حين تسمعها وتنظر إلى وجهها تشعر أنها أمك التى عاشت معك وعشت معها، يفيض حنانها على كل من حولها تترجمه نظرات عينيها وصدقها وصوتها الدافئ الذى يجسد مشاعر وحنان وشخصية الأم المصرية، لذلك تربعت الفنانة كريمة مختار الشهيرة بماما نونة على عرش القلوب وتجاوزت حدود الشخصية الفنية واقتربت من واقع وحياة كل منا وكأنها أم حاضرة فى كل بيت.
كريمة مختار
بكى الملايين حينما ماتت ماما نونة فى مسلسل "يتربى فى عزو"، الذى جسدته الفنانة كريمة مختار منذ سنوات، وتحدث الجميع عن هذه الحلقة التى زلزلت البيوت المصرية، حيث رأى كل ابن صورة أمه فى شخصية ماما نونة، حين تحنو وتعطى وتضحك وتحزن وتغضب، كان هذا المشهد وكأنه بروفة لموت الفنانة كريمة مختار، التى غادرت عالمنا منذ ساعات وزلزل خبر وفاتها كل البيوت والقلوب التى عشقتها.
كريمة مختار
أتذكر ضحكة الفانة كريمة مختار فى آخر حواراتها معى حينما سألتها عن مشهد وفاة ماما نونة وتأثيره المذهل فى كل بيت، فضحكت قائلة: "لم أكن أتوقع أن يكون رد الفعل الجماهيرى على وفاة ماما نونة بهذه القوة والحزن، تفتكرى الناس حزنت على ماما نونة ولا على كريمة مختار".. كانت نبرة صوتها وهى تسأل تؤكد أنها رأت وهى على قيد الحياة كيف سيكون وقع خبر وفاتها على جمهورها، وكأنها ترى دموع الملايين الآن على وفاة ماما كريمة التى عشق الجميع تفاصيلها وخفة ظلها وأسلوبها الحانى وابتسامتها الصادقة.
فى آخر حواراتها المنشورة باليوم السابع، كشفت ماما كريمة تفاصيل كثيرة عن علاقتها بأبنائها شريف وهبة والإعلامى الشهير معتز الدمرداش وعن طفولتها وشبابها كما كشفت عددا من المفاجآت عن علاقتها بأسرتها التى قاطعتها بسبب عملها بالتمثيل وأقرب الفنانين إلى قلبها، وسر موافقة الأزهر على أدائها لدور أم نبى الله موسى.
فى السطور التالية نعيد نشر أجزاء من آخر حوارات ماما كريمة مع اليوم السابع:
· قدمت عشرات الأدوار التى تجسد شخصية الأم وكان أشهرها شخصية ماما نونة فأى هذه الشخصيات أقرب لشخصية ماما كريمة؟
اعتدت منذ بداياتى فى التمثيل على أداء دور الأم حتى وأنا صغيرة، وقبل أن أصبح أما حقيقية وكل هذه الأدوار كانت قريبة منى ونجحت نجاحا كبيرا وأعتز بها جميعا لكن شخصية ماما نونة كانت الأكثر تأثيرا فى الناس ولم أكن أتوقع رد الفعل الجماهيرى تجاه هذه الشخصية، وخاصة تفاعل الجمهور الكبير مع وفاة ماما نونة فى المسلسل، التى كانت حدثا كبيرا تحدث عنه كل المصريون وتأثروا به تأثرا شديدا حتى إن ناس كتير كانت مسافرة ورجعت بعد وفاة ماما نونة فى المسلسل، علشان يشوفوا أمهاتهم وآباءهم وكل واحد تخيل نفسه مكان حمادة عزو وحرصوا على إرضاء والديهم.
ماما نونة
· هل تختلف شخصية ماما نونة عن شخصية ماما كريمة أم تشبهها؟
تختلف فى بعض الأشياء وتتشابه فى أشياء أخرى فمثلا أتفق معها فى أن الابن مهما كبر تظل نظرة الأم له كما هى ولا تتغير، فأنا أحرص على الاحتفال بعيد ميلاد ابنى معتز ولو وصل لسن الستين، ولكن ماما نونة "بوظت" حمادة بالدلع الزائد وأعطته كل شىء بلا حساب فلم يشعر بالمسئولية.
· منذ بداياتك وأنت تؤدين دور الأم وهو ما ترفضه أغلب الفنانات حتى لا تبدو أى منهن فى سن كبيرة وكى لا يتم حصرها فى دور واحد ؟
أنا لم أقبل أى دور إلا وأنا مقتنعة به تمامًا، وبدأت حياتى الفنية قبل أن أصبح أمًا حقيقية بدور أم فى مسلسل "الجنة العذراء" وحقق نجاحًا كبيرًا، وكنت أقوم فيه بدور فتاة صغيرة بنت كلاف تزوجها ابن صاحب العزبة، ثم أنكر زواجه منها وعانت معاناة شديدة بعد إنجابها، وطردها أهل قريتها، ونلت جائزة عن هذا العمل، وبعدها انهالت على العروض لأداء دور الأم، وأصبحت أعشق هذا الدور وأشعر أننى لا أمثل وأنا أؤديه فأنا ضد من يقولون إن هذا يحصرنى فى دور واحد؛ لأن كل دور منهم يختلف عن الآخر وقصة كل أم تختلف عن الأخرى.
· وما أهم الأعمال التى تعتزين بها؟
من أفضل أعمالى التى أفخر بها دور أم موسى عليه السلام فى مسلسل محمد رسول الله، وأفخر بأن الأزهر عندما تم عرض السيناريو وأسماء الفنانين عليه قبل بدء العمل وافق على اسمى، وكانت أول مرة يسمح فيها بتجسيد شخصية أم نبى، وبعد عرض المسلسل قام الأزهر بتكريمى فى احتفال كبير.
· وكيف كنت تتعاملين مع أبنائك فى مرحلة الطفولة ؟ وهل كنت تستخدمين الشدة معهم أحيانا؟
لدى ثلاثة أبناء شريف الكبير ومعتز وهبة وعودتهم منذ الصغر على المصارحة والصدق..كانوا بيحكوا لى كل حاجة من غير خوف، كانت عينى فى وسط راسى وكنت أتعامل معهم حسب كل موقف وأستخدم أسلوب الثواب والعقاب، وأهتم بكل تفاصيل حياتهم واستمرار للسؤال عنهم فى مدارسهم ولا يمكن أن ينزل أحد أبنائى من المنزل دون إفطار، وكنت حريصة على أن يناموا مبكرا، وفى سن المرهقة كانوا بيحكوا لى عن كل حاجة.
· وماذا عن مستواهم الدراسى وهل كانوا يواجهون مشكلات فى الدراسة وكيف تعاملت معها؟
أبنائى كان مستواهم معقول وكانوا هاديين ومش بتوع مشاكل، معتز دخل أولى ابتدائى سنة 4 سنوات وتخرج من الجامعة وأصبح معيدا وسنه 19 سنة، كان بيهوى لعب البينج بونج وحقق بطولات فى النادى الأهلى وكان بيسافر خارج مصر، الحكاية دى كانت بتضايقنى لأنى كنت بخاف عليهم لكن المدربين كانوا بيطمنونى ومعتز كان مسئول وبيعتمد على نفسه.
· وما أهم المواقف التى تعرضت لها أثناء دراسة الأبناء؟
- رغم إنى كنت أحيانا ألجأ لعقاب أبنائى بالضرب، لكن فى إحدى المرات جاءنى معتز وكان فى الصف الأول الاعدادى وكتفه مجروح، وقالى إن المدرسة بتاعته ضربته وخبطته فى الحيط، الموقف ده ضايقنى جدا وذهبت للمدرسة أسأل عن السبب الذى دفعها لضربه بهذه الصورة، فقالت إنه نسى الكراسة فقررت أن أنقله من المدرسة رغم اعتذار المديرة والمدرسين ولكنى صممت ألا أتركه فى هذه المدرسة.
· وماذا عن فترة الخطوبة والزواج واختيار شريك الحياة؟
رأيى فى هذه الأمور كان رأيا استشاريا أقدم النصيحة ولكن القرار والاختيار للابن أو الابنة، والحمد لله كانت أغلبها اختيارات موفقة ولدى الآن 7 أحفاد عمر وكريمة أبناء شريف وشريفة ونور أبناء معتز وفريدة وطارق وإبراهيم.
· وهل تختلف معاملتك لهم عن معاملتك لأبنائك؟
طبعا لأن هناك فروقا كبيرة بين الأجيال، لكننا نحافظ على الاحترام والعلاقات الطيبة وبيبقى أسعد أيامى لما يتجمعوا عندى، وأكيد دلع الجد والجدة لأحفادهم بيكون أكبر من دلعهم لأولادهم.
