ـ الحكومة والجيش والرئيس السورى صمدوا 6 سنوات لتمتعهم بالدعم الشعبى
ـ لن نشكل حكومة انتقالية والخيار متاح للانضمام لـ"حكومة وحدة وطنية"
ـ أولويات "ترامب" مكافحة الإرهاب ووسائل الضغط الأمريكية ستعرقل تحركاته
ـ أمريكا صنعت "داعش" وتركيا ترعاها ولا أتوقع منهما حربًا صادقة ضد التنظيم
ـ التحالف الدولى يقتل الجنود السوريين ودمر البنية التحتية.. وغير جاد فى محاربته لـ"داعش"
ـ الجيش السورى لا يقتل شعبه.. والدول الداعمة للإرهاب ليس من حقها البكاء على دماء السوريين
ـ تخليت عن ترسانة الأسلحة الكيمائية عام 2013 ومستحيل استخدمها ضد شعبى
ـ الإرهابيون استخدموا أسلحة كيمائية ضد السوريين.. وأمريكا أعاقت ارسال وفد أممى للتحقيق
أكد الرئيس السورى بشار الأسد، أن أى شئ ستجرى مناقشته فى مؤتمر الأستانة، ينبغى أن يستند إلى الدستور، وقال: "أعتقد أن الموتمر سيركز فى البداية أو سيجعل أولويته كما نراها التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق فى سوريا، وليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أى حوار سياسى لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه".
وقال الرئيس الأسد، فى مقابلة مع قناة "تى بى اس" اليابانية، والذى نقلته عنها وكالة "سانا" السورية - وذلك قبل مؤتمر أستانة، المزمع انعقاده يوم الاثنين المقبل- "حتى الآن نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات فى سوريا ما يعنى تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة، وهذا هو الشئ الوحيد الذى نستطيع توقعه فى هذا الوقت".
وأعرب الرئيس الأسد، عن أمله فى أن تكون الإدارة الأمريكية القادمة صادقة فى تشكيل تحالف حقيقى وواقعى لمحاربة الإرهابيين فى المنطقة، مشيراً إلى أن أردوغان ينتمى لتنظيم "الإخوان المسلمين"، ويحاول إجراء بعض المناورات لإظهار أنه ضد الإرهابيين فى "داعش" و "جبهة النصرة"، لكنه يقوم فعليًا وبشكل يومى بدعم تلك المنظمات التى لا تستطيع البقاء دون دعمه.
وفيما يلى النص الكامل للحوار..
- ما هى توقعات لمؤتمر أستانة المزمع انعقاده الأسبوع المقبل؟
ليس لدينا توقعات من مؤتمر أستانة، بل لدينا آمال فى أن يشكل منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السوريا حول كل شئ، لكنى أعتقد أنه سيركز فى البداية أو سيجعل أولويته كما نراها التوصل إلى وقف إطلاق النار وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق فى سوريا.
- وهل تتوقع أن يتناول المؤتمر حلول سياسية؟
ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أى حوار سياسى، لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه حتى الآن، ونعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات فى سوريا ما يعنى تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة هذا هو الشئ الوحيد الذى نستطيع توقعه فى هذا الوقت.
- وهل تقبلون مناقشة تشكيل حكومة انتقالية خلال مؤتمر أستانة؟
إن أى شئ ستجرى مناقشته ينبغى أن يستند إلى الدستور لأن هذا لا يرتبط بالحكومة والمعارضة أو الحكومة والمجموعات الإرهابية، بل له علاقة بحق كل مواطن سورى فى تحديد مستقبل سوريا، وليس فى دستورنا ما يسمى حكومة انتقالية، ولكن يمكن أن تكون هناك حكومة عادية تمثل مختلف الأحزاب ومختلف الكيانات السياسية فى سوريا، وهذا هو موقفنا إذا أراد أى شخص الانضمام إلى تلك الحكومة التى نسميها حكومة وحدة وطنية، فهذا خيار متاح لكل طرف خارج أو داخل سوريا، وبعد تشكيل تلك الحكومة يمكن التحدث عن انتخابات برلمانية يتبعها تشكيل حكومة أخرى تستند إلى نتائج الانتخابات.
بشار الأسد خلال الحوار
- هل تتوقع تغير فى السياسة الأمريكية عقب تنصيب دونالد ترامب؟
إنه أحد الرؤساء الأمريكيين القلائل الذين لم يكونوا فى الحياة السياسية من قبل، فمعظم الرؤساء السابقين كانوا يشغلون وظائف أو مناصب سياسية قبل أن يصبحوا رؤساء، وإذا تابعت مختلف وسائل الإعلام بما فيها وسائل الإعلام الأمريكية، فإنها تعتبر أن من غير الممكن التنبؤ بسياساته، لأنهم لا يعرفون سوى القليل عن رؤيته، والشئ الوحيد الذى يمكن أن نبنى عليه حكمنا هو خطابه خلال الحملة الانتخابية.
وإذا أردت اختيار الجانب الذى يمكننا أن نقول إنه جيد فى تلك الخطابات فهو أولوياتنا اليوم والمتمثلة فى محاربة الإرهاب، وهذا ما قاله الرئيس المنتخب ترامب، فقد قال إن أولويته هى محاربة "داعش"، وبالطبع فإن "داعش" يمثل أحد وجوه الإرهاب وأحد منظماته، وعندما تتحدث عن "داعش" فعليك التحدث عن "النصرة" وعن العديد من المجموعات المرتبطة بالقاعدة والموجودة الآن داخل سوريا، لكنى أعتقد أن ما قصده بـ"داعش" هو الإرهاب.
وأعتقد أن هذه الأولوية التى وضعها مهمة جداً، وبالتالى فنحن نتوقع ونأمل أن تكون الإدارة القادمة صادقة فى تنفيذ هذا الخطاب فيما يتعلق بالإرهاب ومساعدة ليس سوريا وحسب، لأن الإرهاب اليوم ليس مشكلة سوريا بل مشكلة شرق أوسطية وعالمية، ونأمل أن تكون صادقة فى تشكيل تحالف حقيقى وواقعى لمحاربة الإرهابيين فى المنطقة، وهذا بالطبع سيشمل سوريا فى المقام الأول.
- قلت فى مقابلة سابقة أن جماعات الضغط فى واشنطن تعرقل إحداث تغيير فى السياسات.. فماذا كنت تعنى؟
من الواضح جدًا أن وسائل الإعلام الرئيسية ومختلف المؤسسات ومختلف جماعات الضغط تشكل تركيبة لا تريد أن ترى أى تغيير لأن لهم مصالحهم الخاصة فى سياسة الولايات المتحدة فى السياسة التدميرية للولايات المتحدة التى نشهدها، وعلى الأقل على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية منذ وصل جورج بوش إلى الحكم عام 2000، وإننا لا نرى سوى شن الولايات المتحدة للحروب سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال وكلائها وتلك المؤسسات ووسائل الإعلام.
وجماعات الضغط لها مصلحة فى هذا النوع من المشاكل، وقد تكون لها مصالح مالية فى معظم الحالات، ولذلك من الواضح جداً اليوم أنهم سيضعون العقبات لإعاقة أى توجه فى سياسة الرئيس الجديد سواء فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب أو باحترام سيادة الدول الأخرى أو حتى بوجود تهدئة فى سائر أنحاء العالم من خلال العلاقات الجيدة مع روسيا أو مع أى قوة عظمى أخرى كالصين على سبيل المثال.
- هل يمكن أن تنسق سوريا مع تركيا والأكراد وأمريكا فى سياق الحرب ضد داعش؟
إذا أردنا أن نكون شفافين، فإن "داعش"، أسست تحت إشراف الولايات المتحدة، وكان ذلك فى العراق عام 2006، وكانت محصورة فى العراق فقط، وعندما بدأ الصراع فى سوريا قامت تركيا برعايتها لأنها كانت تستخدم حقول النفط السوريا من أجل التصدير وللحصول على المال وتجنيد المزيد من المقاتلين، وقد كانت تركيا ضالعة بشكل مباشر فى تهريب النفط وبمشاركة وتواطؤ من أردوغان نفسه مع "داعش"، وبالتالى فإننا لا نستطيع أن نتوقع حرباً صادقة ضد "داعش" من قبل تركيا أو الولايات المتحدة، وآخر مثال صارخ على ذلك الهجوم على تدمر قبل بضعة أسابيع، عندما تمكنوا من الاستيلاء عليها تحت إشراف الأمريكيين وتحت مراقبة الطائرات الأمريكية بدون طيار، فأتوا عبر الصحراء واحتلوا تدمر.
اليوم، وبينما نحن نتحدث، يهاجم "داعش" دير الزور شرق سوريا، ولم يفعل الأمريكيون شيئاً لوقفهم، ومضى على بداية عمل ما يسمى "التحالف الدولى" ضد الإرهاب أكثر من سنة ونصف السنة حتى الآن، ولم يحقق شيئاً لأنهم ليسوا جادين.
وبالنسبة لتركيا، فإن أردوغان "أخونجى"، وهو متعاطف داخلياً وغريزياً ومرتبط وملتزم بـ"داعش"، و"القاعدة"، لأن لهم نفس الأيديولوجيا ولا يستطيع أن يبتعد عنهم، ويحاول إجراء بعض المناورات لإظهار أنه ضد أولئك الإرهابيين فى "داعش" و"النصرة"، لكنه يقوم فعلياً وبشكل يومى بدعم تلك المنظمات التى لا تستطيع البقاء دون دعمه.
- اتهامات وجهت للقوات الروسية والسورية بقصف الأحياء السكنية، فهل لم يكن هناك مفرًا من ذلك؟
فى الواقع إن أولئك الذين اتهموا روسيا وسوريا بالقصف أو بارتكاب جرائم وما إلى ذلك هم الدول نفسها التى دعمت الإرهابيين، بداية بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية ودول أخرى شبيهة بها، وأولئك الذين دعموا الإرهابيين مباشرة من خلال وسائل الإعلام والسياسة ومن خلال إرسال الأسلحة والمال وجميع أشكال الدعم اللوجستى، لا يحق لهم البكاء من أجل المواطنين السوريين، لأنهم هم السبب فى مقتل المدنيين السوريين الأبرياء على مدى السنوات الست الماضية هذا أولاً.
ثانياً، إن دورنا كحكومة وبموجب الدستور والقانون والتزامنا الأخلاقى نحو الشعب السورى والمواطنين السوريين هو تحريرهم من الإرهابيين، فهل يمكن لأحد أن يقبل بأن ترى أى حكومة أى منطقة فى أى بلد تحت سيطرة الإرهابيين الذين يقتلون الناس ويدمرون كل شئ ويفرضون تطبيق أيديولوجيتهم الوهابية الكريهة على الشعب ويتوقع من الحكومة أن تكتفى بمراقبة ما يحدث.
إذا أردت التحدث عن الضحايا ففى كل حرب هناك ضحايا، وكل حرب سيئة، وفى كل حرب قتل ودماء، ولا تستطيع التحدث عن حرب جيدة، لكن إذا كان عليك اللجوء إلى الحرب لمكافحة الإرهاب فسيكون هناك ضحايا للأسف، ولقد فعلنا كل ما فى وسعنا كى لا يكون هناك أى ضحايا، لكن أولئك الذين يتباكون على أولئك المدنيين، هل قدموا أى دليل على قيام سوريا أو روسيا بقتل المدنيين.
والسؤال الآخر، كيف يمكن لحكومة من الناحية الأخلاقية أن تقتل شعبها؟، وإذا كنا نقتل شعبنا أو نقتل المدنيين، فكيف لنا أن نصمد ست سنوات كحكومة أو كجيش أو كرئيس؟، هذا ليس منطقياً ولا واقعياً، ونحن هنا لأننا نتمتع بالدعم الشعبى، لكن فى النهاية، نأمل أن نتمكن فعلاً من وضع حد لهذه الحرب فى أسرع وقت ممكن، فهذا هو السبيل الوحيد الذى يمكننا من خلاله إنقاذ الدماء السوريا.
