أثار القرار الذى اتخذه الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" صباح اليوم بزيادة عدد المنتخبات المشاركة فى كأس العالم إلى 48 منتخباً جدلاً كبيراً جداً فى الأوساط الرياضية العالمية، بين مؤيد للقرار ورافض له تماماً.
وقرر "فيفا" زيادة عدد منتخبات المونديال إلى 48 بدلاً من 32 منتخباً بداية من نسخة 2026، وهو ما أشعل موجة من الانتقادات العالمية ضد الاتحاد الدولى ورئيسه السويسرى جيانى إنفانتينو، معتبرين أن القرار سيُفقد المونديال الكثير من متعته وإثارته، التى ينتظرها العالم كافة كل أربعة أعوام.
ولكن المؤكد أن القرار لم يكن هباءً، بل كان مدروساً بعناية، لأنه كان من ضمن خطط ووعود إنفانتينو التى وضعها فى ملفه الترشيحى لرئاسة الفيفا، لذلك أوضح موقع "سكاواكا" الإنجليزي لماذا تم اتخاذ هذا القرار، وهو ما ننقله لكم فى السطور التالية..
إنفانتينو: القرار يُساهم فى تطوير كرة القدم
إنفانتينو صرح فى فبراير الماضى لدى فوزه بانتخابات الفيفا الرئاسية قائلاً: "اعتقد أن التجربة ستنجح فى كأس العالم استناداً لما حدث فى اليورو.. انظروا للمنتخبات التى لم تتأهل مطلقاً والمنتخبات التى تأهلت قديماً ولم تتأهل من وقتها".
وتابع: إذا كنا جادين فى سعينا لتطوير كرة القدم فعلينا أن نشرك المزيد من المنتخبات فى أفضل حدث لكرة القدم فى العالم.. كأس العالم".
ويرى إنفانتينو أن الفيفا بحاجة إلى توجيه كرة القدم بشكل أكبر نحو آسيا وأفريقيا، قائلاً: "ليس هناك سبيلاً لتعزيز كرة القدم فى أى بلد أكبر من المشاركة فى كأس العالم".
جيانى انفانتينو
أرباح خيالية نتيجة القرار
ورغم أن التوسع فى كأس العالم هدفه الأول هو منح أكبر فرصة لكل الدول للمشاركة، إلا أن هناك فوائد مادية كبيرة غير مسبوقة من وراء القرار، حيث أجرى الفيفا بحثاً فى ديسمبر الماضى، أكدت نتائجه أنه سيدر أرباحاً خيالية ستصل قيمتها إلى 521 مليون جنيه إسترلينى، كما أنه سيزيد من عوائد البث ويزيد أيضاً أعداد الرعاة للبطولة.
كأس العالم
الزيادة العاشرة فى تاريخ المونديال
ولم يكن قرار إنفانتينو بالتوسع فى كأس العالم هو الأول من نوعه، لأنه يعتبر التغيير العاشر فى شكل المسابقة بشكل عام، منذ بدايتها فى 1930.
وزاد عدد منتخبات المونديال أكثر من مرة، حيث بدأت فى الأوروجواى 1930 بـ 13 منتخباً، نظراً لأن بعض المنتخبات الأوروبية فضلت ألا تبحر مسافة طويلة إلى أمريكا الجنوبية، قبل أن يتم زيادة المنتخبات إلى 16 بدءاً من نسخة 1934 وحتى 1978.
ومنذ مونديال إسبانيا 1982 و حتى الولايات المتحدة 1994 كان يشارك 24 منتخباً، قبل أن تشهد نسخة فرنسا 1998 مشاركة 32 منتخباً وهو الشكل المألوف حتى يومنا هذا، لذلك يبدو للبعض أن قرار إنفانتينو أقل إثارة للجدل من سابقيه.
فيفا
ماذا قال مشاهير كرة القدم عن القرار؟
علق عدد من مشاهير اللعبة على القرار، حيث قال جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد لموقع "فيفا": "بلدان أكثر.. واستثمار أكبر فى البنية التحتية للمزيد من البلاد وتطوير كبير للشباب.. أعتقد أنه أمر رائع.. زيادة المشاركين يعنى زيادة الحماس والإثارة.. يعنى زيادة الأفارقة والآسيويين والأمريكان معاً".
وتابع: "كرة القدم تطورت كثيراً فى الأندية ولا يمكننا أن نتوقع أنها يمكن أن تكون أقل جودة فى كأس العالم".
جوزيه مورينيو
من جانبه قال الأسطورة الأرجنتينى دييجو أرماندو مارادونا: "أنا مسرور كثيراً بسبب فكرة انفانتينو لأنه يعطى فرصة كبيرة للمنتخبات التى تخوض التصفيات وهى تعلم مسبقاً أنها لن تتأهل من الأساس".
وأضاف: "إنه يعطى كل بلد الحلم ويجدد العاطفة نحو كرة القدم.. بالنسبة لى تبدو فكرة رائعة جداً".
دييجو أرماندو مارادونا
فى المقابل قال أرسين فينجر مدرب أرسنال: "هل القرار يهدف حقاً لتطوير كرة القدم؟.. حسناً إذا كان أحد سيقنعنى بذلك فليس لدى مشكلة من الاستماع له.. ولكنى متشكك كثيراً فى الهدف من تطبيق هذه الفكرة".
أرسين فينجر
القرار عارضه أيضاً اتحاد الأندية الأوروبية، والذى أصدر بياناً قال فيه: "نحن لا نرى أى مزايا لتغيير الشكل الحالى للمونديال لأنه ثبت أنه الصيغة المثالية للبطولة من جميع وجهات النظر.. نحن نفهم جيداً أن القرار تم اتخاذه بناء على أسباب سياسية وليست رياضية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة