منذ أن بدأ الكاتب المبدع والمخضرم "وحيد حامد" يخط المشاهد الأولى من مسلسل الجماعة فى 2009 كان العمل بالنسبة له أشبه بالحلم، إلى أن صار واقعا على الشاشة حيث عرض الجزء الأول من العمل فى 2010 وقتها حقق العمل نجاحا كبيرا، لم يتوقعه الكثيرون حينها انطلاقا من أن الجمهور بات يمل من الأعمال التاريخية.
محمد فهيم فى مسلسل الجماعة
ولكن رهان المبدع وحيد حامد ويقينه بأنه يقدم عملا يعيش فى الوجدان.. ويروى من خلاله مصر هو ما جعله يثق نجاحه خصوصًا وأن منهجه هو وكل المشاركين فى العمل كان ينبع من الإخلاص والإتقان فى كل تفاصيله.. وقد كان له هو وفريق عمله ما أراد وبدأ الكثيرون يتساءلون حول تاريخ بلدهم ودور الإخوان وتاريخ الجماعة وتأسيسها وكيف لعبت المخابرات البريطانية الدور الأكبر فى ذلك إضافة إلى جموح وطموح حسن البنا، وهو العمل الذى حول أغلب الفنانين الذين شاركوا فيه إلى نجوم وحقق لهم قفزات فى مشوارهم الفنى سواء من وقفوا أمام الكاميرا أو خلفها.
هذا النجاح جعل الكل فى انتظار الجزء الثانى من الجماعة بشغف شديد، خصوصا وأن الفارق الزمنى هو 7 سنوات بين إنتاج الجزء الأول من مسلسل "الجماعة"، والثانى والذى بدأ تصويره فى 12 نوفمبر 2016، فى استوديو الأهرام داخل ديكور شقة حسن الهضيبى المرشد الثانى لجماعة الإخوان المسلمين، والذى يجسد دوره الفنان عبد العزيز مخيون، ثم انتقل بعدها المخرج للتصوير فى استوديو شريف عرفة وأحد المصانع فى حلوان، الجزء الثانى من الجماعة يرصد ما شهدته بدقة ما قامت به جماعة الإخوان فى المشهد السياسى والاجتماعى المصرى مع توالى القيادات بداخلها، من سيد قطب إلى الهضيبى وصولا إلى التغيرات التى وقعت عندما تولت الجماعة حكم مصر فى عام وصفه البعض بالعام الأسود.
صابرين تقبل يد إياد نصارفي مسلسل الجماعة الجزء الثاني
"اليوم السابع" ينفرد بنشر الصور الأولى من الجزء الثانى من الجماعة والنجوم الذين يجسدون شخصيات الهضيبى وسيد قطب وزينب الغزالى وعلى عشماوى اخر قادة التنظيم الخاص والشيخ الباقورى، حيث تظهر النجمة صابرين فى شخصية "زينب الغزالى"، ويلعب الممثل محمد فهيم دور الإخوانى الكبير سيد قطب والفنان الأردنى ياسر المصرى شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأمير صلاح الدين أنور السادات، ومحمد البياع دور الملك فاروق، كما يظهر النجم الأردنى إياد نصار فى الجزء الثانى من المسلسل كضيف شرف بشخصية مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا التى سبق وجسدها فى الجزء الأول ورفض اياد تقاضى أجرا على مشاهده.
وفى الجزء الثانى من المسلسل الدرامى يواصل وحيد حامد رصد الدور الذى لعبته جماعة "الإخوان" فى الحياة السياسية فى مصر بداية من تولى المرشد الثانى حسن الهضيبى حكم الجماعة، مرورا بعلاقتهم الوطيدة مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قبل ثورة 52 والرئيس محمد أنور السادات وصولا إلى إعدام سيد قطب، ويضم المسلسل أكثر من 200 فنان نجوم صف أول وثان وثالث ومجموعات كبيرة من "الكومبارسات" فى مشاهد كثيرة داخل العمل.
ويواصل المخرج شريف البندارى تصوير مشاهد المسلسل فى أماكن متفرقة، كما يعكف الكاتب الكبير وحيد حامد على صياغة الحلقات الثلاث الأخيرة من المسلسل.
مسلسل الجماعة الجزء الثانى
ومن المتوقع أن يشهد الجزء الثانى الكثير من المفاجآت والجدل فيما يتعلق بالعلاقة الشائكة بين قيادات الاخوان والسلطة الحاكمة منذ منتصف الخمسينات وحتى السبعينيات، وما تلا ذلك من أحداث وصولا إلى المفاجآت الفنية على مستوى الصورة وأداء الممثلين وتألق الكثير من الفنانين فى أدوارهم حتى الصغيرة، ومنهم محمد فهيم ورمزى لاينر ومحمد الشرنوبى وأسامة عبد الله ونضال الشافعى فى دور الشيخ الباقورى وصابرين.
سيد قطب يجسده الفنان محمد فهيم
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلى (9 أكتوبر 1906 - 29 أغسطس 1966) كاتب وأديب ومنظر إسلامى عضو فى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس لقسم نشر الدعوة فى الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين ولد فى قرية موشا وهى إحدى قرى محافظة أسيوط بها تلقى تعليمه الأولى وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج 1933 وعمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإداريه وسافر فى بعثة إلى أمريكا لمدة عامين.
وبعد عودته انضم إلى حزب الوفد المصرى لسنوات وتركه إثر خلاف 1942، وفى عام 1950 انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معهم نشاطهم السياسى حتى صار رائد الفكر الحركى الإسلامى أو ما يعرف بالقطبية المرتبطة بالتشدد والتكفير.
سيد قطب يجسده الفنان محمد فهيم
سيد قطب
زينب الغزالى تجسدها صابرين
ولدت زينب محمد الغزالى الجبيلى فى 2 يناير 1919 فى قرية ميت يعيش مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وكان والدها من علماء الأزهر. تعرفت زينب الغزالى على الاتحاد النسائى الذى كانت ترأسه هدى شعراوى وتوثقت العلاقة بينهما، وأصبحت من أعضاء الاتحاد البارزات إلا أنها تركت كل ذلك وبدأت صلتها بالإخوان عام 1937، وبعد تأسيسها لمركز السيدات المسلمات بستة أشهر اقترح عليها الإمام حسن البنا رئاسة قسم الأخوات المسلمات عند الإخوان ورفضت فى البداية بناءً على رفض أخواتها من العضوات المؤسسات لكنهن أبدين بعد ذلك التعاون والتنسيق مع الجماعة.
لكن بعد أحداث 1948 وصدور قرار حل جماعة "الإخوان المسلمين" أرسلت برقية نيابة عن أخواتها لحسن البنا تبايعه فيها على العمل للإسلام وتعبيد نفسها لله فى سبيل خدمة دعوته، وحينئذ أصبحت عضوة فى جماعة الإخوان المسلمين.. وقالت فى كتابها أيام فى حياتى إنها عذبت وهددت بانتهاك عرضها فى سجون عبد الناصر.
زينب الغزالي
زينب الغزالي تجسدها صابرين
الشيخ أحمد حسن الباقورى
للباقورى تاريخ حافل فى العلم والسياسة، ويرجع تاريخ انضمامه لحركة الإخوان المسلمين وهو طالب فى الأزهر وكان أحد قيادات الإخوان وكان عضو مكتب الإرشاد وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة الإمام حسن البنا وهو الذى وضع نشيد الإخوان الرئيسى الذى كان الإخوان يرددونه، "يا رسول الله هل يرضيك أن" بعد أن كلفه الإمام البنا بوضعه وأصبح مرشد للإخوان بالإنابة بعد مقتل حسن البنا ورشحه الإخوان فى الانتخابات فى دائرة القلعة قبل الثورة ضمن قائمة من مرشحى الإخوان وبعد ثورة 23 يوليو 1952 وبعد فترة عرضت عليه وزارة الأوقاف من قبل حكومة عبد الناصر ووافق الشيخ الباقورى مبدئيًّا، وأبلغ الإخوان بذلك، واشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة.
الشيخ أحمد حسن الباقورى
على عشماوى يجسده محمد الشرنوبى
تولى رئاسة التنظيم السرى وأحد المحكومين بالإعدام فى قضية سيد قطب سنة 1965 والذى خفف ناصر الحكم عليه للسجن المؤبد وخرج بعفو من السادات بعد مراجعات طويلة.. وسجل المؤلف اعترافاته فى كتاب حول عضويته فى جماعة الإخوان المسلمين ثم تجنيده فى الجهاز السرى أى التنظيم الخاص، ونشر الكتاب مع الصعود السياسى للإخوان فى مصر، عام 2005 بنجاح 88 من مرشحيهم لمجلس الشعب، وكذلك نجاح فرعهم فى فلسطين حماس فى الفوز بالانتخابات وتشكيلهم للحكومة الفلسطينية.. ورصد أيضا محاولتا الاخوان لاغتيال عبد الناصر والاستيلاء على الحكم فى (1954 و1965). بعد المواجهات الدموية بين نظام يوليو والإخوان موضحا أن الذى كان يقود الإخوان المسلمين فى محاولتى الانقلاب والاغتيال والاستيلاء على السلطة، تنظيم مدرب عسكريًا، من ذوى اللياقة البدنية العالية، وذوى التلقين العقيدى الذين لا يعرفون سوى السمع والطاعة.
علي عشماوى يجسده محمد الشرنوبي
صابرين تقبل يد إياد نصار
عبد العزيز مخيون