الرئيس السورى بشار الأسد
- هناك شكوك فى استخدام الجيش السورى قنابل تحتوى على غاز الكلور، فما تعليقك؟
فى الواقع، أنت تتحدث عن أسلحة كيميائية، والتحدث عن الأسلحة الكيميائية يعنى قتل آلاف الناس فى فترة قصيرة جداً من الزمن، وهو أمر لم يحدث فى سوريا منذ بداية الأزمة، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنه من الناحية الأخلاقية كـ"حكومة"، لا يمكن أن تفعل ذلك، وكما قلت لا يمكن أن تقتل شعبك وأن تستعمل أسلحة الدمار الشامل ضد شعبك، هذا مستحيل.
الأمر الآخر والأكثر أهمية هو أننا وقعنا فى عام 2013 معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وتخلينا عن ترسانتنا من الأسلحة الكيميائية ولم تعد موجودة لدينا، لكن فى الواقع فإن الإرهابيين هم الذين استخدموا ذلك النوع من الأسلحة، وكانت المرة الأولى عام 2013، وفى ربيع العام نفسه طلبنا أن ترسل الأمم المتحدة وفداً للتحقيق، والأمريكيون هم الذين أعاقوا محاولتنا لأنهم كانوا يعرفون حينذاك أنه إذا أتى وفد إلى سوريا، فإنه سيجد الدليل الملموس على أن الإرهابيين استخدموا غاز الكلور ضد جنودنا، ولذلك فإننى أنفى تماماً ما ورد فى هذه المقولة التى تعكس الرواية الغربية فيما يتعلق بسوريا وهى جزء من شيطنة الحكومة السوريا والجيش السورى.
حوار الرئيس السورى بشار الأسد لقناة يابانية
- ما هى مسئوليتك بصفتك رئيس سوريا تجاه ملايين اللاجئين والنازحين ومئات آلاف القتلى؟
بالطبع، عندما تتحدث عن اللاجئين، فإن ذلك يشكل مأساة، وعندما تتحدث بشكل خاص عن الأطفال، والشباب، فإن هؤلاء أبرياء ولا علاقة لهم بالحرب بصرف النظر عن انتمائهم، زفى الواقع عندما تتحدث عن الأطفال فإن هؤلاء ليس لهم أى انتماء سياسى، وإنهم أبرياء، لكنهم هم الذين يدفعون الثمن قبل أى فئة أخرى فى المجتمع، فأنت تتحدث عن مأساة نعيشها بشكل يومى، ولهذا السبب فإن هذا الشعور الذى أتحدث عنه، والذى نعيشه يومياً، يشكل الدافع بالنسبة لنا كمسئولين لنبذل قصارى جهدنا للتخلص من الإرهابيين الذين خلقوا هذه المشكلة ولإعادة السلام والاستقرار إلى سوريا.
وبالطبع أنا كـ"سورى" أتعاطف مع كل سورى "عانى" بسبب الحرب، السؤال هو ليس كيف تشعر، بل ما الذى ستفعله؟، ومتى سنتخلص من أولئك الإرهابيين؟، لكن الأمر الأكثر أهمية والذى لا يذكره كثيرون فى الغرب وفى العالم هو أن جزءاً من مشكلة اللاجئين لا يتعلق فقط بالإرهابيين أنفسهم، بل بالحصار الذى فرض على الشعب السورى من قبل الغرب وحلفائه.
هذا الحصار لم يؤثر فى الحكومة بل أثر فى كل مواطن سورى، وأثر فى حياة كل مواطن سورى، لهذا السبب ترك العديد من اللاجئين بلدهم، ليس فقط بسبب تهديد الإرهابيين، بل فى الواقع بسبب عدم توافر الاحتياجات الأساسية لحياتهم ولسبل معيشتهم كى يستمروا فى حياتهم الطبيعية سواء من حيث الغذاء أو التعليم أو الرعاية الصحية أو أى شئ آخر، ولم يعد ذلك متوافراً، ولذلك يغادرون سوريا للعيش فى مكان آخر والحصول على الحد الأدنى من الحياة الذى يمكن لأى شخص أن يسعى إليه.
- هل يمكن أن تفكر فى الاستقالة إن كان ذلك ضرورياً من أجل تحقيق السلام؟
إن استقالة الرئيس أو استمراره فى منصبه قضية وطنية وترتبط بكل سورى، لأن الرئيس فى سوريا ينتخب مباشرة من الشعب السورى، وبالتالى فإن هذا ليس حق الحكومة أو المعارضة، بل هو حق كل سورى، وبالتالى فإن صاحب القرار الوحيد فى هذا الصدد هو صندوق الاقتراع، وكل من يريد من الرئيس أن يغادر يستطيع الذهاب إلى صندوق الاقتراع وأن يقول "لا.. لا نريده"، فهذه هى الديمقراطية فى سائر أنحاء العالم، ولذلك فإن هذا أمر لا نناقشه سواء مع المعارضة أو مع أى بلد آخر، فهذه قضية سوريا وتتعلق بالدستور.
إن موعد إجراء الانتخابات، أو الانتخابات المبكرة، ليس موضوعاً على الطاولة الآن، لكن هذه هى الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كان على المغادرة أم لا، ومرة أخرى، لست أنا سبب المشكلة، فأنا كرئيس على مساعدة بلادى خلال الأزمة، ولا أن أهرب وأنجو، أو أقول "على أن أغادر وأترك الناس يدافعون عن أنفسهم"، فليس هذا هو الحل، وفى الأزمات ينبغى على الرئيس أن يكون ممسكاً بزمام الأمور وأن يتصدى للأزمة، ثم بعد انتهائها يمكن أن يقول إنه يريد أن يبقى أو يغادر، وعندها يمكن للشعب السورى أن يقول له "ابق" أو "لا.. عليك أن تغادر.. فنحن لم نعد نريدك".
الرئيس بشار الأسد فى أول حوار لوسيلة إعلام يابانية منذ اندلاع الحرب السورية
- ما الدور الذى تتوقع من اليابان أن تلعبه فى صنع السلام وإعادة بناء سوريا؟
دعنى أكن صريحاً معك كضيف يابانى فى سوريا، منذ استقلالنا ومنذ إطلاق العلاقات بين سوريا واليابان قبل عقود لعبت اليابان دوراً مهماً وحيوياً فى تطوير مختلف البلدان بما فى ذلك سوريا من خلال دعم البنية التحتية وما إلى ذلك، وقد كانت اليابان دائماً غير منحازة فيما يتعلق بمختلف القضايا فى الشرق الأوسط، وكانت دائماً تحترم القانون الدولى حتى بداية هذه الأزمة، حيث خرقت اليابان هذه النزعة عندما قالت إن على الرئيس السورى الرحيل.
السؤال هنا، هل يستند هذا إلى قيم وأخلاق الشعب اليابانى؟، بالتأكيد لا، فالجميع يعرف مدى أخلاقية المواطنين اليابانيين، وهل يستند ذلك إلى القانون الدولى؟، لا، فنحن بلد مستقل ذو سيادة، وليس من حق أحد فى العالم أن يحدد من ينبغى أن يبقى ومن ينبغى أن يذهب، وللأسف، أتى هذا انسجاماً مع السياسة الأمريكية والغربية.
ومن ناحية أخرى، انضمت اليابان إلى الحصار على سوريا، وهى التى كانت تساعد الشعب السورى، فهل يرتبط الحصار الذى فرض على الشعب السورى بأى شئ يتصل بمصالح الشعب اليابانى أو قيمه أو قوانينه أو دستوره أو أى شئ آخر؟، لا أعتقد ذلك، وبالتالى، كيف يمكن لليابان أن تلعب ذلك الدور فى حين أن ليست لديها سفارة؟، وبالتالى لا تستطيع أن تعرف ما يجرى هنا؟ فى الواقع إنها تعانى من العمى مثلها فى ذلك مثل العديد من البلدان الغربية التى لا ترتبط بأى علاقة مع حكومتنا أو مع بلدنا.
- هل لديكم معلومات عن الصحفى اليابانى "جوم بى ياسوده" المختطف فى سوريا منذ عام 2015؟
حتى هذه اللحظة لا، ليست لدينا أى معلومات عنه، ونشعر بالأسف لهذا، ونحن كسوريين نستطيع أن نفهم مشاعر أسرته لأن لدينا العديد من المفقودين فى سوريا خلال هذه الحرب، لكن لو كانت لدينا أى معلومات لكنا زودناكم بها.
- هل تحتفظ "جبهة النصرة" بالصحفى اليابانى المختطف رهينة؟
نعم، وأعتقد أن الجهة التى يمكن أن تساعد فى الحصول على معلومات هى تركيا، لأنهم هم من يشرفون على "النصرة، ولا بد أن يكون بحوزتهم جميع المعلومات التى لدى "النصرة"، وبحوزة مخابراتهم وحكومتهم.
- وهل تواصلت الحكومة اليابانية معكم فى هذا الصدد؟
للأسف لا، لم يحدث أى اتصال بين الحكومة السورية، والحكومة اليابانية، فيما يتعلق بأى موضوع، بما فى ذلك موضوع هذا الصحفى اليابانى الذى هو مواطن يابانى فى النهاية.
الرئيس بشار الأسد فى حواره قبل مؤتمر أستانة
- هل ترى أن التحالف الدولى حقق أى تقدم فى مواجهة داعش؟
فى الواقع لا شئ، فتنظيم "داعش" يتوسع منذ بداية ضربات "التحالف" الجوية، والتى كانت ضربات تجميلية، وحتى تدخل الروس ضد "داعش" فى 2015 عندها بدأ "داعش" بالانكماش.، وبالتالى فإن هذا التحالف لم يحقق شيئاً، وكل ما فعلوه هو قتل الجنود السوريين الذين يحاربون "داعش" فى تلك المنطقة، ودمروا البنية التحتية للسوريين والتى بنيت على مدى السنوات السبعين الماضية منذ الاستقلال، وقد فعلوا ذلك فى كل قطاعات البنية التحتية سواء تعلق ذلك بحقول النفط أو المدارس أو الجسور أو مصافى النفط، وهذا هو للأسف الإنجاز الوحيد لـ"التحالف".
- ماذا عن خطتكم لإعادة بناء سوريا؟ وما هو برنامجكم الزمنى لذلك؟
لقد بدأنا قبل نهاية الأزمة، فوضعنا الخطط وبدأنا فى الضواحى المحيطة بدمشق، والآن نخطط لحلب والمدن الأخرى لإعادة بناء ضواحٍ جديدة بدلاً من تلك التى دمرت، لكن بطريقة حديثة، وبالتالى نحن لم ننتظر، ولن ننتظر إلى أن تنتهى الأزمة، ويمكننا البدء مباشرة، فالشعب السورى مصمم على إعادة بناء بلده، ونحن بنينا سوريا، فسوريا لم تبن على يد الأجانب، بل بنيناها بجهود مهندسينا وعمالنا ومواردنا وبمساعدة بعض أصدقائنا، وقد كانت المساعدة مالية وليست تقنية.
وبالتالى، فنحن نمتلك القدرة على إعادة بناء سوريا، وإن ذلك يستغرق وقتاً لأنه يتطلب الكثير من المال، وكل سورى سيعيد بناء منزله طبقاً لموارده حتى لو كانت محدودة، وهناك المغتربون، وهناك اللاجئون الذين غادروا سوريا، وبعضهم فى وضع جيد ويريدون العودة، وبدعم من أصدقائنا (روسيا والصين وإيران)، وهناك العديد من البلدان الأخرى بدأت بمناقشة إعادة إعمار سوريا، وستقدم المساعدة من خلال مواردها المالية، وهناك العديد من الموارد لإعادة بناء سوريا.
المسألة لا تتعلق بالوقت فهى ستستغرق وقتاً، إن أى عملية لإعادة البناء تستغرق وقتاًن لكن الأمر الأكثر أهمية هو القدرة على إعادة البناء، ونحن لسنا قلقين حيال ذلك، وما يقلقنا هو كيف نتمكن من إعادة بناء عقول الناس الذين وقعوا تحت سيطرة "داعش" و"النصرة" لعدة سنوات، وقد لوثت عقولهم بسبب الأيديولوجيا التى زرعوها فيهاـ والتى وصفتها بالأيديولوجيا الكريهة أو الأيديولوجيا الوهابية لقد رأى هؤلاء الموت والقتل، وفى بعض الأحيان قتل الأطفال بأيديهم أشخاصاً أبرياء، فكيف نستطيع إعادة بناء تلك العقول أو إعادة تأهيلها، هذا شاغلنا الأكبر بعد الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة