إكليل على "كتاب الله".. بالصور: قبطى يحتفل بزواج شقيقته بـ"سورة مريم".. عماد حليم: شىء عادى ومفهوش حاجة وكنت عايز أشركهم معايا.. عمدة القرية: بصلى فى بيتهم.. والقارئ: أول مرة اقرا بالحلاوة دى

عماد حنا: بالنسبة لى شىء عادى.. كنت عايز أشركهم معايا الفرحة

عمدة القرية: هما إخواتنا وأنا بسمع الأذان فى بيتهم بقوم أصلى

قارئ القرآن: لم أشعر بحلاوة وانشراح فى القراءة قد الليلة دى

وسط أجواء من الفرحة، لم يجد عماد حليم حنا، طريقة لتعميق فرحته بزواج شقيقته الصغرى، وتعميق تواصله مع جيرانه وأصدقائه المسلمين، إلا بتذويب كل الفوارق القائمة أو التى يتخليها البعض قائمة، مستعيدًا جوهر الامتزاج الإنسانى فى كل تفاصيله، فقرر عمل ليلة قرآن، دعا فيها جيرانه للاستماع لآيات الذكر بصوت القارئ الشيخ عاطف عبد المنعم، الذى أصابه الذهول بمجرد أن اتصل به جاره المسيحى طالبًا منه إحياء حفل زواج شقيقته وقراءة سورة مريم.

القارئ الشيخ عاطف 

فى البداية، اعتقد أهالى القرية أن جارهم المسيحى الذى يحتفل بزواج شقيقته، عندما طرق أبواب بيوتهم لدعوتهم لحفل الزفاف وإحيائه بـ"ليلة قرآن"، أنه يمزح، أو أن الأمر سيكون مجرد جلسة ووليمة فى منزله، ولكن عقب صلاة الظهر وصلت سيارات محملة بالأخشاب والكراسى والفِراشة، وتم نصب سرادق كبير، وتأكد أهل القرية أن جارهم المسيحى لم يكن يمزح حينما دعاهم للاحتفال بزواج شقيقته بإقامة ليلة كبيرة فى القرية للاستماع لآيات القرآن الكريم.

عماد حنا: بالنسبة لى شىء عادى ومفهوش حاجة.. كنت عايز أشركهم معايا الفرحة

وعن القصة وتفاصيلها، يقول عماد حليم حنا، شقيق العروس، إنه قرر إحضار الشيخ عاطف عبد المنعم، قارئ القرآن الكريم، ليبدأ حفل زفاف شقيقته بتلاوة آيات من القرآن، فى حضور أهالى القرية الذين شاركوه الحفل، تعبيرًا منهم عن الفرحة والمحبة، مؤكدين أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، متابعًا: "عايشين مع بعض إخوة، وأنا بالنسبة ليا شىء عادى مفهوش حاجة، دول إخواتى وكنت عاوز أشركهم معايا فى فرحة جواز أختى، عملت ليلة قرآن وجبت الشيخ عاطف وطلبت منه يسمعنا سورة مريم".

الشيخ عاطف فى منول العمدة

وأضاف "حنا" فى حديثه: "إحنا فى الصعيد بنحب بعض، فى الأحزان وفى الفرح مع بعض، وأنا والله شاهدت حزن شديد عند المسلمين وعند جيرانى يوم حادث الكنيسة البطرسية، والصعيد دايمًا ما يعرفش الفتنة الطائفية، والمسلمين إخواتى، أنا ما قدرش أغيب يوم ولا أروح بيت العمدة عاطف جارى، إحنا مصريين، فى الأعياد مع بعض، بنفترق يوم الجمعة والأحد، وباقى الأيام متجمعين على طول".

الشيخ عاطف عبد المنعم 

عمدة القرية: هما إخواتنا وأنا بسمع الأذان فى بيتهم بقوم أصلى

من جانبه، يقول العمدة عاطف خليفة: "أسرة عم حليم تقيم فى مركز أبوتشت منذ أيام جدودنا، وتربينا مع بعض منذ الصغر، وبيننا علاقة طيبة، ومفيش فرح ولا واجب عزاء بيتركوه، وأبوهم كان راجل ميسور وكان بيتصدق ويعطف على الفقراء من المسلمين، وكان رجل طيب ومحب للخير، حتى أولاده نشأوا على اللى اتربوا عليه من صفات طيبة وأخلاق من والدهم، وعايشين معانا فى القرية أكثر من الإخوات، وعماد جالى البيت يوم زواج شقيقة ومر على أهالى القرية ودعا الجميع لليلة استماع للقرآن، الكل اعتقدوا إنه بيهزر والأمر مجرد دعابة، لكنه كان بيأكد على الناس".

القارئ فى منزل الأسرة القبطية

وأضاف عمدة القرية: "رحنا نبارك يوم الحنة، وفوجئنا بسرادق كبير على قطعة أرض زراعية واسعة، ومئات الكراسى، ووليمة كبيرة لإطعام جيرانه المسلمين، وبعد 10 دقائق وصل الشيخ عاطف وبدأ قراءة سورة مريم، وسط جو من الفرحة والسعادة بالموقف، اللى بيدل إن الصعيد دايمًا صاحب مبادرات طيبة سمحة، لا تفرق بين مسلم ومسيحى، وأنا قريب من عائلة حنا، وفى إحدى المرات كنت فى زيارة لهم حضرت صلاة المغرب، فوجئت بهم أحضروا سجادة صلاة، وقمت وصليت فى بيتهم، وتكرر هذا الأمر عدة مرات، وأنا دايمًا باكل وأشرب فى بيتهم، وهم يأتون بيتى، ولا نشعر بما يتردد فى بعض وسائل الإعلام عن خلافات وأقباط ومسلمين، إحنا إخوات ومفيش الكلام ده عندنا فى الصعيد".

أهالى القرية مع القارئ بعد حفل الزواج
 

قارئ القرآن: لم أشعر بحلاوة وانشراح فى القراءة قد الليلة دى

فى السياق ذاته، قال هانى حسنى، 23 سنة، أحد أهالى القرية: "أنا حضرت حفل زفاف شقيقة عماد حليم حنا، واتفاجئت بوجود قارئ قرآن فى الفرح، والحقيقة كان شىء جميل ولفتة إنسانية طيبة من جارنا اللى حرص إنه يجيب شيخ فى فرح شقيقته واهتم بحضور جيرانه من المسلمين".

جيران العروس

ويختتم الشيخ عاطف، قارئ القرآن الذى أحيا ليلة زفاف شقيقة عماد حنا، حكاية جوانب القصة بحديثه لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "تلقيت اتصالا من جارنا هانى القبطى، يطلب منى الحضور يوم السبت قبل صلاة المغرب لإحياء ليلة قرآن احتفالاً بزواج شقيقته، أعتقدت إنه بيهزر، لكن تبين أنه يتكلم بجدية، وإنه قرر دعوة أهالى القرية المسلمين لمشاركته الاحتفال، وطلب منى قراءة سورة مريم، وكانت الفرحة تُغمرنى لأن هذا الأمر جديد وفيه من صدق المشاعر الطيبة، من إنسان أكد بصدق إنه مفيش فرق بين مسلم ومسيحى، وأنا لم أشعر بحلاوة وإنشرح فى القراءة بهذا القدر الكبير غير فى تلك اليلية الصادقة، وهذه مصر التى نعرفها، وهذا هو الصعيد الذى ضرب مثالاً على الأخوة الحقيقية بين المسلمين والأقباط".

شقيق العروس

عمدة القرية فى حواره إلى اليوم السابع

محرراليوم السابع مع القارئ