· حدثينا عن فترة طفولتك ودراستك وأهم المواقف التى أثرت فيك ؟
اسمى الحقيقى عطيات محمد البدرى وكنت ابنة بين خمسة بنات وولد وكنت تلميذة مطيعة وهادية ومن أسرة محافظة جدا التحقت بمدرسة انجليزية بجوار منزلنا فى الروضة، ولكن سرعان ما نقلتنى أسرتى إلى مدرسة أخرى حتى أدرس العربى والدين، وبعدها التحقت بمدرسة ثانوى للتعليم النسوى كنت عاوزة أدرس موسيقى فكنت اعزف بيانو فى حفلات المدرسة، لكن أسرتى عارضت بشدة وقالوا ان البنت لازم تتعلم حاجات تانية وكان هذا الموضوع يؤرقنى.
· وماذا عن عملك بالتمثيل اذا كانت الأسرة ترفض دراستك للموسيقى؟
لولا ارتباطى بزوجى المخرج نور الدمرداش ما كنت عملت بالفن مطلقا، فقد كنت دائما فى خلاف مع أسرتى بسبب رغبتى فى التمثيل، والتحقت بمعهد التمثيل وفى السنة الأولى تعرفت على نور وكان فى السنة الرابعة بالمعهد، ووقتها كان أقصى ما وافقت عليه أسرتى هو اشتراكى فى برنامج بابا شارو فى الإذاعة وفى نفس التوقيت كنت اتخطبت أكثر من مرة مهندس وطبيب ومحاسب، ولكن فسخت كل هذه الخطوبات، لأننى كنت أوقن أن كل منهم لن يوافق على عملى بالتمثيل، ولم تكن أسرتى لتوافق على خطبتى من نور الدمرداش لو كان يعمل بالتمثيل فقط ولكن لأنه كان خريج تجارة ودارس سياسة واقتصاد وموظف بشركة مصر للطيران ومدرس انجليزى ولديه مكتب محاسبة وأهله من الصعيد كل هذه الأسباب جعلتهم يوافقون عليه ولكنهم اشترطوا ألا أعمل بالتمثيل بعد الزواج وهو ما لم أستطع تنفيذه فعملت بالتمثيل ولذلك قاطعتنى أسرتى لفترة طويلة وكانت هذه أصعب فترة فى حياتى حتى عادت الأمور بعد أن تأكدوا أننى ألتزم بأخلاقى التى تربيت عليها وأقوم بأدوار محترمة وقد عدت لأعيش فى نفس البيت الذى تربيت فيه فى الروضة ولم أغيره حتى الأن لأننى أعشق جيرانى وحوائط البيت وكل شبر فى المنطقة، وأصبح لكل ابن من أبنائى بيتا فى منطقة مختلفة ولكنهم يجتمعون هنا فى نفس المكان الذى تربيت فيه.
· وماذا عن علاقاتك بالوسط الفنى وأى الفنانات تعجبك فى دور الأم؟
العلاقات زمان كانت أعمق بكثير لكن لازلت أحتفظ بعلاقات طيبة مع رجاء الجداوى وسميرة عبدالعزيز ونهال عنبر وماجدة زكى وميرفت أمين، ويعجبنى جدا أداء عبلة كامل لدور الأم.
- وما هى نصيحتك للأمهات والأبناء؟
لابد أن تكون الأم صديقة لأبنائها حتى تحظى بثقتهم، وأن تحافظ على أسرارهم حتى وإن كانت تافهة من وجهة نظرها، لأنها اذا استهزأت بكلامهم وتصرفاتهم وما يعتبرونه أسرار ستفقد ثقتهم إلى الأبد وأن تتحدث معهم عن كل شىء بلا حرج حتى يعرفوا ما يريدون معرفته منها وليس من أصدقاءهم ولا يكونوا عرضة للخداع وعلى الأبناء أن يعرفوا أن الأم هى أقرب انسان لهم وأفضل صديق يمكن أن يبوحوا بأسرارهم ومشكلاتهم له ،لأنها لن تخدعهم وستحرص على مصلحتهم وأن يحرصوا على رضاها دائما حتى لا يندموا بعد فوات الأوان.
· وما أهم ذكرياتك فى رمضان ؟
كنت حريصة إن الولاد يتعودوا على الصيام بدرى وكنت بدربهم على الصيام فى سن 7 سنين وبكافئهم عليه، إما بزيادة المصروف أو أجيب لهم حاجة بيحبوها وكانت مكافأة معتز بسبوسة لأنه بيحبها جدا وعندى ذكريات كتير أثناء العمل فى مسرحية العيال كبرت لأننا كنا بنشتغل فى رمضان وكل واحد فينا بيجيب فطار مرة وكانت مجموعة العمل أسرة واحدة وكان اقربهم لنفسى الفنان احمد زكى وكنت حاسة إن يونس وصالح ولادى فعلا وكانت مجموعة العمل فى حمادة عزو جميلة ومترابطة.