ومألوف للبرامج على القنوات الفضائية والتى تعرف باسم برامج "المنوعات" الخفيفة والتى تبعث حالة من التفاؤل داخل المشاهد.
برامج منوعات جديدة تنطلق خلال أيام، بجانب تقديم موسم جديد من "البلاتوه" على قناة النهار واستمرار حلقات "الفرنجة" وبرنامج "أبلة فاهيتا" على cbc وعرض حلقات الموسم الثانى من برنامج اكتشاف المواهب Arab Casting على شاشة ON E، ولم تكتف الفضائيات بالتركيز على برامج المنوعات فقط، ولكن الخريطة تضمنت عرض 66 مسلسلا جديدا ابتداء من منتصف يناير الجارى، ومنها "حجر جهنم" و"الأب الروحى" و"اختيار إجبارى" و"ولاد تسعة" و"كابتن أنوش" و"النص التانى".
الدكتورة ماجى الحلوانى عميدة الكلية الكندية الدولية قالت لـ"اليوم السابع" إنها معجبة بعمرو أديب لأنه يقدم شيئا مختلفا عن باقى برامج التوك شو، مضيفة أن برامج التوك شو لم تتراجع ولكن هناك بعض البرامج التى يتم تطويرها، ومازالت تحافظ على مستواها، فبرنامج "كل يوم" لعمرو أديب، أدرك منذ البداية كيف يحافظ على نسب مشاهدته، بإدخال فقرات متنوعة على البرنامج، وأيضا لميس الحديدى.
وأشارت إلى أن تلك البرامج، لم تعد تحظى بنفس نسب مشاهدة السنوات الماضية، مختتمة أن الـ"توك شوك" لا يعمل فقط على السلبيات إنما كذلك يظهر الإيجابيات.
من جانبها قالت الدكتورة هويدا مصطفى عميدة المعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق، أن هناك بالفعل تراجعا فى برامج التوك شو، فنفس الأفكار، والمشكلات والسلبيات، يتم مناقشتها يوميا، دون تقديم أى جديد، ولذلك نجد أن كثير من البرامج تراجعت، وأخرى توقفت، بسبب تراجع نسب المشاهدة.
وأضافت هويدا أن كل محطة تعمل على برنامج أساسى لها، ولكن النصيحة التى يجب أن تتبعها القنوات وتلك البرامج المهمة، واليومية، هى التجديد، لتضمن الاستمرارية فى ظل هذه المنافسة الشرسة.