قرأت لك.. كاتب يهودى: معادة السامية تهمة غير واضحة

الإثنين، 16 يناير 2017 07:02 ص
قرأت لك.. كاتب يهودى: معادة السامية تهمة غير واضحة غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"تقول الأسطورة إن الحداثة هى قصة ارتقاء الإنسان من عالم البربرية إلى عالم العقلانية والتطور الأخلاقى، وهكذا فإن الهولوكوست التى وقعت داخل البناء الحضارى الغربى، مجرد لحظة عابرة انكسرت فيها القبضة الحضارية التى تروض الرغبات الانفعالية البربرية، وكأنها مجرد حادثة استثناية، أو نكوص عارض، أو انحراف تاريخى مؤقت عن مسار الحداثة الغربية العقلانية والتقديم الحضارى العربى الرشيد، كانت تلك كلمات حجاج أبو جبر فى مقدمة كتاب "الحداثة والهولوكوست"  لـ"زيجمونت باومان" والتى قام "أبو جبر بترجمته للعربية.

 

ويحاول الكتاب الإجابة عن سؤال "لماذا حظيت الهولوكوست بهذا الاهتمام الكاسح دونًا عن كل الجرائم التى اقترفتها الإمبريالية الغربية؟، ويرى الكتاب أن وضع اليهود فيما قبل صعود النازيين لحكم ألمانيا، لم يكن يمثل أى نوع من المعاداة الشعبية، بل يرى أن اليهود لم يكونوا يتعرضون للكراهية هناك على عكس البلدان الأوربية الأخرى مثل فرنسا، خاصة أن الجماعات اليهودية فى تلك الفترة كانت تنظر لألمانيا باعتبارها ملاذا للمساواة والتسامح الدينى والقومى، إلا أن ذلك لم يمنع الكاتب بتبنى رواية بأن الألمان كان لديهم حالة من اللامبالاة والبرود تجاه حالات الإبادة الجماعية لليهود مستشهدا بحديث الكاتب "نورمان كون": "لم يكن الناس على استعداد بالتحرك نيابة عن اليهود، وبالتأكيد كانت  اللامبالاة السائدة، وسهولة تبرؤ الناس من اليهود ومصيرهم، نتاجا للإحساس الخفى بأن اليهود مصدر للغموض إلى حد ما".

 

ويرى الكتاب أن مصطلح "معاداة السامية" غير دقيق من حيث الاشتقاق اللغوى، لأنه يترك المشار إليه بصورة فضاضة على وجه العموم بدون تحديد دقيق، خاصة أن المصطلح أصبح يشير إلى معاداة اليهود فقط، باعتبار اليهود جماعة غير مرغوب فيها، بحسب تعبير المؤلف، وربما أشار الكاتب بيد الاتهام بعصر ما بعد الحداثة بحالة كراهية اليهود معاداتهم، حيث يرى أن اليهود قبل عصر الحداثة، رغم النظرة لهم بأنهم مثال للغرابة والشذوذ، خاصة لرفضهم أغلب التعاليم المسحية والنظر لها نظرة وثنية، إلا أن المجتمع لم يرفضهم وكانوا طائفة مثل طوائف المجتمع الاخرى.

 

ويلاحظ "الكاتب أن جريمة الهولوكوست وغيرها من جرائم النازية ارتكبت بتعاون كامل بين مؤسسات العلم الألمانية وبيروقراطية الدول النازية، وهى ملاحظة يمكن اكتشافها صحتها بسهولة فى جميع  تجارب الامبرالية الأخرى خارج أوروبا، ويفسر الكاتب ذلك من خلال بنية السوسيولوجيا الحديثة التى همشت الإنسان الفرد، ومنظومته الأخلاقية المتجاوزة لصالح مجموعة الأوامر التى يصدرها مركز النظام ممثلا فى الدولى الحديثة وبيروقراطيتها.

 

وبرر الكتاب وقوع المذبحة بسبب التعاون اليهودى وحماس المجالس اليهودية والمساعدات المسلحة التى قدمتها تلك الجماعات ضد النازيين فى "جيتوبياليستوك"، مشيرا أن تعدد المواقف أدت فى النهاية إلى نتيجة واحدة وهى الإبادة شبه الجماعية لليهود وقادتهم، كما أن الكاتب أكد أن الدعاية التى قامت بها "النازية" ساعدت على  عزل اليهود، بل وأثارت مشاعر المعاداة لدى من لا يدركون مشكلة اليهود ولا يكترثون بها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة