"ياريت نقدر نرويها بدمنا بس للأسف إحنا تعبنا أكتر منها، الأرض دى زى البنى آدم يشرب ميه حلوة يبقى صحيح وسليم، يشرب ميه تعبانه يتعب ويتملى بالأمراض، أرضنا دى كانت بتنتج أجود المحاصيل،قمح وأرز وذرة شامية وخضروات بطاطس وطماطم وخيار، دلوقتى لا نزرع سوى البرسيم وأحيانا الأرز، بس ياخسارة الإنتاج ما بيجيبش تكاليف زراعته،بسبب تلوث مياه الرى".
هذا هو حال أكثر من 100 ألف مواطن بقريتى العنانية والسيالة التابعتين لمركز دمياط والملاصقتان لمدينة دمياط، والتى دخلت أجزاء كبيرة منهما لكردون المدينة بسبب مصرف محب والسيالة الذى تحول إلى منطقة مليئة بالملوثات بسبب القاء الصرف الصحى والزراعى والصناعى، وفى نفس الوقت يقوم فلاحو القريتين برى أراضيهم الزراعية من مياه الصرف الصحى.
وقال المزارعون: "دماؤنا متفرقة، فكل الجهات تتنصل من تبعية المصرف لها بداعى أنه مصرف خاص على الرغم من أنه يخترق 4 قرى ويروى منه آلاف الأفدنة الزراعية والمصرف يبدأ من قرية الشعراء، مروراً بمنطقة عزبة الصعيدى، والزنارى، والعنانية، والسيالة وينتهى فى بحيرة المنزلة حيث نهاية المصرف.
والمصرف يروى أراضى تتعدى مساحتها 170 فدانا، مازالت تزرع بعد تبوير أكثر من 100 فدان، والتى تحولت إلى مقالب للقمامة، ويتم حرقها ليلا مما يسبب كارثة لسكان مناطق العنانية والسيالة، وخاصة سيارات القمامة التابعة لمجلس مدينة دمياط التى تلقى بالقمامة ليل نهار على مرأى ومسمع من جميع المسئولين.
فى البداية يقول عزمى جبة، مزارع، من أهالى قرية السيالة: إن الأهالى قدموا شكاوى كثيرة بسبب تلوث المصرف الذى يروى عشرات الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية التى تحولت إلى مقلب قمامة تلقى فيه المخلفات، فضلاً عن عدم قيام الرى بتطهيرها مما يضطر المزارعين إلى رى أراضيهم وزراعتها من هذه الترعة المليئة بالمخلفات والصرف الصحى،مضيفا قائلا:" كنت بطلع من الأرض أحسن محصول أرز فى دمياط دلوقتى مبزرعش غير ذرة وشوية خضار"، على حد قوله.
وأضاف قائلا:" فوجئنا بأحد الأشخاص قام ببناء منزل على الأرض الزراعية على بعد 300 متر من مبنى الوحدة المحلية بالسيالة وقام بعمل معمل ألبان وحفر مصرفا وقام بتصريف مياه الصرف الصناعى الملئ بالأملاح و"الشرشة" التى تزيد ملوحة التربة الزراعية وتتسبب فى موت المزروعات.
وتابع، قدمت شكاوى عديدة للوحدة المحلية بالسيالة ومديريتى الزراعة والرى ولكن دون أى جدوى، مؤكدا أنه على الرغم من تحول النشاط الاقتصادى لقرية السيالة مركز دمياط من نشاط الصيد والزراعة لصناعة وتجارة الأثاث، إلا أن ذلك لم يشفع لأهلها بعد أن استوطنت أمراض الكبد والفشل الكلوى بها منذ سبعينيات القرن الماضى بعد قيام الحكومة بتحويل مفيض محب والسيالة الذى كان يحمل مياة النيل أثناء الفيضان قبل بناء السد لبحيرة المنزلة إلى مصرف زراعى وصناعى ليدمر أراضى القرية ويتحول لأكبر بؤرة تلوث بالمحافظة، فضلا عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحى ليهدد صحة 45 ألف من قرية السيالة، مما تسبب فى العديد من حالات الوفاة سنويا بأسباب متعلقة بالتلوث .
وأكد "جبة"، أن مشكلتنا بدأت بقيام المحافظة بتغطية ترعة محب والسيالة بطول 3 كيلو متر بالمواسير، وقامت بعمل بيارات أعلى من ماكينات الرى الخاصة بنا التى كانت موجودة على حرم الترعة ولتأخر عمل محطة معالجة الصفر الصحى بقرية السيالة عقب الانتهاء من مد شبكة الصرف الصحى، تم إلقاء الصرف الصحى بالترعة وتحولت إلى صرف صحى بعد أن كانت ترعة رى .
ويضيف محمد منتصر مزارع من قرية السيالة، نقوم بصرف مياه الصرف الزراعى فى مصرف محب والسيالة كما نقوم بالرى من نفس المياه لعدم وجود مياه رى.
وتابع: "أحد معامل الألبان يقوم بالصرف فى مصرف محب والسيالة وهو مصرف زراعى وصحى،وكنا نروى منه لأن الأرض من الممكن أن تروى بمياه صرف زراعى وصحى وخاصة مع زراعة محاصيل الأرز والبرسيم ولكن رى الأراضى بصرف صناعى وخاصة صرف معمل ألبان تحتوى على نسبة أملاح عالية الناتجة عن الشرشة تتسب فى ملوحة الأرض وموت المحصول".
وأضاف محمود رجب، أحد الأهالى أن مشكلة قريتهم فى التلوث الذى أصبح سبباً فى انتشار الأمراض الصدرية والمتوطنة بسبب دخان المقلب المقام على حدود مصرف محب والسيالة وخاصة مع قيام سيارات مجلس مدينة دمياط بإلقاء القمامه على حدود المصرف، مضيفا أن الأهالى تقدموا ببلاغ يحمل رقم 5464 لسنة 2015 مركز دمياط واتهموا فيه مسئولى الوحدة المحلية ومجلس مدينة دمياط بإلقاء القمامة على حدود المصرف وإشعال النار فيها، ما تسبب فى إتلاف محصول الذرة الشامية لأحد المزارعين.
وطالب أهالى القرية بتدخل الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط لحل مشاكلات المصرف التى لم يسع لحلها أى مسئول من قبل.
من جانبه قال المهندس أحمد بصل وكيل وزارة الزراعة بدمياط، إن مشكلة التعديات على مصرف محب والسيالة بإلقاء الصرف الصناعى تخص إدارة شئون البيئة بالمحافظة وأن دور المديرية هو تقديم كل الخدمات الإرشادية للمزارعين والتصدى لأى تعديات على الأراضى الزراعية .
من جانبها قالت مها فايد مدير إدارة البيئة بدمياط إنها ستشكل فورا لجنة فوراً لمعاينة معمل الألبان والتأكد من تصاريح مزاولة النشاط وكيفية التخلص من الصرف الصناعى الناتج عن صناعة منتجات الألبان، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية فورا من أجل التصدى للاعتداء على المصارف الزراعية .
وقالت المهندسة صفاء الدسوقى، وكيل وزارة الرى بدمياط، إن مصرف محب والسيالة هو مصرف خاص وليس مصرف عمومى ويتبع المحافظة والجمعيات الزراعية وهم المسئولين عن تطهيره.
وتابعت: "فى حالة وصول أى شكوى مكتوبة للرى سنقوم بفحصها وتشكيل لجنة لمعاينة التعديات على المصرف طبقا للقانون رقم 48 والخاص بالتلوث"، مضيفة سبق وقامت مديرية الرى بدمياط بالمشاركة فى حملة تطهير المصرف فى وقت سابق.
تلوث مياه مصرف محب والسيالة
ورد النيل يغطى المصرف
عزمى جبة
تلوث مياه المصرف
مزارع يتحسر على مياه الرى الملوثه
رى الارض بالمياه الملوثة
معمل البان يلقى بالصرف فى المصرف
معاناة المزارعين
بوار الاراضى
ماكينة رى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة