بعد انتقادات شرسة متبادلة بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، سعى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب إلى تهدئة التوتر مع أجهزة الاستخبارات فى الولايات المتحدة، بزيارته لمقر وكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" فى لانجلى بولاية فرجينيا، وتأكيده على دعمه للاستخبارات وعملها.
ترامب
ووسط هتافات وتصفيق حاد، قال ترامب فى كلمة ألقاها بمقر السى أى إيه، السبت، "لا يقدر على ما تقومون به سوى عدد قليل جدا جدا من الناس، وأريد منكم أن تعرفوا أننى أدعمكم جدا".
وتحمل أول زيارة يقوم بها ترامب لوكالة حكومية بعد توليه مهام عمله مباشرة دلالة مهمة، تشير إلى أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة لا يريد أن يبدأ عهده بصدام غير مسبوق مع أجهزة الاستخبارات، وذلك بعدما انتقدها بشدة عقب صدور تقرير استخباراتى خلصت فيها تلك الأجهزة إلى أن روسيا تدخلت فى سباق الرئاسة الأمريكية لعام الماضى لصالح ترامب على حساب منافسته هيلارى كلينتون. وزادت حدة الهجوم الذى وصل إلى حد تشبيه وكالات التجسس بألمانيا النازية بعدما نشر عن "ملف ترامب" الذى زعم أن روسيا حاولت جمع معلومات خاصة عن الرئيس الجديد لمساومته بها.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والـ CIA
وفى كلمته التى ألقاها أمام 400 من مسئولى السى أى إيه، نفى ترامب أنه دخل فى خلاف مع وكالات الاستخبارات، وقال إن الصحيح هو العكس تماما، وحمل الإعلام مسئولية خلق هذا الانطباع. واستغل الرئيس الأمريكى الفرصة ليجدد هجومه على الميديا ويصف الصحفيين بأنهم من بين أكثر الفئات قلة فى النزاهة على وجه الأرض.
لكن بعض المحللين يرون أن الأمر سيستغرق أكثر من زيارة سريعة لترامب قبل أن يتمكن من تحسين العلاقات مع مجتمع المخابرات الذى شوه ترامب صورته.
CIA
وعن رد فعل مجتمع الاستخبارات، قال نائب المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية مايكل موريل إن زيارة ترامب للمخابرات المركزية الأمريكية "بادرة مهمة وإيجابية." لكن لم يكن هذا رأى الجميع، فقد ذكرت شبكة "سى إن إن" أن جون برينان، المدير السابق للسى أى إيه، شعر بحزن وغضب شديدين من ترامب بعدما وقف الرئيس الجديد وهو يخاطب موظفى الوكالة، بحسب ما قال نائب رئيس هيئة موظفى برينان.
وأوضح أن سبب الغضب هو أن ترامب الذى وثق أمام نصب يخلد ذكرى 117 من ضباط السى أى إيه قتلوا أثناء أداء مهام عملهم ركز على حجم الحشود التى شاركت فى تنصيبه وظهوره على أغلفة المجلات وقوله إنه يخوض حربا مع الإعلام.
وكان ترامب، أصر على معاداة أجهزة الإستخبارات الأمريكية، فبعد يوم من اتهامها بالاستناد على معلومات كاذبة فيما يتعلق بتقريرها الذى يزعم تجسس روسيا عليه شخصيا وامتلاكها معلومات سرية محرجة عن حياته الشخصية، عاود اتهامها باتباع أساليب النازية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة