سوق السمك بمنطقة إمبابة من أشهر الأسواق بمحافظة الجيزة، الذى تتردد عليه الطبقات الاجتماعية من داخل المحافظة وخارجها لوجود سوق متكامل نظيف مؤهل لبيع أجود أنواع الأسماك وسمعته رنانة وذلك قبل تدهور حال السوق ووصوله لأسوأ الحالات.
فالسوق الذى كان " أشهر من نار على علم" لجميع سكان محافظة الجيزة، أصبح الآن مأوى للقمامة والصرف الصحى.. الإهمال ضرب كل جزء بالسوق والصرف الصحى أصبح السمة المميزة له.
الأهالى تلجأ للردش لردم المياه
يمكن من خلال رائحة السمك المميزة لمنطقة المنيرة الغربية بإمبابة أن تجتذبك للسوق الذى يقع أسفل شريط السكة الحديد المار فوق نفق المنيرة، وبطريق جانبى صغير تضع قدميك على أول طريق السوق، ستندهش من منظر صادم لم يرد بمخيلتك.. فبركة من الصرف الصحى ستكون باستقبالك قبل أن تدخل لأبواب السوق الرسمية.
رائحة الصرف الكريهة تصرف المواطنين عن الشراء
الرائحة كريهة تملأ المكان وتختلط برائحة السمك فلا تستطيع تميز رائحة السمك من الصرف الصحى، مما ينذر بكارثة ويهدد أصحاب محال بالفعل بالغلق وهجر أجزاء كبيرة من السوق.
الصرف الصحى يغرق المساكن المقابلة للسوق
بلوك يغرق بمياه الصرف أمام سوق السمك
الوضع لا يختلف كثيرا بالمساكن المقابلة للسوق، مياه الصرف الصحى الراكدة بجوارها لانخفاض مستوى الأرض جعلها مكانا ملائما جدا لوجود الحشرات والديدان التى أصحبت تشكل خطرا على صحة السكان.
الباعة: المحافظ زارنا من 3 شهور ووعدنا ومفيش تنفيذ
أوضح عم محمد صاحب محل صغير داخل سوق السمك بإمبابة، حجم المعاناة التى يعيش فيها يوميا العشرات من الباعة داخل السوق، لتدهور حال السوق تماما وعدم إجراء أى عمليات صيانة بها، بل الكارثة انهيار شبكة الصرف الصحى بالكامل وحدوث طفوحات يومية بالشارع وتضرر أصحاب المحال والسكان بالمنطقة.
وأشار أن المحافظ وعدهم خلال زيارته للسوق منذ 3 أشهر، بإعادة تأهيل كاملة وإصلاح شبكة الصرف ولكن حتى الآن لم يحدث أى شىء، ومستمرون بالعمل وسط مياه الصرف الصحى فى انتظار تحرك المسئولين، مشيرا إلى أن كل مطالبهم فى وجود مكان وسوق آدمى لهم يمكنهم من كسب قوت يومهم دون معاناة ودخول وخروج المستهلك للسوق بسهولة لإتمام حركة البيع.
برك الصرف الصحى مأوى للحشرات والديدان
بلوك يغرق بمياه الصرف أمام سوق السمك
صورة لبالوعة مفتوحة بالسوق
مخلفات البناء لجأ الأهالى لها لردم المياه
مياه الصرف الصحى تغرق سوق السمك
باعة آخر: بندفع 600 جنيه شهريا ومفيش صيانة
واستكمل أبو عمار صاحب محل أيضا بالسوق، أننا أصحاب الباكيات بالسوق منذ عام 1988 وهو عمر السوق، ودفع الباعة الأصليون 3600 جنيه وقتها لبناء سوق حضارى لهم وضمان مكان لكسب الرزق بطرق قانونية، موضحا أن الحى وقتها أبلغنا بعدم وجود أى بائع حول السوق ولكن الوضع اختلف الآن بعد انهيار شبكة الصرف الصحى ، فقام البعض بتكوين سوق بالاتجاه الآخر من الشارع بمكان نظيف جذب "الزبون" له بسهولة وإحنا " اتوقف حالنا".
وأضاف"إحنا بندفع إيجارات 600 جنيه فى الشهر ده خلاف المياه والكهرباء والضرائب ومفيش حد بيسأل فينا.. المحافظ جه من 3 شهور وقعد معانا أكثر من ساعتين ووعدنا بحل كل مشاكلنا وهيبعت ناس تنضف وتدهن السوق وتصلح الصرف ولكن كله كلام ومشوفناش حاجة".
واستنكر هندى السيد صاحب باكية بوفيه داخل السوق من وجود مكان لتقديم المشروبات بجوار دورات مياه لا تصلح لأى استخدام، موضحا أن الرائحة لا يمكن أن يتخيلها أى مسئول سواء من القمامة أو الحمامات، مطالبا بنقل مكان البوفيه إلى أى مكان آخر قائلا" الناس بتقرف تطلب مشروبات منى لأن الريحة لا تطاق".
وتصادف مع وجود "اليوم السابع"، أحد العمال الذى يقوم أصحاب السوق والسكان بالاستعانة به بين الحين والآخر، لتسليك البالوعات لتسهيل الحركة بالشارع، موضحين أن الحى لا يقوم بدوره مطلقا من حيث توفير عمال متخصصين لتسليك تلك البالوعات بصورة دورية لضمان عدم حدوث أى انسداد.
وقام أحد الأهالى بالنزول سريعا للتحدث عن أزمة الصرف بالمكان، موضحا أن ابنته أصيبت بالقولون بسبب الرائحة الكريهة التى نستنشقها يوميا من مياه الصرف الراكدة منذ شهور، مؤكدا أن السبب فى ذلك الوضع بالوعة السوق التى تسد باستمرار ونحضر سباك يسلكها على حسابنا لكى نستطيع التحرك إلى منازلنا، مضيفا " بنتى بتقولى يا بابا نفسى أعيش فى شارع نظيف.
ومن جانبه أوضح منير أنور رئيس حى شمال الجيزة لليوم السابع، أنه تم الانتهاء من إعداد مقايسة كاملة للسوق وإرسالها لقطاع الصرف الصحى، لتحديد مبلغ التطوير، مشيرا أنه فور ورود رد الشركة سيتم التعاقد مع مقاول لبدء الأعمال بالسوق.
ومن جانبه أوضح نبيل صالح مساعد رئيس الحى ، لليوم السابع أنه تم توجيه سلسلة من حملات إزالة لرفع جزء من المخلفات التى قام الباعة بوضعها أمام السوق، واستمرار تلك الحملات بصورة أسبوعية لحل أزمتهم واحدة تلو الأخرى، مضيفا أنه تم الاتفاق مع الباعة فى حال حدوث طفح الاتصال بالحى وخلال 5 دقائق ستصل معدات لشفط المياه وتسليك البالوعات، لحين انتهاء المقايسة الخاصة بالسوق وعمل شبكة خرسانية جديدة تساهم فى حل أزمة الصرف داخل السوق.
وأوضح أيضا أن عدد من المساكن أمام السوق بها مواسير متهاكلة للصرف الصحى، وتم الانتهاء من المقايسات الخاصة بها لبدء تغيرها فى أسرع وقت، موجها حملة سريعة لرفع المخلفات من أمام السوق.
وأشار المهندس حنفى محمد حنف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، أنه لم يتم الانتهاء بعد من إعداد مقايسة السوق، وسيتم الانتهاء منها مطلع الأسبوع القادم.
بلوك يغرق بمياه الصرف أمام سوق السمك
