قررت دولة الكويت لعب دور الوسيط بين إيران ومجلس التعاون الخليجى، لخفض التوتر مع المملكة العربية السعودية، والتمهيد لحوار "خليجى- إيرانى"، وبدأ المبعوث الكويتى ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح زيارة إلى العاصمة الإيرانية اليوم، الأربعاء بعد أن تأجلت الزيارة مرات عديدة حسبما صرح المسئول الكويتى، وتستغرق الزيارة يوما واحدا، يقوم فيها بتسليم الرئيس الإيرانى حسن روحانى خطابا من أمير الكويت حسبما كشفت الخارجية الإيرانية.
واستهل المبعوث الكويتى لقاءاته بلقاء نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف فى طهران، تم التباحث فيها بشأن العلاقات الثنائية وأحدث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
جواد ظريف وخالد الصباح
ويرافق الصباح كل من سفير دولة الكويت لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجدى أحمد الظفيرى ومساعد وزير الخارجية لشئون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير أحمد ناصر المحمد الصباح وعدد من كبار المسئولين فى وزارة الخارجية.
الوفد المرافق للمبعوث الكويتى
وتعليقا على زيارة المبعوث الكويتى إلى طهران عبر محلل العلاقات الدولية متين مسلم فى مقاله بصحيفة اعتماد الإصلاحية، عن تفاؤله رغم التصريحات الأخيرة التى خرجت من المسئولين السعوديين حول طهران، وكشف عن أن مسئولين رفيعين أمنيين ودبلوماسيين داخل إيران رحبوا بشكل صريح بخفض التوتر وإقرار علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية.
بينما قال حسن لاسجردى خبير العلاقات الدولية فى تصريح خاص "لليوم السابع"، أن سفر وزير خارجية الكويت خطوة مناسب اتخذتها الدول العربية لتغيير الظروف الراهنة، مؤكدا على أنه ليست كافية للتغير ولابد أن تكتمل ببعض الخطوات الإيجابيه بين إيران والخليج.
وقال لاسجردى إن طهران وبعض دول الخليج لديها حوار وتبادلات تجارية، لكن من أجل تعزيز التعاون يجب أن يتشكل مناخا جديدا، وأكد المحلل الإيرانى على أن سفر وزير الخارجية الكويتى خطوة جيدة يجب أن تكتمل بإظهار البلدين للنوايا الحسنة، التى رأى أنها من الممكن أن تتركز على الملف السورى واليمن وموسم الحج والتعاون فى الأوبك وقضايا المنطقة الأخرى.
وحول الأرضية المشتركة التى من الممكن أن تبدأ منها إيران والدول العربية حوارها، قال لاسجردى إن الخبراء فى إيران يعتبرون أن أغلب الخلافات بين إيران والدول العربية وليدة الذاكرة التاريخية وفضلا عن انعدام الإرادة القوية للعمل على حل تلك المشكلات، والفهم الصحيح للتطورات الجديدة فى الميدان الإقليمى. مشيرا إلى أنه فى حال حلها فإن التعاون بين الطرفين سيكون فى المجال التجارى والمالى والطاقة، وستكون مثمرة فى مجال أمن الخليج أيضا.
وحول التحديات التى قد يواجهها هذا الحوار، قال لاسجردى إن التحديات التى يواجها هذا الحوار تكمن فى الذاكرة التاريخية والعقلية السلبية لدى الطرفين، مؤكدا على أن آثار التعاون البناء سيؤثر على هدوء واستقرار المنطقة.
وبشأن تطبيق نموذج لبنان فى سوريا واليمن بين إيران والسعودية، قال الخبير الإيرانى، إنه يمكن الاستفادة من تجربة السياسية الجيدة فى لبنان، لكن هناك اختلافات كثيرة بين تلك البلدان يجب أخذها فى الاعتبار.
من جانبه قال الخبير الإيرانى رضا حجت شمامى "لليوم السابع" إن طهران تمتلك مشتركات عديدة مع جيرانها فى الخليج، يمكن عن طريقها تقليل التوتر، مشيرا إلى وجود تحديات تواجه هذا الحوار وتمنع التقارب بين البلدين على المدى القصير تكمن فى المصالح والنفوذ.
وأضاف شمامى أنه من الطبيعى أن تختلف وجهات الرأى بين إيران وجيرانها فى الخليج وتخلق خلافات عميقة استمرارها لا يعود بالنفع على المنطقة، مشيرا إلى أن المستفيد الوحيد من تلك الخلافات هى إسرائيل، وقال ينبغى أن يحدث إجماع لخفض التوتر بين إيران والخليج.
وأضاف أن التطورات فى المنطقة خاصة فى ملف الأزمة السورية أقنعت الدول على الجلوس على طاولة المفاوضات، وفى الوقت الراهن تم إقناع مجلس التعاون الخليجى على أن يصل إلى تفاهم مع الإيرانيين.
المبعوث الكويتى يلتقى نظيره الإيرانى
ظريف يستقبل المبعوث الكويتى
مباحثات الوفد الكويتى والإيرانى
مباحثات إيرانية كويتية
وزير خارجية الكويت يلتفى نظيره الإيرانى بطهران