وسط حالة من التوتر بين طهران وواشنطن، دخل الاتفاق النووى الإيرانى قبل ساعات عامه الثانى، بعدما نجحت إيران والدول الست الكبرى (روسيا ـ الولايات المتحدة ـ الصين ـ بريطانيا ـ فرنسا ـ ألمانيا) فى الوصول إلى صيغة تفاهم فى يوليو 2015، ليدخل الاتفاق حيز النفاذ منتصف يناير 2016.
وفى مستهل العام الثانى للاتفاق النووى الإيرانى، تسود حالة من القلق المتبادل داخل إيران والولايات المتحدة بعد التهديدات المتكررة التى أطلقها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الأمر الذى رد عليه تيار المتشددين داخل إيران بحملة مكثفة للإلغاء الاتفاق.
وعلى الرغم من حالة القلق، إلا أن الذكرى الأولى للاتفاق تزامنت مع دعوة ريكس تيلرسون الذى اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب وزيرا للخارجية لمراجعة شاملة للاتفاق، وهو ما طمأن صناع القرار فى طهران من مخاوف رفضه كليا، أو تنفيذ ترامب لوعد تمزيقه، لأن تيلرسون لم يدع إلى رفض شامل للاتفاقية.
ورد أعضاء فريق التفاوض النووى الإيرانى على تصريحات تيلرسون، وقال عباس عراقجى، كبير المفاوضين الإيرانيين ومساعد وزير الخارجية الإيرانى، بأن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة قد انتهت ولن يعاد فتح ملف الاتفاق النووى للتفاوض عليه ثانية، مشيرا إلى أنه بعد عام من توقيع الاتفاق فان العداء الأمريكى "يزداد يوما بعد يوم".
وفى مؤتمر صحفى عقده عراقجى بمناسبة مرور عام على بدء تطبيق الاتفاقية، قال "لقد تبددت كل التصورات المعادية لإيران والتى كانت تهدف للإيحاء بأنها ساعية لامتلاك السلاح النووى ولقد رأينا خلال العام الأخير صورة جديدة عن ايران"، معتبرا أن بلاده اليوم تعتبر لاعبا قويا على الساحة الدولية.
ومع مرور عام على تطبيق طهران والتزام الدول الست الموقعة على الاتفاقية، تم رفع العقوبات على قطاع الطيران فى إيران، وتمكنت طهران عقد أولى صفقاتها مع الغرب فى ديسمبر 2016، تشمل 46 طائرة طراز A320 و 38 طائرة A330 و 16 طائرة من طراز -XWBA35، وهبطت أولى طائرات إيرباص الخميس الماضى، من إجمالى 100 طائرة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تحاول حكومة الرئيس المعتدل حسن روحانى، الذى يرى أن الاتفاق النووى يشكل أحد أبرز انتصاراته خلال ولايته الأولى، استغلال الاتفاقية والمراهنة على جنى ثمارها لتوظيفها فى حملات الدعاية الانتخابية التى بدأت تنشط مبكرا فى البلاد، بما فى ذلك تصريحات مسئولين حكومته، من أجل التصدى لحملات تشويه يقودها التيار المحافظ ارتفعت وتيرتها مؤخرا، فى إطار الصراع الدائر مع ذلك التيار المنافس.
وقد أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أكبر صالحى، عن "زيادة احتياطيات الجمهورية الإسلامية من مخزوننا من اليورانيوم بمقدار 350 طنا، وهو ما يعد مكسبا كبيرا للبلاد".
ويرى المراقبون أن إدارة ترامب لن تتمكن من إلغاء الاتفاق النووى الذى تطلب أعواما من المفاوضات الصعبة والمعقدة، لكن سيشهد البلدين حقبة جديدة من التشدد فى المواقف، والتراشق الإعلامى.
وقال فؤاد ازادى الاستاذ فى كلية الدراسات العالمية فى جامعة طهران للوكالة الفرنسية، "بعض هؤلاء المسئولين لهم تاريخ طويل من العداء إزاء إيران، سنشهد إذن بالتأكيد تشددا فى الموقف الأمريكى"، فيما قال ناصر هاديان استاذ العلاقات الدولية فى جامعة طهران "إذا كان الوضع سيتفاقم فلن يتم تمزيق الاتفاق لأن ذلك سيكون أمرا غبيا، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو والصقور الأمريكيين يقولون إنه ينبغى عدم القيام بذلك".
في المقابل، توقع هذا الخبير تشديدا للعقوبات الأمريكية التى لا تزال سارية والمرتبطة بوضع حقوق الإنسان فى إيران ودعمها لـ "الارهاب" فى الشرق الأوسط وبرنامجها البالستى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة