أفراح بمحافظة الدقهلية بعد الإفراج عن الصيادين المحتجزين باليمن.. صاحب أحد المراكب: سددنا 70 ألف دولار غرامة على كل مركب.. والأهالى: تعديات بحيرة المنزلة أجبرت أبناءنا على الخروج للمياه المفتوحة

الإثنين، 02 يناير 2017 05:28 م
أفراح بمحافظة الدقهلية بعد الإفراج عن الصيادين المحتجزين باليمن.. صاحب أحد المراكب: سددنا 70 ألف دولار غرامة على كل مركب.. والأهالى: تعديات بحيرة المنزلة أجبرت أبناءنا على الخروج للمياه المفتوحة العتمانى نائب دائرة المطرية وأحد أهالى الصيادين المفرج عنهم باليمن
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمت مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية حالة من الفرح مع بداية العام الجديد بعد قيام القوات اليمنية بالإفراج عن 3 مراكب صيد، وعلى متنها 65 صيادا مصريا، منهم 25 صيادا من مدينة المطرية، بعد اختراق مراكبهم المياه الإقليمية اليمنية، بالبحر الأحمر.

 

انطلق المراكب الثلاثة مطلع الشهر الماضى من أحد موانئ مدينة دمياط وعلى متنها 65 صيادا منهم 25 من مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، وأدى سوء الأحوال الجوية إلى جرف مراكب الصيادين الثلاثة "براءة، وبركة الحاجة، رضا" إلى المياه الإقليمية اليمنية وقامت القوات اليمنية باحتجازهم على الفور.

 

وأعلن محمد العتمانى نائب دائرة المطرية والمنزلة "أن مسئول الشئون القنصلية بسفارة مصر باليمن، أخبره منذ قليل أنه تم الإفراج عن الـ65 صيادا المحتجزين، كانوا على متن 3 مراكب واحتجزتهم قوات خفر السواحل اليمنية، عقب اختراقهم المياه الإقليمية اليمنية، ودفع كل مركب غرامة تقدر بـ70 ألف دولار، وفشلت كل المفاوضات مع الجانب اليمنى، للإفراج عنهم وديا، ومن المقرر أن يصلوا مصر خلال الساعات المقبلة."

 

ويقول خالد طه صياد وأحد أقارب صياد محتجز باليمن إن بحيرة المنزلة تعانى من انتشار البلطجة والتعديات، والتى تتطور مع الوقت، فبعد أن كانت تتمثل تلك التعديات فى منع الصيادين الصغار من الصيد فى مناطق بعينها من البحيرة، قام أصحاب تلك التعديات بالبناء حول مناطق تعدياتهم تلك، ومن ثم تطورت حتى وصلت لمنع اقتراب الصيادين من هذه المناطق.IMG_5064 أحد أهالى الصيادين المفرج عنهم باليمن
 

أحد أهالى الصيادين المفرج عنهم باليمن
 

ويضيف "طه" وسط صعوبة التدخل الأمنى ببحيرة المنزلة ومنع انتشار تلك التعديات، أو هدمهما للحاجة لإمكانية بحرية كبرى، يصعب نقلها برا إلى بحيرة المنزلة، تفشى العديد من أشكال الخروج عن القانون داخل البحيرة، ومنها انتشار عصابات سرقة مراكب الصيادين، والتى ظهرت فى الآونة الأخيرة، حيث قامت العديد من العصابات بسرقة عدة مراكب من الصيادين، وحرروا محاضرا بذلك، ثم التعدى على الصيادين وصلت إلى حرق صياد، والمرور عليه بمركبه، بعد أن ألقته عصابة لسرقة المراكب فى المياه، وقامت بأخذ مركبه عنوة.

 

بينما اشتكى محمد شردى والد أحد الصيادين المفرج عنهم إن انتشار ورد النيل والغاب والبوص، والقمامة بالبحيرة، يجعل مساحة الصيد ضيقة جدا، ونضطر أن نرسل أبنائنا خارج البحيرة، للصيد فى المياه المفتوحة، لأن الأسعار ارتفعت، والحياة زادت صعوبة، ولا نعرف مهنة غير الصيد نعمل بها.

 

وفى الآونة الأخيرة نجح نائب المطرية والمنزلة محمد العتمانى فى الحصول على وقود، لتشغيل الحفارات المخالفة والمقبوض عليها، وفقا لقرار محافظ الدقهلية، بتشغيلها 3 أشهر لصالح تطهير بحيرة المنزلة، ووصلت عملية التطهير إلى رفع 11 فدانا من البوص، وورد والنيل، وقمامة، فى ظل غلق البواغيز التى تصل بين البحيرة والبحر الأبيض المتوسط.

 

العديد من الصيادين قاموا ببيع مراكبهم وشراء عربات التوك توك للعمل بها داخل مدينة المطرية، بعد كساد مهنتهم التى ورثوها أبا عن جد حيث يعمل ما يزيد عن 90% من سكان المدينة، فى مهنة الصيد، ويعتمد باقى السكان على المهن المساعدة للصيد، مثل صناعة المراكب والسفن، والشباك.

 

مدينة المطرية تعد من المدن الأكثر فقرا بمحافظة الدقهلية، ويسكنها ما يزيد عن 750 ألف نسمة، معظمهم يعملون فى الصيد ببحيرة المنزلة، المهنة التى بدأت فى الاندثار بسبب سوء الأحوال فى بحيرة المنزلة.

 

ولجأ المئات منهم ممن ظلوا على مهنة آبائهم وأجدادهم فى الصيد، إلى الخروج فى رحلات خطرة جدا، إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط، ما يعرضهم إلى العديد من المخاطر، من بينها الغرق، والخطف، والقرصة، واختراق المياه الإقليمية ومن ثم الاحتجاز والحبس والغرامة.

 

يقول أحمد آدم صياد "نلجأ كصيادين للذهاب للبحر الأحمر، تاركين بحيرة المنزلة وراء ظهرنا، التى بإمكانها أن توفر لمصر 50% من حاجتها السمكية وتوفير عليها نفقات تتخطى 750 مليون دولار سنويا، قيمة استيرادنا للأسماك من الخارج، ونلجأ للبحر الأحمر أو المتوسط، للعمل فلا نحسن مهنة غير مهنة الصيد، ولا مأوى لنا سوى المياه لكسب قوت يومنا.

 

ويضيف "آدم" نحن مجبورون على الذهاب للبحار بسبب التعديات، وسوء الحالة الأمنية، وتعرضنا للسرقة، ونذهب مع صيادين من مدينة دمياط عادة، وهم يملكون مراكب قوية نوعا ما، وليست متطورة بالشكل الكافى، ونعتمد على خبراتنا الشخصية، وهذا ما يعرضنا للحادث تلو الحادث، وما حدث من غرق مركب السودان ببعيد وراح ضحيته عشرات الصيادين قبالة السواحل السودانية، بسبب سوء حالة الطقس أيضا، وهؤلاء الصيادين المحتجزين باليمن، كان من الممكن جدا أن أكون واحد منهم، وممكن أن أكون فى المستقبل مثلهم، حيث إننا فى ساعات الشدة، لا نملك من أمرنا إلا الدعاء إلى الله من أجل أن ينجينا، ولم تعد المسألة تختلف كثيرا، ما أشبه الموت فى البحر المتوسط بالموت ببحيرة المنزلة، وما أشبه البلطجة فى بحيرة المنزلة بالسلطات الدولية بالبحرين الأحمر والمتوسط، فالأمران سواء، كلاهما مر، وكلاهما مهلكة وهلاك.

 

وشدد حسام الدين إمام محافظ الدقهلية على مراقبة التعديات وعدم السماح بانتشارها ببحيرة المنزلة، وضبط أى حفار يقوم بالمشاركة فى التعديات على بحيرة المنزلة، وأصدر القرار رقم 24 لسنة 2016 والذى نص على تشغيل الحفار المضبوط فى تطهير البحيرة، مدة لا تزيد عن 3 أشهر.

 

ولم يفعل القرار بسبب عدم تم توفير السائقين والسولار اللازم للتشغيل، وتقدم محمد العتمانى نائب مدينة المطرية والمنزلة، بطلب لمحافظ الدقهلية بتوفير السولار اللازم لتشغيل الحفارات المطلوبة، وبالفعل وبدأت حملة مكبرة بقوة 15 حفار لإزالة التعديات ببحيرة المنزلة، بحضور "العتمانى"، وعدد من قيادات نقابة الصيادين المستقلة، وسط فرحة عارمة من الصيادين فى البحيرة، بعد انتشار التعديات ومهاجمتها لمصدر أرزاقهم بالبحيرة.

 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة