افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم متحف الفن الإسلامى بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإعادة تأهيله، وفور وصوله، أزاح الرئيس الستار عن اللوحة التذكارية، إيذاناً بافتتاح المتحف، وحرص على مشاركة سفراء الدول التى ساهمت فى المشروع فى مراسم إزاحة الستار.
واستمع الرئيس إلى شرح من وزير الآثار الدكتور خالد العنانى استعرض فيه تاريخ المتحف وأهميته، فضلاً عن مشروع ترميمه وإعادة تأهيله فى إطار دور الدولة فى إصلاح ما أفسدته يد الإرهاب الآثمة، والحفاظ على التراث الثقافى والإنسانى لمصر، والمساهمة فى استعادة حركة السياحة، وأعقب ذلك قيامه والضيوف بجولة تفقدية لقاعات المتحف ومقتنياته.
يفتح متحف الفن الإسلامى بالقاهرة المجاور لمديرية أمن القاهرة اليوم، أبوابه لاستقبال زواره بعد مرور 3 سنوات على إغلاقه لإجراء ترميمات، بسبب ما أصابه من تدمير فى واجهته جراء الحادث الإرهابى التى تعرضت له مديرية أمن القاهرة فى 24 يناير من العام 2014.
ومن جانبه عبر الدكتور أحمد الشوكى، المشرف العام على المتحف الفن الإسلامى، عن سعادته بافتتاح المتحف بعد الحادث الإرهابى منذ 3 سنوات، قائلا: أشعر بأننى فى حلم، لآن حالة المتحف بعد الحادث الإرهابى فى منتهى الصعوبة، وكيفية عودة المتحف مرة أخرى امر يبدو صعب جدا، ولكن عودته بشكل احسن من الأول بشهادة الجميع، أمر يحسب لفريق العمل.
وحول تمويل المتحف، قال الدكتور أحمد الشوكى، بلغت تكلفة التمويل 57 مليون جنيه، حيث منحت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون جنيه، و100 ألف دولار من اليونسكو، ومليون و200 ألف من أمريكا وسويسرا، كما أن هناك منحة لم تتسلمها مصر من إيطاليا تقدر بـ800 ألف يوريو، وكانت مرصودة للفتارين وتدريب أمناء المتاحف.
وأوضح الدكتور أحمد الشوكى أن مخازن المتحف تحتوى على 100 ألف قطعة، ولكن العرض المتحفى الجديد يشمل 4400 قطعة أثرية، منهم 400 يتم عرضهم لأول مرة، مشيرا إلى أن العرض القديم كان يشمل 475 قطعة فقط، مع إضافة 16 فترينة عن العرض القديم، والتوسع فى القاعات حيث يبلغ عدد القاعات المفتوحة إلى 25 قاعة، إلى جانب تطبيق سيناريو عرض جديد وأعداد بطاقات شرح، بعد تشكيل لجنة من قبل أساتذة الجامعة.
وأضاف المشرف العام على متحف الفن الإسلامى، تم تعديل قاعات العرض حيث أصبح هناك قاعة للعملة والسلاح وأخرى للحياة اليومية، كما تم تعديل المدخل الخاص للمتحف حيث أصبع يستعرض مقتنيات الحضارة المصرية وما قدمته للعالم، كما يوجد قاعة بها شاشة عملاقة يعرض عليها مراحل الترميم بالكامل.
وأشار أحمد الشوكى كما يحتوى المتحف على لوحات تضم قصص تحت عنوان "أجدادنا علموا العالم"، وهدفها تعريف الزائر بما صنعه أجدادنا ومعرفة حقيقتنا، فمنها قصص عن العلماء فى العصر الفاطمى، وقصة كل أثر، فكل هذا تم تنظيمه بشكل متكامل.
وحول مسار الزيارة قال المشرف العام على المتحف إن الزيارة تبدأ بالتتبع التاريخى، فالبدية من العصر الأموى، ثم العباسى، والفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى، ثم بعد ذلك يسار المتحف الذى يشمل العملة والسلاح وشرق العالم الإسلامى والكتابات والنسيج والسجاد والحياة اليومية، والعلوم والحدائق والمياه وفى النهاية عالم الطب.
ويعد متحف الفن الإسلامى بالقاهرة أكبر متحف إسلامى فى العالم، حيث يحتوى على مجموعات نادرة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وجاءت فكرة إنشاء المتحف عام 1869 فى عهد الخديو توفيق، وبالفعل تم تجميع القطع فى الإيوان الشرقى من جامع الحاكم، وعندما ضاق تلك المكان تم بناء مكان فى صحن الجامع حتى تم بناء المتحف الحالى أمام مديرة أمن القاهرة.
وفى 24 يناير 2014 تعرضت مديرية الأمن لتفجير سيارة مفخخة، ما أثر على متحف الفن الإسلامى، حيث دمرت واجهة المتحف وكثير من القطع الأثرية.
كانت خسائر المتحف الذى يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، فادحة، ويعد أكبر متحف إسلامى فى العالم، حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، كما أن أعمال ترميم المتحف الفن الإسلامى، لم تقتصر على ترميم المبنى معماريًا وما يحويه من مقتنيات، بل شملت أيضًا تطوير منظومة التأمين من خلال تزويده بكاميرات مراقبة وكذلك إدخال منظومة التأمين ضد الحريق داخل المخازن، بالإضافة إلى تطوير وحدات الترميم الموجودة بالمتحف بما يتناسب مع كونها داخل واحد من أهم المتاحف المصرية، كما تم تطوير البطاقات الشارحة للمقتنيات الأثرية.