اعتبر خبراء فى الحركات الإسلامية، أن الرسالة الأخيرة التى صدرت من المركز الإعلامى للتنظيم الدولى للإخوان فى لندن، بمثابة اعتراف من الجماعة بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابى.
وأضافوا أن رسالة التنظيم الدولى للإخوان، كشفت تناقض مواقف الجماعة العالمية، بعد أن أعلن نائب مرشد الإخوان وأمين التنظيم الدولى للإخوان إبراهيم منير، دعم الجماعة للإجراءات القمعية التى يتخذها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد معارضيه، كما أوضحوا أن الرسالة كشفت أيضا وجود انتقادات من قواعد الإخوان على المواقف العالمية للتنظيم.
وظهرت رسالة أمين التنظيم الدولى للإخوان، التى وجهها لقواعد الجماعة عبر المركز الإعلامى للإخوان فى لندن، وكأنها تجيب على انتقادات قواعد وشباب الإخوان على المواقف الدولية للإخوان، واختلافها باختلاف الدول التى تتواجد بها.
وكان إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، استعرض رسائل قواعد الجماعة عبر مركز الإخوان فى لندن ثم أجاب عليها، حيث قال: "سؤال وارد: فى تركيا أردوغان يحارب الجهاديين.. فهل هو مرتد؟، والرد أن هذا الاتهام يتعلق بشخص الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فالأمر الطبيعى أن يوجه إليه شخصيا أو إلى من يمثله أو أحد مسئولى الدولة التركية، ومع ذلك فنحن فى جماعة الإخوان كغيرنا ممن يتابعون الشأن التركى نجد أن الواجب يفرض علينا عدم الاعتذار عن الرد كشهود على ما نراه ونعلمه، والحكم الشرعى يوجب أن يشفع للرجل نطقه بالشهادتين".
ودافع أمين التنظيم الدولى للإخوان، عن إجراءات القمع التى يتخذها أردوغان ضد معارضيه قائلا: "من المستحيل أن نقول أن أردوغان لا يحكم بالعدل".
وتابع قائلاً: "ما نعلمه يقينا أن بعض معارضيه اتهموه بالكفر لأسباب سياسية، ولكن لم تمتد يده بسوء أو أذى لأى منهم، والبعض ممن أساء إليه من خصومه أحاله إلى القضاء دون تدخل منه" – على حد زعمه.
واستطرد إبراهيم منير قائلاً: "محاولة الانقلاب الدموية على نظام الحكم فى تركيا والتى حدثت فى 16/7/2016م وتسببت فى قتل كثيرين، وتصدى لها الشعب التركى بكل طوائفه، يجب أن يخرج الجميع منها بالدروس المستفادة سياسيًا وشرعيًا، وخصوصا على افتراض وجود من يرى استخدام السلاح على الأرض التركية فى تحقيق ما قد يراه صحيحًا".
واعترف إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، أن قيادات الجماعة فى ليبيا لا تقاتل تنظيم "داعش" الذى يتواجد فى منطقة سرت، وجاء ذلك ردًا على سؤال: "يقال أن الإخوان فى ليبيا متمثلين فى (فجر ليبيا) اتحدوا لقتال داعش؟"، حيث قال "منير": "جماعة الإخوان لم تتعاون مع أحد لقتال داعش فى سرت".
من جانبه، فسر طارق أبو السعد، هذه الاعترافات قائلا: "الإخوان هم الإخوان، وليس لهم مبدأ أو قيمة ينحازوا إليها، فعم يبررون لمن يمثلهم حتى لو كفر بالله، لهذا تبرر الجماعة لأردوغان أى تصرف قمعى لأنه حتى اللحظة يسمح لهم بالتواجد على أرض بلاده، وينفق عليهم بعض الشىء، ويظهر أنه يناصرهم، وإذا تغير عليهم أردوغان فى سياساته لتهالوا عليه طعنًا وسبًا".
وعن موقف الإخوان فى ليبيا، وأضاف "أبو السعد" لـ"اليوم السابع": "الإخوان لديهم مشكلة، وهى أنهم رحبوا بداعش وليس فقط لم يقاتلوها، بل كانت هناك تعاون مسلح فى البداية، بين قوات فجر ليبيا (الإخوان) وبين التشكيلات الداعشية فى سرت".
وأوضح أن اعتراف "منير" الأخير بعدم مقاتلة "داعش" سببه تجنب المشاكل مع التنظيم الإرهابى فى سرت الليبية.
وفى سياق متصل، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن تركيا تبدو كملاذ أخير للإخوان تحرص على ألا تفقده على خلفية الإجراءات الغربية ضد الجماعة والموقف الأمريكى المرشح للتصعيد ضدها.
وأضاف الباحث الإسلامى أن هذا الأمر هو ما يدفع الإخوان لتقديم فروض الطاعة والولاء حتى أكثر مما مضى، حتى لو كان ذلك تزلفا لديكتاتور فاشى يحكم بالحديد والنار ويحبس كل معارضيه ويكمم أفواه كل من ينطق برأى مخالف لمشيئته.