انطلق اليوم الاثنين، اجتماع "أستانة" الذى تستضيفه كازاخستان، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار فى الأراضى السورية، عقب نجاح الهدنة الموقعة بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية نهاية ديمسبر الماضى، وتمت برعاية روسية تركية، ورغم وجود بعض الخروقات فى الهدنة إلا أنها تبقى صامدة أمام محاولات دفعها نحو الانهيار.
ووفقًا للاتفاق الموقع نهاية ديسمبر الماضى، فإن الأطراف الموقعة على الهدنة، ملزمة بالمشاركة فى مفاوضات "أستانة" لبحث سبل وقف إطلاق النار، والدفع نحو الحل السياسى للأزمة دون الحل العسكرى، ومن المقرر أن تعقد الوفود المشاركة، من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، اجتماعات منفصلة مع الوفد الأممى المشارك فى المباحثات، برئاسة مبعوث الأمم المتحدة لسوريا "ستيفان دى مستورا".
مراقبون: جلوس الفصائل المقاتلة على طاولة المفاوضات دفعة إيجابية للحل السياسى
يرى مراقبون، أن جلوس الفصائل المقاتلة على طاولة التفاوض فى "أستانة" نقطة إيجابية للدفع نحو الحل السياسى للأزمة المتفاقمة فى البلاد، إضافة لإمكانية إقرار بنود جديدة فى الهدنة، تشمل إدخال المساعدات الإنسانية ونقل المدنيين من مناطق الصراع إلى أماكن آمنة، وهو ما لم يتم التطرق إليه فى اجتماعات "أستانة".
مستشار الجيش الحر: لم تُطرح أى أفكار بالاجتماع سوى وقف إطلاق النار
فيما أكد المستشار القانونى للجيش السورى الحر، أسامة أبو زيد، أنه جرى الحديث عن تثبيت وقف إطلاق النار، خلال الجلسة الأولى لاجتماع "أستانة" المنعقدة الآن فى العاصمة الكازاخية، موضّحا أنه لم يطرح أيّة أفكار أخرى خلال الاجتماعات سوى تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال "أبو زيد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الاثنين، إن وفد المعارضة سيبدأ أول اجتماعاته مع وفد الأمم المتحدة بعد قليل، لإجراء مشاورات حول تثبيت وقف إطلاق النار فى البلاد.
وفى سياق متصل، ترددت أنباء حول نية الأطراف الضامنة لاجتماع مباشر بين وفد المعارضة السورية والحكومة، إلا أن المستشار القانونى للجيش السورى الحر نفى وجود أى اتفاق لعقد لقاءات مباشرة مع وفد "النظام السورى"، متابعًا: "الضامنون للاتفاق، اتفقوا أن تكون المفاوضات غير مباشرة، ولا توجد أى لقاءات مباشرة".
اجتماع "أستانة" ينطلق فى ظل غياب عربى.. ومصر تسعى لصياغة رؤية موحدة
كان الاجتماع قد شهد فى جلسته الأولى، وخلال كلمة الدكتور بشار الجعفرى، رئيس وفد الدولة السورية، توجيه "الجعفرى" التحية للدولة المضيفة، والدول الراعية للاتفاق وجهود حل الأزمة السورية القائمة، بينما تجاهل تركيا، ويُذكر أن اجتماع "أستانة" يعقد فى ظل غياب عربى كامل عن المحادثات الجارية لحل أزمة دول عربية مهمة، وهو ما يضع علامات استفهام حول موقف الدول العربية ممّا يجرى فى سوريا، وعدم وجود رؤية عربية مشتركة وموحدة لإيجاد حل سياسى للأزمة، وتكشف مواقف عدد من دول العربية، لا سيما دول الخليج، وجود تباين فى الرؤى العربية لحل الأزمة السورية.
ويرى مراقبون، أن عدم مشاركة مصر فى الاجتماع، رغم حديث وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" عن دعوتها، تعود لأن الاجتماع يجرى بين فصائل مقاتلة وليست شريكا أساسيا فى الحل السياسى، إضافة للضمانات التركية والإيرانية التى تشارك فى الاجتماع، خلافًا لمشاركة روسيا التى تعارض عدّة دول عربية موقفها من سوريا، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجى، ورغبة مصر فى محاولة لم الشمل العربى حول رؤية سياسية موحدة، تقودها القاهرة، لإنقاذ دمشق، وعدم التحرك دون تنسيق كامل مع الدول العربية الفاعلة فى سوريا.
إيران: علينا ضمان وحدة سوريا واستقلالها.. ومن حق الشعب تقرير مستقبله بنفسه
وعلى صعيد رؤية الوفود المشاركة، انحازت رؤى أمريكا وروسيا إلى الحل السياسى، بينما أكد رئيس وفد موسكو تشديد بلاده على صيانة وحدة سوريا، وضمان عدم تحولها إلى دولة عقائدية، بينما قال رئيس الوفد الإيرانى، حسين جابرى أنصارى: "علينا الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها، ومن حق الشعب السورى أن يقرر مستقبله بنفسه".