دعا المهندس طارق النبراوى ، نقيب المهندسين ، خبراء الجيولوجيا والمياه في مصر إلى بدء دراسة دقيقة ومستفيضة حول إمكانية استفادة مصر من مياه نهر الكونغو، خاصة أن مشكلة نقص المياه واحدة من الأزمات الخطيرة التى تواجه مصر، مشيرا إلى وجود مشاكل سياسية بين بعض دول حوض النيل حاليا، بالرغم مما تشهده أفريقيا حاليا من طفرة علمية هائلة، والتى ستغير وجه الحياة فى القارة السمراء خلال 10 سنوات على الأكثر.
وأكد المهندس علاء عبد العال رئيس شعبة الهندسة المدنية، بنقابة المهندسين، فى بيان صحفى عقب فعاليات ندوة "زيادة نصيب مصر من مياه وسط أفريقيا "، أن مصر تعانى خللا كبيرا بين استهلاكها ومواردها المائية، مشيرا إلى أن حصة مصر السنوية من مياه النيل تبلغ 55,5 مليار متر مكعب يضاف إليها 1,5 مليار متر مكعب من المياه الجوفية وتستخدم 70% في الزراعة وحوالى 10% فى الاستخدامات المنزلية، وحوالى 20% فى الأغراض الصناعية.
وقال عبد العال ، إن أزمة المياه في مصر ترجع لعدة أسباب في مقدمتها ممارسات سيئة في استخدامات المياه المنزلية والزراعية، فضلا عن النمو السكاني بمعدلات مرتفعة جدا ، وزيادة التلوث البيئي عاما بعد آخر ".
وفى سياق متصل، أوضح المهندس عبد الرءوف فايد ، رئيس لجنة المياه بنقابة المهندسين، أن مصر تعاني عجزا كبيرا بين المتاح والمطلوب من المياه، حيث يصل نصيب المصرى من المياه حاليا يبلغ 630 متر مكعب سنويا، ومتوسط نصيب الفرد عالميا يبلغ 1000 متر مكعب، وهو ما يعني أن مصر دخلت حاليا خط الفقر المائى، مشيرا إلى أن الدراسات تؤكد أن نصيب المواطن المصري من المياه سيتراجع إلى 500 متر مكعب من المياه في عام 2025 وبالتالي ستزداد الأزمة تفاقما وهو ما يستدعى ضرورة مواجهتها بسرعة وبطرق غير تقليدية .
ومن جانبه، أكد الدكتور البهي عيسوى– خبير الجيولوجيا ورئيس هيئة المساحة الجيولوجية السابق، أن مصر يمكنها زيادة حصتها من المياه من خلال تنفيذ عدة مشروعات مائية على نهر الكونغو وفى حوض نهر النيل، قائلا" مياه نهر الكونغو تزيد عن مياه نهر النيل 5 مرات ويعيش عليها حوالي 32 مليون نسمة فقط يمثلون سكان دولتي الكونغو وكنشاسا ، ولهذا يقذف النهر مياه هائلة في المحيط الأطلنطي بلغت شدتها لدرجة أنها تندفع لمسافة 170 كيلو متر في مياه المحيط ".
وأضاف العيسوى:" رئيس الكونغو أبدي ترحيبا كبيرا بتزويد مصر بالمياه والأمر لا يحتاج سوى لإقامة عدة سدود على مجري نهر الكونغو لتغيير مجري النهر من الشرق إلى الغرب لتصبح في اتجاه الشمال ومنها إلى مصر ومثل هذه المشروعات ستحقق تنمية هائلة للكونغو والسودان وتحل أزمة المياه في دافور للأبد "، مشيرا إلى أن حوض نهر النيل يستقبل سنويا 1650 مليار متر مكعب سنويا من المياه، منها 550 مليار متر مكعب فقط يتم الاستفادة منه والباقي يضيع في البحر أو البخر أو المستنقعات ويمكن لمصر أن تقيم مشروعات عديدة في جنوب السودان وغيرها، وتوفر للقاهرة كميات هائلة من المياه.
ولفت إلى أن تنفيذ مشروع واحد في منطقة "جنجه" السودانية توفر مياه تكفى لزراعة 32 ألف كيلو متر مربع في السودان و12 ألف كيلو متر مربع في مصر، وهذا المشروع عبارة عن تغيير مجري النهر لمسافة 20 كيلو متر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة