اهتمت الصحف البريطانية بتأثير وفاة الرئيس الإيرانى الأسبق أكبر هاشمى رفسنجانى على السياسة الخارجية الإيرانية واتفاقها النووى مع واشنطن والعواصم الغربية، فتنبأت بخسارة الرئيس الإصلاحى حسن روحانى فى الانتخابات القادمة بعد خسارة واحد من أهم حلفائه.
فقالت صحيفة الإندبندنت، إن وصول دونالد ترامب، الذى سبق وكشف عن نيته سحب بلاده من الاتفاق النووى، إلى البيت الأبيض، وضغوط اليمين الإيرانى ضد الاتفاق بدعوى أنها تخل بحقوق سيادية فى مجال الدفاع والأمن يهددان مستقبل الصفقة التى تعد من أهم إنجازات السياسية الخارجية للرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما والتيار الإصلاحى الإيرانى.
وحذر وزير الدفاع الذى عينه ترامب، الجنرال، جيمس ماتيس، وعضو مجلس الشيوخ بوب كوركر، رئيس لجنة الشئون الخارجية، من إجراء متسرع بشأن الاتفاق، ولكن ترامب، بحسب ما صرح من قبل كذلك، قد يفرض المزيد من العقوبات على إيران بدعوى برنامج الصواريخ الذى أنشأته ودعمها لجماعات مثل حزب الله.
وقال د. فرهد رضائى، الخبير فى شئون إيران الخارجية وبرنامجها النووى، وإذا تم فرض عقوبات إضافية بالفعل، فقد يخسر روحانى فى الانتخابات القادمة خلال شهور، حسبما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
أما صحيفة الإكونومست، فقالت إن رفسنجانى كان يساعد على عمل توازن بين الوسطيين فى البرلمان ومجلس صيانة الدستور المحافظ، مؤكدة أن سياسته فى الانفتاح على الغرب على المحك بعد وفاته وبعد انتخاب ترامب، وأنه بدون براجماتية ودهاء رفسنجانى، سيزداد الاستقطاب فى إيران.
وأضافت أن البعض الآخر يرى إن روحانى، بعد "تحرره" من رفسنجانى، سيكون رئيسا أقوى إذا فاز دورة ثانية.
واستفاضت الصحيفة فى تاريخ رفسنجانى، فقالت إنه لا يوجد سياسى إيرانى آخر استمر بارزا لهذه الفترة فى الثورة الإسلامية الإيرانية، ففى العقد الأول من الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان رئيسا للبرلمان، وفى العقد الثانى كان رئيسا للبلاد، مضيفة أنه هو من بادر ببرنامج إيران النووى ليعوض العجز فى قوات إيران الجوية والبحرية.
وذكرت أنه بمجرد أن أصبح الخمينى مرشدا أعلى، أنحى رفسنجانى بمن كانوا حلفاءه فى إسقاط الشاه من ماركسيين وقوميين دينيين وإسلاميين منافسين جانبا، وكان مهندس عمليات اغتيال بالخارج وتفجير مركز للجالية اليهودية فى مدينة بوينس آيرس، بحسب محققين فى ألمانيا والأرجنتين.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الإسرائيليين كانوا من أول من وصفوه بالوسطى، و"باعوا له أسلحة" أثناء الحرب مع العراق، والتى شغل فيها منصب القائم بأعمال قائد القوات المسلحة فى السنوات الأخيرة منها، كما أقنع آية الله الخمينى بإنهاء الحرب، وعندما أصبح رئيسا أعاد العلاقات مع السعودية.
كما دعا شركات النفط الأمريكية للعودة لإيران، ولولا رفض الرئيس الأمريكى حينها بيل كلينتون لكانوا فعلوا، على حد قول الإكونومست.
وقالت إن رفسنجانى ناصر فكرة التعليم الجامعى للجميع، مشيرة إلى أن البعض يتهمه باستغلال الجامعات، فأفرع جامعة آزاد الإسلامية التى كان يرأسها كانت تعتبر ثروة من العقارات، وأصولها، والتى أتى معظمها من الحكومة على سبيل العمل العام، تساوى عشرات المليارات من الدولارات.
كما ناصر الخصخصة، ولكن "مثل معظم زعماء الشرق الأوسط استعملها لدعم حاشيته وأقاربه"، على حد قول الصحيفة.
ثم انقلب عليه الناخبون وخسر انتخابات 2005 أمام الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد، ولكن كانت سنوات حكم نجاد فرصة له لكى يعيد نفوذه وسط الناخبين، ففى مظاهرات عام 2009، اتهم رفسنجانى الرئيس نجاد بتزوير الانتخابات وطالبه بالرحيل، طبقا للصحيفة التى قالت إن كل الرؤساء الذين جاؤوا بعد رفسنجانى كانوا تلامذة له، إلا الرئيس نجاد.
وضربت الصحيفة المثل بالرئيس الأسبق محمد خاتمى الذى أعاد تعيين العديد من وزراء رفسنجانى عام 1997، وفى عام ،2013 بعد فوز حسن روحانى، كان رفسنجانى أكثر سعادة من الرئيس ذاته، فقد كان روحانى هو مستشار رفسنجانى للأمن القومى.
وفى الشهور الأخيرة من حياته، خطط رفسنجانى لإبدال المرشد الأعلى برجل دين أقل شهرة ولكن "طيع"، وهو على خامنئى، وكان يناقشه كثيرا ليس فقط فى "عدائية" سياسة إيران الخارجية فقط، ولكن فى مفهوم الحكم من قبل رجل دين واحد، بحسب الإكونومست.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة