ذكرت دراسة إسرائيلية حديثة لمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى "INSS"، أعدها الباحث سيما شاين، أن البرنامج النووى الإيرانى ليس مشكلة تل أبيب الرئيسية مع طهران، ولكن التواجد الإيرانى بالأراضى السورية هو الخطر الأكبر بالنسبة لها.
وأضافت الدراسة، التى نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أنه فى هذه الأيام تمر سنة على توقيع الاتفاق النووى بين إيران والدول الغربية، وفى هذه المرحلة تشير تقارير المراقبة التى أعدتها الوكالة الدولية للطاقة النووية إلى التزام إيران بتعهداتها.
البرنامج النووى
ولفتت الدراسة إلى أن إسرائيل تملك مصلحة واضحة بأن تواصل إيران الالتزام بالاتفاق الذى أوقف تطور المشروع النووى لأكثر من 10 سنوات، ومع ذلك تتحفظ إسرائيل من جوانب معينة فى الاتفاق، وتقلق بشكل خاص من مسألتين رئيسيتين، وهما استمرار نشاطات دراسة وتطوير أجهزة الطرد المركزى المتقدمة، والشرعية التى حصلت عليها ايران لتطوير مشروع تخصيب واسع بعد انتهاء الاتفاق.
وأوضحت الدراسة الأمنية الإسرائيلية أن هاتين المسألتين يجب على إسرائيل التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الجديدة فى البيت الأبيض، حتى وإن لم تكون عاجلة الآن.
تواجد إيران فى سوريا
وأكدت الدراسة أن المسألة ثقيلة الوزن والملحة بشكل أكبر فى السياق الإيرانى بالنسبة لتل أبيب، هى الوجود المكثف لإيران وحزب الله فى سوريا، حيث إن هذه المسألة يتم عرضها من قبل جهات رفيعة فى السلطة الإيرانية، بما فى ذلك الزعيم الروحى على خامنئى، كمصلحة أمنية عليا، بل إن على أكبر ولاياتى، المستشار السياسى الرفيع لخامنئى، أوضح مؤخرا أن إيران وحزب الله لن يغادرا سوريا فى المستقبل، وحدد رئيس الأركان الإيرانى بأن بلاده قد تقيم هناك قاعدة بحرية.
وشددت الدراسة أن الوجود الإيرانى فى سوريا، خاصة فى الجنوب، أمام هضبة الجولان، له معان خطيرة على أمن إسرائيل، فمثل هذا التطور سيخلق جبهة أخرى تضاف إلى تلك القائمة فى لبنان، حيث وجود حزب الله التابع لها، وهو ما قد سيغير السيناريو الإسرائيلى بشأن طابع المواجهة المستقبلية المحتملة على هذه الجبهة.
خروج القوات الأجنبية
وقالت الدراسة الإسرائيلية إن هذه مسألة مركزية، يجب أن تقف فى مقدمة جدول الأعمال الإسرائيلى مقابل الإدارة الأمريكية الجديدة، فمطلب إسرائيل بأن يتضمن كل اتفاق مستقبلى يتعلق بسوريا، إخراج كل القوات الأجنبية، هو مطلب شرعى وحيوى لأمنها، ويجب المطالبة به من الروس ومن الإدارة الأمريكية التى تصرح بأنها ترغب بالتعاون مع روسيا.
وأوضحت الدراسة أن هذه المهمة ليست سهلة، لأنه سيكون على إسرائيل الأخذ فى الاعتبار بأن روسيا وإيران تحافظان على تعاون عسكرى يعتبر سابقة فريدة من نوعها فى سوريا، بل بدأت روسيا فى تزويد إيران بمنظومات الدفاع الجوى "S – 300"، وهو ما تعارضه إسرائيل منذ سنوات، وستطمح إلى شمل المصالح الإيرانية فى كل اتفاق فى سوريا، بالإضافة إلى أن إيران ضالعة فى الحرب ضد تنظيم "داعش" فى العراق، الأمر الذى يضعها فى ذات المصلحة مع الولايات المتحدة.
ترامب وإيران
وقالت الدراسة: إنه فى هذه الظروف سيحدث صدام بين رغبة إدارة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بالعمل ضد إيران وتقليص تأثيرها الإقليمى، وبين الفائدة التى تجنيها من الدور الملموس الذى تقوم به على الجبهتين السورية والعراقية، وذلك بالإضافة لرغبتها فى توثيق العلاقات مع روسيا التى تزايد التزامها إزاء إيران فى السنة الأخيرة، من حيث العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وسيكون علاج هذه المسألة معقدا".
ولفتت الدراسة إلى أن كل الإشارات التى أطلقها الرئيس الأمريكى الجديد حتى الآن تشير إلى مواقف إيجابية بشأن إسرائيل وجدولها السياسى، وتبرز بشكل خاص تصريحات الرئيس وكبار المسئولين الأمنيين لديه ضد إيران، وهى مسألة مطروحة فى مقدمة جدول الأعمال الأمنى الإسرائيلى منذ سنوات.