فى صدمة غير متوقعة للموالين للحكومة الفنزويلى، قررت المعارضة فى البرلمان الفنزويلى عزل الرئيس نيكولاس مادورو، مساء الإثنين، من منصبه بسبب القصور فى أداء واجباته الوظيفية.
وصوت لصالح هذا القرار غالبية النواب — 106 نواب، بحسب صحيفة "ناشيونال" المحلية، مشيرة إلى أن النواب الموالين للحكومة غادروا القاعة فى بداية التصويت، ووفقا للصحيفة، فإن المعارضة تصرفت فى إطار المادة 233 من الدستور، والتى تنص أيضا على أنه فى حالة خلو منصب الرئيس، سيتم الإعلان عن انتخابات رئاسية جديدة.
من هو الرئيس الفنزويلى؟.. هو سائق حافلات سابق استطاع أن يتدرج فى السياسة الفنزويلية مقتفيا خطوات زعيمه الراحل هوغو تشافيز، ليصبح رئيسا لبلاده، ويعرف عن مادورو تفضيله للحوار وهو ما قد يساعد "التشافيزية" على التخلص من فكرها الاقتصادى الجامد.
ورشح الرئيس الفنزويلى الراحل مادورو خليفة له قبل أن يخسر معركته مع السرطان تاركا له راية حركة سياسية غيرت وجه فنزويلا البلد الغنى بالنفط الذى يعيش فيه أكثر من 29 مليون نسمة، واستند مادورو فى حملته الانتخابية على تعهدات بالاستمرار فى "اشتراكية القرن الحادى والعشرين" التى جعلت تشافيز بطلا فى عيون الملايين لكنها قسمت البلاد.
وقال مادورو وهو يطلق حملته الانتخابية من المنزل الذى قضى فيه تشافيز طفولته "نحن جميعا فى حافلة أرض الآباء ولها سائق ها هو سائق تشافيز"، لكن تسمية تشافيز لمادورو خليفة له ومشاعر الحزن التى هزت البلاد بعد وفاة الرئيس الراحل بالسرطان فى الخامس من مارس لم تكن كافية ليفوز مادورو فى الانتخابات التى جرت أمس الأحد بفارق كبير.
ويعرف عن مادورو "50 عاما" تفضيله للحوار وكون لنفسه سمعة بأنه وسطى يمكن أن يساعد التشافيزية -وهو الاسم الذى أطلق على الحركة السياسية لتشافيز- حتى تتخلص من بعض عدائها الطائفى وفكرها الاقتصادى الجامد، وتحدثت تقارير عن أن مادورو يفكر فى إزالة بعض القيود الاقتصادية الثقيلة ويبحث التقارب مع واشنطن.
وتبقى العلامة الأكثر بروزا فى مادورو هى شاربه الشهير الذى أقدم أنصاره من الرجال والنساء على السواء على تقليده بوضع رغوة سوداء فوق شفاهم العليا ووصفوا الشارب بأنه "شارب أرض الآباء."
وخلال حملته الانتخابية أطلق مادورو على نفسه وعلى وزراء حكومته اسم "حواريى تشافيز" ووصف المعارضين بأنهم "فريسيون" فى إشارة إلى الطائفة اليهودية التى جاء فى الإنجيل أنها جادلت السيد المسيح، وحكى مادورو كيف أنه تبادل التغريد مع طائر بينما كان يصلى فى ضريح بمسقط رأس تشافيز، مما جعله يوقن بأن روح الزعيم الراحل زارته.
وسخر معارضو مادورو من الأمر واستغل رسامو الكاريكاتير الحكاية دون رحمة واستخدموا أيقونة تويتر الشهيرة على شكل طائر وصورا من لعبة الفيديو الشهيرة (أنجرى بيردز) ليسخروا منه.
وظهر مادورو فى وقت لاحق على المسرح أمام حشد انتخابى وقد ارتدى قبعة من القش وعليها نموذج لطائر صغير، ثم أطلق عشرات الطيور فى مظاهرة ضخمة لإنهاء حملته الانتخابية، ويصف المنتقدون فى المعارضة مادورو بأنه مسخ لتشافيز وأن خطاباته ترديد لخطابات الرئيس الراحل لكنها تفتقر إلى السحر والفكر المستقل.
وعاب عليه منافسه فى هذه الانتخابات أنه يعتمد كثيرا على صورة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، وقال كابريليس أمس الأحد بعد ظهور النتائج إن مادورو أصبح زعيما "غير شرعى" معبرا عن عدم رضاه بنتائج هذه الانتخابات.
وكان اسم مادورو قد لمع فى الساحة الفنزويلية عام 1992 عندما نزل إلى الشارع للمطالبة بالإفراج عن تشافيز الذى اعتقل على خلفية انقلاب فاشل، فيما قادت شريكة عمره سيلسا فلوريس منذ وقت طويل الفريق القانونى الذى ساعد على إطلاق سراحه.