تعهد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، بمحو ما سماه "الإسلام الراديكالى"، فى خطابه الذى ألقاه عقب حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، حيث أعرب خلال أول تجمع له بعد الانتخابات فى ولاية أوهايو، عن نيته محاربة تنظيم "داعش" الإرهابى والإسلام الراديكالى، معلنا استعداد بلاده للتعاون مع أى بلد فى محاربة "داعش" والتطرف.
واستخدام دونالد ترامب عبارة"الإسلام الراديكالى" بشكل واضح ومحدد، فتح الباب لعدة تساؤلات، حول رؤية الرئيس الأمريكى الجديد للإسلام، وربطه المباشر بالتنظيمات المتطرفة.
عبارة "الإسلام الراديكالى" عامة ومطاطة
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عبارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، عزمه محاربة تنظيم "داعش" الإرهابى والإسلام الراديكالى، بعد تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، مختاره بعناية، ولها دلالات سياسية فى الخطاب السياسى الأمريكى، موضحا أن العبارة تمت صياغتها لتكون عامة ومطاطة وإنشائية، لتوظيفها فيما بعد على حسب أهواء الإدارة الأمريكية الجديدة، ويقصد بها الإسلام الذى قد يصدر مشكلات للعالم.
وأضاف فهمى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، خطاب الرئيس مُعد بشكل جيد، وألفاظه منتقاة، وهو خطاب مباشر، مشيرا إلى الإدارات الأمريكية دائما ما كانت تستخدم مصطلحات مطاطة لتوظيفها مثل"الأصولية"، و"محور الشر"، لتنقل رسائل للدول المعنية، مشيرا إلى أن ترامب بعبارته يحدد أنه يحارب ما قد يثير مشاكل قبل أن يكون إرهابا.
كلمة غامضة تجعل الموقف يتسم بالخطر
وقال جهاد عودة، أستاد العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن عبارة "الإسلام الراديكالى"، غامضة بشكل شامل وكامل، فما هو المقصود منها، هل الإسلام الذى يدعوا للقتل أو التبشير؟ أو لاستخدام العنف مثلا، متابعا، أن هناك إسلام راديكالى يعمل بالفعل مع الإدارة الأمريكية مثل فرق جهادية وسلفية وغيرها، والخطاب لم يحدد ولم يقل مثلا الجهاديين أوالسلفيين بل ترك الجملة شاملة وغامضة، لذا فالموقف يتسم بالخطر.
وأكد عودة، أن خطاب دونالد ترامب يتسم بالعدوانية، مشيرا إلى أنه بذلك هدد دول الخليج والشرق الأوسط، وأيضا فى كلماته تهديد لدول أوروبا والعالم كله فهو يؤكد على أمريكا أولا ومصلحتها وأنها ستعود إلى سابق عهدها، لافتا إلى أن عبارته حول قيام ثورة فى البلاد وتسليم السلطة للشعب الأمريكى يذكر بالقذافى، فهو خطاب فاشى وكل الرؤساء الذين قالوا هذه العبارة كانوا ديكتاتوريين.
الدول العربية ستتعاون مع أمريكا فى محاربة الإرهاب
من جهته قال النائب، أحمد إمبابى وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن كل دول العالم العربى تحاول أن تحمى نفسها، وأى شخص يقوم بعمل إرهابى فحكومته تسعى للقبض عليه ومحاكمته، فكل دول العالم العربى بصفة عامة ترفض الإرهاب، وعلى إدارة الرئيس الأمريكى الجديد التفريق بين الإسلام كدين يدعو للتسامح والحب والإنسانية، وبين الإسلام الذى يتخذه الإرهابيون ذريعة لأعمالهم.
وأضاف إمبابى، أن مصر والعديد من الدول العربية لن تدخر جهدا فى التعاون مع أمريكا فى القضاء على الإرهاب، خاصة فى البلاد التى يحاول الإرهابيون تدميرها والسيطرة عليها، وزعزعة استقرارها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة