قالت صحيفة "ذا هيل"، الأمريكية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو بين أوائل زعماء العالم الذين هاتفهم الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، بعد تسلمه منصبه رسميا الجمعة الماضية.
وأضافت أن المكالمة التى أجراها ترامب مع الرئيس السيسى، أمس الاثنين، تأتى بعد محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ويدرس الرئيس الأمريكى خطوة نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وعلى الرغم من أن مثل هذه الخطوة سوف تنال رضاء واسع من الجماعات اليهودية الأمريكية، أشارت الصحيفة إلى أنها من المتوقع أن تثير غضب الحلفاء العرب للولايات المتحدة وبعض زعماء الشرق الأوسط. مضيفة أن الحكومة المصرية قد تستطيع التأثير على قرار ترامب فى هذا الصدد.
وبحسب شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، فإن الرئيسين المصرى والأمريكى ناقشا خلال مكالماتهما، العديد من المسائل المتعلقة بتعزيز العلاقات بين البلدين والأوضاع فى الشرق الأوسط، وأكد ترامب استعداده مواصلة تقديم المساعدات إلى مصر فى كافة المجالات.
وتابعت من جانبها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرارات الرئيس الأمريكى الجديد "دونالد ترامب" منذ تنصيبه، إذ كانت ضمن حزمة القرارات التى وقع عليها خلال الساعات الأولى له فى المنصب هو إعلان يوم التنصيب - الموافق 20 يناير- "يوم الإخلاص الوطنى"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وتم الإعلان عن اليوم أمس الاثنين، بحيث يقول القرار: "الآن، أنا دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بموجب السلطة المخولة لى بموجب الدستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن أن 20 يناير 2017، يوما للإخلاص الوطنى، من أجل تعزيز روابطنا مع بعضنا ومع بلدنا- وتجديد واجبات الحكومة تجاه الشعب".
وكان ترامب خلال خطاب تنصيبه قد أشار مرارا للوطنية باعتبارها الحل لرأب الانقسامات فى البلاد، إذ قال: "عندما تفتح قلبك للوطنية، ليس هناك مجال للتحيز".
وبينما يعنى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس اعتراف واشتطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، فإن شبكة "سى.إن.إن" الأمريكية، أشارت إلى أن القادة الفلسطينين يصرون على أن نقل السفارة سيكون انتهاكا للقانون الدولى، ولوحت منظمة التحرير الفلسطينية بأنها ربما تسحب اعترافها بدولة إسرائيل ومن ثم إلغاء كل الاتفاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما يعنى نكسة كبيرة لآمال السلام وعودة العنف إلى الشوارع مرة أخرى.
ولا توجد أى سفارة حاليا فى القدس، حيث توجد سفارات 86 بلدا حول العالم فى تل أبيب بإعتبارها عاصمة إسرائيل. غير أن قضية نقل سفارة واشنطن ليست من بنات أفكار ترامب، ففى عام 1995 أصدر الكونجرس قانونا يفرض على الحكومة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس، حيث قال المؤيدون إنه ينبغى على الولايات المتحددة إحترام خيار إسرائيل للقدس عاصمة لها والإعتراف بها على هذا النحو.
ومع ذلك لم يمتثل أيا من الرؤساء الأمريكيين، بيل كلينتون وجورج دبليو بوش أو باراك أوباما، للقرار، لاعتبارات تتعلق بمصالح الأمن القومى. وكل ستة أشهر، يستخدم الرئيس السلطة الرئاسية فى التحايل على خطوة نقل السفارة، وستكون المرة القادمة لمراجعة تنفيذ القرار فى مايو المقبل.
وبحسب "سى.إن.إن"، فإنه فى عام 1989، أجرت إسرائيل للولايات المتحدة قطعة أرض فى مدينة القدس لبناء سفارة جديدة، بتكلفة 1 دولار سنويا لمدة 99 سنة. غير أنه حتى يومنا هذا لم تنتفع واشنطن من الأرض ولا تزال فارغة. غير أنه توجد القنصلية الأمريكية فى القدس، لذا تتوقع المحطة الأمريكية فى حال قرار نقل السفارة فإنه إما أن يتم البناء على قطعة الأرض الفارغة أو تحويل قنصليتها إلى سفارة.