صمتت جماعة الإخوان، عن تصريحات السفير التركى فى إسرائيل الذى لم يرفض نية الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وزعم أنها لن تؤثر على السلام فى المنطقة، حيث لم تعلق الجماعة سواء عبر مواقعها الإلكترونية، أو من خلال قنواتها فى الخارج على هذه التصريحات.
التنظيم الذى انشغل بتصفية خلافاته الداخلية بين قياداته، لم يصدر أى تصريح سواء من متحديثه الإعلاميين، أو من خلال قيادات بالجماعة سواء عبر صفحتها على "فيس بوك" أو تصريحات على القنوات التى تبث من اسطنبول، فى الوقت الذى ركزت فيه بيانات الجماعة وقياداتها فى الخارج على التحريض ضد مصر بعد فشل فاعلياتها فى ذكرى ثورة 25 يناير.
وكان آخر بيان لتحالف دعم الإخوان، منذ قليل، حرض فيه أنصار الجماعة على التصعيد ضد مصر، بينما تجاهل تمامًا التصريحات التركية تجاه نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وتفسيرًا لهذا الموقف، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ارتهان كيان لأى قوى خارجية يضعف موقفه تمامًا حيال قضايا وملفات الساحة السياسية، ويدفعه لتقديم الكثير من التنازلات للحفاظ على دعم تلك الدولة له، وهذا ما يحدث بشأن علاقة الاخوان بتركيا، تمامًا مثلما يحدث بشأن علاقة حماس وفصائل فلسطينية أخرى بإيران.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تركيا عضو بالناتو، وهو نادى الخدمات الإسرائيلية، أى يقدم مصالح إسرائيل على أى اعتبار آخر، وهناك شراكة وتعاون استراتيجى تركى إسرائيلى، وما كانت بعض تصريحات ومواقف أردوغان الدعائية إلا من قبيل ما كان يفعله خامنئى ونصرالله برفع شعارات دعائية ضد إسرائيل وأمريكا، وهم فى حقيقة الأمر يقدمون خدمات جليلة لهما فى مواجهة المصالح العربية والأمن القومى العربى.
وفى السياق ذاته، أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن التنظيم لديه مصالح كبيرة مع تركيا، وبالتالى يصمت عن أى تخاذل تركى تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها التقارب التركى الإسرائيلى وعودة التطبيع بشكل كامل بينهما.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة لم تتحدث عن ظهور رجب طيب أردوغان على التلفزيون الإسرائيلى، وكذلك مدحه لتل أبيب، بينما توجه سهامها تجاه مصر فقط، لتنفيذ مؤامرات خارجية، موضحًا أن الجماعة تتبع مصلحتها فقط حتى لو كان على حساب المنطقة.
من جانبه، هاجم الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واعتبر ترحيب بلاده بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس خيانة جديدة من جانب الرئيس التركى للقضية الفلسطينية.
وقال عبد الحميد فى تصريحات لـ"اليوم السابع" : " خيانة جديدة لأردوغان فى حق القضية الفلسطينية، فتركيا هى الدولة الإسلامية الوحيدة التى لا تُمانع فى نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، وهى بذلك تخذل القضية الفلسطينية، وتخالف إدعاءها أنها تحمل الخير لفلسطين.
وتابع قائلًا : "موافقة تركيا على نقل السفارة للقدس فيها استفزازًا لمشاعر المسلمين فى العالم كله، وتغيير للحقائق التاريخية، واستسلام للاحتلال الإسرائيلى".
ويذكر أن السفير التركى لدى إسرائيل، كمال واكيم، علق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قائًلا : "يمكننا فقط أن نأمل فى أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذى كشف الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، لن يضر باحتمالات السلام".
وأضاف السفير التركى فى مقابلة مع i24NEWS، ونشره موقع القناة على الإنترنت : "الأمر متروك لهم لإجراء حساباتهم.. آمل أن يتمكنوا من تقييم المخاطر جيدًا".