إنتى عارفة..
كنت حاسس إن أنا لوحدى اللى باهتف تحت رايتك
واكتشفت إن إحنا يامه
رُوحنا ف ايدينا العلم وعشان عنيكى
كلّنا راجعين لحضنك بالسلامة
يا اللى لحظة بعد عنّك... تسوى خمسين يوم قيامه
كنت شايلك فى الشنط وردة محبّه
بس قلبى الحرّ كان شايلك حمامه
يا وطن ساكن حشانا وغصب عنّا
لمّا نبعد عنّه تقتلنا الندامه
كنت حاسس إن انا لوحدى اللى باهتف تحت رايتك
واكتشفت ان احنا فى بحور الوجع والبعد يامه
كلّنا واقفين نقول للناس هناك إحنا الفراعنه
جيل مسلّم جيل وطن وتراب ومعنى
أرضنا من دمّنا والدمّ شاهد
والحوارى ترابها أفراحنا ووجعنا
إحنا أوّل طوبة مرصوصة بتأنى
وإحنا أول حدّ قال للدنيا غنّى
وإحنا مهما بلدنا جارت يوم علينا
برضه طمى النيل ولون كفّه المحنّى
يا شوارع ضحكها مليان محبّه
يا معابد شعرها شايب وشابّه
يا مدن عطشانه للنور المهاجر
يا زنازين مرّها بطعم المربّى
.....
فى المطار استقبلونا كأنّهم بيودعونا
فتّشونا وقلّعونا وبهدلونا
واحنا كلّ ما فينا نفسه يهجّ لكن...
عند آخر نقطه قلنا هتوحشونا
....................
كنّا ماشيين والدموع ماليين عنينا
كلّنا ماسكين إيدينا من إيدينا
لا احنا شايفين الطريق الجاى ولا احنا
نفسنا نرجع ومش باين علينا
بس ماشيين والسلام ويّا اللى ماشى
طوق وغربه وهجر وكتابه وحواشى
كل معنى غريب بيشرح معنى أغرب
إحنا برّه نهارنا من غيرك ما جاشى
.....
العيال والأمّ والناس الغلابة
والحبايب والمحقق والنيابة
والمشاكل والهزار والضحك لاخضر
كل دا واكتر ونس لو كنتى غابه
.....
عند سلّم طيارتنا النور ما سابناش لمّا نركب
سلّم الواقفين على وشوشنا النبيلة
وصّيناهم بالمحبّة
ودّعونا بقلب أصفى من الملايكة وم الورود والقصر والسّور والأميرة
شاوروا ... شاور قلبنا.... ودموعنا نازلة
زى نهرين خضّروا أرض الجزيرة
طلعت الطيّاره والعالم بيصغر... بس شايفينك من الشبابيك كبيرة
الصعود مرعب وأصعب منّه لمّا...
تبعدى وتبعد معاكى حاجات كتيرة
ضحكنا بالليل على صدرك وغيبتى
وامّى بتفّلينى وعيالى وحبيبتى
والحكاوى وغزْلنا وشارع صحابى
وابنى لمّا يقول: يا بابا.. عايز أتجوز قريبتى
طلعت الطيّاره وانتى ف روحى سيبتى الذكرى ترمح
غول بياكل قلبى وبينهش فى روحى
السما بتمد أوتارها الحزينة
وانتى بتعدّيلى م الشبابيك جروحى
نفسى أقول لك روحى بس انتى اللى فيّا
ندّتى من صغرى والصاحبه الوفيّة
شعرى لمّا الشعر يستهبل معايا
بيتى لما الكلمه تصبح بندقية
.....
صوت صباح فى الغربه زوّد لى اشتياقى
سلمولى عليها.... ع الطّين والشراقى
ع الشجر والنخل والناس والسوارى
والقلوع الهايمه فى الريح العصارى
والورود الفرحانين جوّه القصارى
سلمولى ع البرارى والمدينة
والعيال الماشيه تلعب بالسارينة
ع الكرتّات والتكاتك
ع الحاجات الحلوه والناس الأمينة
سلّمولى على العمايم والطواقى
والبنات الماشيه كالوز العراقى
سلمولى على اللى حاضر واللى باقى
صوت صباح فى الغربه زوّد لى اشتياقى
.......................
عامله إيه دلوقت من غير حدّ زيّى
قولى بردانه وحزينة
طمنّى قلبى اللى حبّك ناى وطبليّة وسفينة
..... ردّى يا بنت اللذينة
ردّى جايز حلمى يتحوّل جناين
والقليب الخاطى يلعن كلّ خاين
واللى هان ما يهونش غير على حدّ هاين
واللى سايبك غصب تعتبريه رهينة
....
طلعت الطيّاره وعيونك معايا ف شنطتى وعيونى فيكى
ماشى رافع راسى بيكى
كل ما اتعرّف بحد باقول له انا ابنك
كلّهم بيقولوا تسلم........ يا امّه تربيّة ايديكى
...........................
كلّنا فى الغربة ماشيين بالموبايلات والغناوى
دندنة ثومه وحليم والخبط من دومينو القهاوى
والزعيق فى محطة المترو وعرقنا ف حرّ ستّه
والنغم فى الريف على صوت الكارتّه
والقميص لاحمر على صدر الجاكته
والصوانى الصاج وكرباج القناوى
كلّنا فى الغربه قلب غريب وغاوى
دندنة ثومه وحليم.. والخبط من دومينو القهاوى
....................
كنت حاسس إن أنا لوحدى اللى باهتف تحت رايتك
واكتشفت أن إحنا يامه
رُوحنا ف ايدينا العلم وعشان عنيكى
كلّنا راجعين لحضنك بالسلامة
يا اللى لحظة بعد عنّك... تسوى خمسين يوم قيامة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة