"استقبلت خبر تعيينى رئيسا لشبكة إذاعة الشباب والرياضة بالبكاء الحار، حيث لم أتخيل نفسى بعيدا عن صوت العرب التى قضيت بها ثلاثين عاما".. هكذا علقت الإذاعية الراحلة نجوى أبو النجا عندما تلقت خبر تعيينها رئيسا للشباب والرياضة.. لأنها ببساطة لا تعلم شيئا عن الرياضة، ولكنها لم تيأس، وقررت كسر خوفها وقلقها بالنزول إلى ملاعب كرة القدم، والاحتكاك بالمشجعين والجماهير.
نجوى أبو النجا التى رحلت عن عالمنا أمس بعد صراع طويل مع المرض، كانت أول من أعطت الفرصة للقيام بالتعليق الرياضى الإذاعى على المباريات لعدد من نجوم كرة القدم فى ذاك الوقت، ومنهم أحمد شوبير، مجدى عبدالغنى، وإبراهيم يوسف، ورغم تاريخ الإذاعية نجوى أبو النجا الملىء بالمحطات المشرفة والهامة إلا أن بدايتها كانت تحمل مفارقة عجيبة ومن كان شاهدا على هذا الموقف لم يتخيل يوما أن اسم نجوى أبو النجا سيكتب بحروف من ذهب فى تاريخ الإذاعة المصرية.
وتروى أبو النجا الموقف فى أحد حواراتها القديمة: "كلفنى الأستاذ وجدى الحكيم بعمل تقرير إذاعى عن «كعك العيد» فذهبت وكلى حماس إلى أحد المخابز الشعبية بحى باب الشعرية، وقمت بالتسجيل مع الجماهير وسط ضوضاء الشارع والمحتشدين عند المخبز، وعندما عدت للإذاعة متعبة ومرهقة من شدة الحرارة خاصة أننا كنا فى شهر أغسطس فوجئت بأن الإذاعى الكبير وجدى الحكيم يلقى بالشريط من النافذة وهو يصيح غاضبا «مين اللى عملك مذيعة» وأدركت يومها أن التسجيل كان رديئا بسبب الضوضاء الشديدة ورغم حزنى على ما حدث إلا أننى لم أستسلم أو أيأس.
يذكر أنه يتم تشييع جثمان الراحلة نجوى أبو النجا، عقب صلاة ظهر اليوم الأحد، من مسجد السيدة نفيسة، حيث كانت الإعلامية قد رحلت عن عالمنا مساء أمس السبت، داخل أحد مستشفيات المعادى بعد صراع مع المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة