أثارت قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن منع دخول مواطنى إيران و6 دول عربية لأمريكا لمدة 90 يوما، بجانب عدم السماح بدخول اللاجئين السوريين لمدة 120 يوما، ردود فعل غاضبة فى الأوساط الحقوقية.
وقال حقوقيون، إن قرارات ترامب الأخيرة، تُعد انتهاكا للدستور الأمريكى الذى يحظر التمييز على أساس الدين، ويستهدف أشخاصا على أساس دينهم وأصلهم وليس على أساس سجلهم الإجرامى أو شخصيتهم، مشيرين إلى أنهم سيلجئون إلى القضاء لمحاربة هذا القرار.
وجاء هذا القرار تحت عنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة"، إذ أنه كان متوقعا صدوره منذ مساء الأربعاء حين نشرت صحيفة واشنطن بوست نسخة منه.
دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الإرهابيين الأجانب
وينص هذا القرار المثير للجدل، على أنه اعتبارا من تاريخ توقيعه يمنع لمدة ثلاثة أشهر من دخول الولايات المتحدة رعايا الدول السبع الأتية: (العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن)، على أن يستثنى من بين هؤلاء حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية الذين يعملون لدى مؤسسات دولية.
كذلك فإن القرار التنفيذى يوقف لمدة 120 يوما العمل بالبرنامج الفيدرالى لاستضافة وإعادة توطين اللاجئين الآتين من دول تشهد حروبا، أيا تكن جنسية هؤلاء اللاجئين. وهذا البرنامج الإنسانى الطموح بدأ العمل به فى 1980 ولم يجمد تطبيقه إلا مرة واحدة لمدة 3 أشهر بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
أما فى خص اللاجئين السوريين فيفرض القرار التنفيذى حظرا على دخولهم إلى الولايات المتحدة، أو إلى أن يقرر الرئيس نفسه أن هؤلاء اللاجئين ما عادوا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة.
فى إطار ذلك، قال ترامب خلال حفل أقيم فى البنتاجون بمناسبة تولى وزير الدفاع الجديد الجنرال المتقاعد جميس ماتيس، مهام منصبه:"لقد فرضت إجراءات رقابة جديدة من أجل إبقاء الإرهابيين المتشددين خارج الولايات المتحدة نحن لا نريدهم هنا".
وأكد ترامب أمام كبار الضباط أن هذا القرار التنفيذى "أمر ضخم"، مضيفا "نريد أن نكون متأكدين من أننا لا نسمح بأن تدخل بلادنا نفس التهديدات التى يحاربها جنودنا فى الخارج، لن ننسى أبدا دروس الحادى عشر من سبتمبر 2001"
واستنكرت بعض المنظمات الحقوقية، قرارات ترامب، حيث نددت المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان والعديد من خبراء مكافحة الإرهاب بالإجراءات التى تصنف ضحايا النزاعات فى الخانة نفسها مع المتطرفين الذين يهددونهم، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن انتونى روميرو المدير التنفيذى للاتحاد الأمريكى للحريات المدنية، قوله :" إن إجراءات التدقيق القصوى مجرد تعبير للتمييز ضد المسلمين، كما أن القرار الذى يحدد دولا إسلامية دون سواها إنما يشكل انتهاكا للدستور الأمريكى الذى يحظر التمييز على أساس الدين".
أما وكالة "رويترز"، فقد نقلت عن أحمد رحاب، مدير شيكاغو فى مجمع العلاقات الأمريكية الإسلامية، قوله :"إن مجموعتنا ستلجأ إلى القضاء لمحاربة القرار دون تهاون".
وأضاف :"القرار يستهدف أشخاصا على أساس دينهم وأصلهم وليس على أساس سجلهم الإجرامى أو شخصيتهم".
الرئيس الامريكى دونالد ترامب بعد توقيع عدد من القرارات
وأعربت ملالا يوسفزاى، الناشطة الباكستانية، وحائزة جائزة نوبل للسلام التى تعرضت لإطلاق نار من قبل حركة طالبان فى رأسها فى العام 2012 ، عن حزنها العميق بسبب قرارات ترامب الأخيرة.
وحثت ملالا ترامب على عدم التخلى عن "الأطفال والأسر الأكثر ضعفا فى العالم.
من جانبه، قال عبد أيوب، مدير الشؤون القانونية والسياسية للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، إن التأثير فورى مما تسبب فى فوضى للعرب الأمريكيين الذين ينتظرون أفراد عائلاتهم وهم فى طريقهم للزيارة بالفعل.
وأضاف أيوب، أن الأمر قد يؤثر على حاملى البطاقات الخضراء "الجرين كارد" والطلاب والأشخاص القادمين إلى الولايات المتحدة من أجل الرعاية الطبية وآخرين.
بدورها، قالت جين سميرز، من الخدمات الكنسية العالمية - وهى جماعة دينية بروتستانتية تعمل مع المهاجرين- إن الأمر يؤثر بالفعل على لاجئين وأسرهم.
وأضافت أنها تحدثت مع أم عراقية لا تزال ابنتاها التوأمتان فى العراق بسبب تأخير عملية الفحص. وقالت "لن تتمكن الابنتان وعمرهما 18 عاما من الانضمام إلى الأم فى الولايات المتحدة."
إلا أن الإجراء سيلقى تأييدا فى أوساط القاعدة القومية لترامب ولو أنه لم يتضمن حظرا على دخول كل المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهو ما كان هدد به ترامب خلال حملته الرئاسية.
فيما يدافع أنصار ترامب عن الإجراء بأنه ضرورى لمنع تغلغل مؤيدين لتنظيمى القاعدة أو داعش إلى الولايات المتحدة مستغلين برامج استقبال اللاجئين.
فى سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية التى سيتعين عليها تطبيق هذه الإجراءات مع وزارة الأمن الداخلى أنها مستعدة للقيام بذلك على الفور.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، :"سنعلن عن أى تغييرات تتعلق بالمسافرين إلى الولايات المتحدة بمجرد أن تتوفر المعلومات لذلك".
وتابع :"نحن نأخذ مسؤوليتنا لحماية الشعب الأمريكى على محمل الجد ولا نزال على التزامنا بمساعدة الأكثر ضعفا فى العالم".