بعد خسارة الإصلاحيين من وفاة رفسنجانى.. هل يتدخل خاتمى لإنقاذ "روحانى" قبل سباق الرئاسة وصعود أسهم المحافظين.. تيار الاعتدال يبحث عن أب روحى جديد.. وتوقعات بخوض حفيد الخمينى انتخابات الخبراء مجددا

الخميس، 26 يناير 2017 07:00 ص
بعد خسارة الإصلاحيين من وفاة رفسنجانى.. هل يتدخل خاتمى لإنقاذ "روحانى" قبل سباق الرئاسة وصعود أسهم المحافظين.. تيار الاعتدال يبحث عن أب روحى جديد.. وتوقعات بخوض حفيد الخمينى انتخابات الخبراء مجددا الرئيس الإصلاحى الأسبق محمد خاتمى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال وفاة الرئيس الأسبق ورئيس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمى رفسنجانى، تلقى بظلالها على المشهد الإيرانى، وبعد مرور ما يقرب من شهر، بدأت تتجه أنظار التيار الإصلاحى والمعتدل الذى فقد أباه الروحى، إلى شخصيتين هما الرئيس الإصلاحى الأسبق محمد خاتمى وسيد حسن خمينى، حفيد الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية لإنقاذ ذلك التيار، ولشغل 3 أماكن شاغرة تبحث عن فارس جديد، أولها مقعده فى رئاسة تشخيص مصلحة النظام، وعضوية مجلس الخبراء، وأهمها هو مكانته المعنوية بين تيار الاعتدال والجبهة الإصلاحية على أعتاب انتخابات رئاسية سوف تجرى فى مايو المقبل.

 

وبرحيل ثعلب الاعتدال لم يتبقى من رموز الإصلاحيين القادرين على دعم روحانى إلا هاذين الشخصيتان، ويدور الحديث فى الداخل الإيرانى حول إمكانية خروج محمد خاتمى إلى الأضواء من جديد، بعد إقصاءه من الحياة السياسية، لكن فى ظل القيود المفروضة عليه وتحريم على الإعلام ذكر اسمه إلا رمزا، كل ما سيكون قادر على فعله هو بث خطاباته عبر مقاطع فيديو على موقعه الإلكترونى للعب نفس الدور الذى قام به فى 2013، فى دعوة الجماهير الإيرانية المنادية بالاعتدال للنزول والتصويت لرمز الاعتدال (روحانى).

 

مساندة خاتمى وحدها ستكون أمرا فى غاية الصعوبة، لكن لا شك أن الكوادر الإصلاحية والمعتدلة ستواصل مساندة روحانى، وقد يجد روحانى نفسه محاطا بالمساندة الشعبية التى كانت تدعم رفسنجانى، فمشهد وداع الجماهير الغفيرة لنعش رفسنجانى، ينبئ بالتفاف أنصار الرئيس الأسبق حوله روحانى فى الانتخابات المقبلة، خشية عودة التشدد مرة أخرى السنوات الأربعة القادمة.

 

مراقبون إيرانيون يرون أنه مثلما كانت وفاة رفسنجانى صدمة لروحانى، ستكون أيضا العامل الذى سيجبر أنصار الاصلاحات  التى شعرت بفقدان أب لها فى الشارع الإيرانى، على الالتفاف حول روحانى من جديد خلال الـ 4 شهر المقبلة، خاصة وأن رفسنجانى نفسه لم يفقد ثقته بروحانى على مدار السنوات الماضية وقال فى أخر مقابلة له "بفضل انتخابه (روحانى) تم وضع البلاد على سكة النهج السليم "يمكننى الآن أن أموت بسلام").

 

هل ينتقل دور رفسنجانى إلى روحانى ويخوض حفيد الخمينى انتخابات الخبراء مجددا؟

 

الجموع الغفيرة التى شيعت جنازة رفسنجانى، بحسب محللين إيرانيين، صدمت المتشددين الذين يعتقدون أن بموته سينفرط عقد تيار الاعتدال، ويختفى حراك الإصلاح من إيران، وبات الجدل الدائر اليوم هو لمن يذهب دور رفسنجانى، فى تحقيق التوازن بين التيارات السياسية، ومن يمتلك تلك الكاريزما ويجمع بين الصفات التى اتسم بها فى الميدان الإيرانى.

 

وفاة رفسنجانى حمّلت روحانى على كاهله دورا أكبر لملء فراغ رفسنجانى والخروج من عباءته لإحداث توازن بين الاعتدال والتشدد، رغم أن البعض يرى أن الرئيس الإيرانى لا يتمتع بكاريزما تؤهله من شغل مكانة رفسنجانى، لكنه أصبح وحيدا، وفى اختبار يتعين عليه انقاذ تيار الاعتدال والجبهة الإصلاحية.

 

والحديث أيضا بدأ يدور حول حفيد الخمينى، سيد حسن خمينى لإنقاذ جبهة الاعتدال، والذى تمكن من خلال حمله لإسم الخمينى أن يبقى فى المشهد السياسى من خلال تصريحات بين الحين والأخر حول أوضاع بلاده، وعدم الانحياز إلى تيار معين، ورغم اقصاءه من انتخابات مجلس الخبراء فى 2016، إلا أنه يتمتع بموقع اخر قلما نجده لدى آخرون على الساحة الإيرانية، فكونه حفيد الإمام الخمينى مؤسس الجمهورية الاسلامية منحه وأسرته حصانة تجعله بعيد عن سهام المتشددين ونيران التنافس بين التيارات، فلم يجرؤ أحدا على انتقاده بشكل علنى، وقد يجبره المشهد إلى التدخل ولعب دور التوازن بين الفريقين.

 

توقيت رحيل رفسنجانى، يضع الرئيس الإيرانى الذى يستعد لانتخابات رئاسية بعد 4 أشهر فى مأزق، إذ عليه فى الداخل أن يواجه بمفرده التيار المتشدد الذى كثف من الهجومه ضده، فضلا عن والوضع الاقتصادى الذى مازال متردى رغم توقيع الاتفاق النووى ورفع العقوبات، وانخفاض مساندة الظهير الشعبى له، وضعف فرصه للحصول على نفس الكثافة الصوتية التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة، فضلا عن مخاوف  المعسكر الإصلاحى من رفض مجلس صيانة الدستور أهلية روحانى ومنعه من خوض سباق الانتخابات.

 

مخاوف التيار الاصلاحى كبيرة وتحديات الرئيس المعتدل أكبر، ستتطلب منه التوقف والتفكير طويلا أمام خطواته المقبلة، لأن الأضواء أصبحت عليه للحصول على ولاية ثانية وانقاذ جبهة سياسية قاتلت بضراوة من أجل بقائها أمام اعضاء الجبهة المحافظة فى انتخابات تشريعية التى اجريت فى فبراير العام الماضى، ونجحت فى اقصاء رموز لها ثقلها فى التيار المحافظ مثل آية الله محمد يزدى وآية الله محمد تقى مصباح يزدى، لذا أصبح نزول حفيد الخمينى إلى سباق الخبراء اصبح مطلب اصلاحيا ويتوقع أن يدعمه قسما كبيرا من التيار الأصولى ايضاً، ووفقا لمحمد رضا خاتمى نائب اصلاحى سابق بالبرلمان، "إذا رغب حسن الخمينى فى خوض الانتخابات فلن يسانده الاصلاحيين فحسب بل قسم كبير من التيار الأصولى المعتدل أيضا".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة