رصدت عدسة "اليوم السابع" أحد مظاهر الإهمال الجسيم فى إحدى قرى الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، حيث تجاهلت الآثار الإسلامية والأجهزة التنفيذية المختصة بالمحافظة أحد المساجد الأثرية، التى يصل عمر إنشائها حوالى 640 عامًا، وهو مسجد عين الصغير بقرية الهنداو، والذى يضم مبنى من الطوب اللبن قائم على 8 أعمدة وسقفًا متهالكًا ومئذنة يصل ارتفاعها إلى حوالى 20 مترًا، حيث كان المؤذن يصعد من خلال سلم حلزونى إلى قمتها ويقف فى مكان مخصص له لرفع الآذان للصلاة، حيث ضرب الإهمال الجسيم هذا المسجد مع المدينة القديمة بأكملها دون تدخل من المسئولين بالمنطقة الأثرية لحمايته وترميمه باعتباره أحد المعالم الأثرية، والتى بسبب إدراجه كأثر فى تلك المنطقة، ما أدى لوقف كافة عمليات الإزالة والترميم والبناء للمنازل القديمة بتلك المنطقة، وتسبب فى تطور تلك المشكلات وتفاقمها لساكنى تلك المنطقة التى تحولت لعشوائية خطيرة.
وتظهر ملامح الإهمال فى هذا المسجد فى عدم صيانته أو ترميمه، على الرغم من كونه مفتوحًا أمام المصلين من المقيمين فى تلك القرية القديمة، التى ما زالت تعانى من آثار انهيار بركة الصرف الصحى، وهى الكارثة التى دمرت القرية عام 1998م وتسببت فى تهجير أهالى القرية إلى المنطقة الجديدة، وظلت تلك المبانى القديمة والتى تمثل القرية الأثرية تعانى من الإهمال لمنازلها، وعدم إعادة تخطيطها وإزالتها، لتتحول إلى قرية خالية لا يسكنها سوى الحيوانات والضوارى، ويظل هذا المسجد الأثرى شاهدًا على هذا التجاهل من المسئولين.
ويقول ربيع محمدين أحد سكان القرية القديمة، فى تصريح لـــ"اليوم السابع"، إن هذا المسجد يعرفه كل سكان المنطقة والذين تربوا على الذهاب للصلاة فيه سنوات عمرهم، حتى تم إهماله خلال السنوات الماضية بعد أن هجر أغلب أهالى المنطقة منازلهم، التى تهدمت بعد أن كان المصلون يقومون على نظافته وترميمه وتجديده حتى تم اعتماده أثريًا وفقًا لما أبلغونا به، وأنه لا يجوز لأحد المواطنين أن يقوم بالهدم أو البناء فى المنطقة دون الرجوع للمنطقة الأثرية، وهو ما أدى لإهماله وتركه دون رعاية حتى أوشك على الانهيار.
وأضاف محمدين، أنه لا يليق بهذا الصرح الأثرى القديم ومئذنته المتفردة - فهى أطول مئذنة فى المنطقة - أن يتم تجاهله بهذا الشكل دون رعاية أو تدخل لإنقاذه من الانهيار، وهو شأن عدد من المناطق الأثرية التى لا يتم الحفاظ عليها لأسباب قد لا نعرفها تتعلق بالموازنات أو الخطط، ولكن ما يهمنا فى المقام الأول هو إعادة النظر لتلك المنطقة، وبما فيها المسجد وإعادة ترميمه والحفاظ عليه بدلاً من تركه للحيوانات التى تحاصره وتنتهك طهارة أماكن الوضوء فى أوقات من الليل أو النهار.
وناشد محمدين، المختصين بالآثار والأوقاف بضرورة التحرك لبحث مدى أثرية هذا المسجد، وتوثيق تاريخ إنشائه وضمه فعليًا إلى المناطق الأثرية وليس بالقول فقط، ووضع لافتات تؤكد ذلك، وحماية المنطقة من عبث اللصوص والحيوانات الضالة، خاصة هذا المسجد الأثرى، والذى يحتل مكانة كبيرة فى قلوب سكان المنطقة القديمة.
الحمير والكلاب تحتل واجهة المسجد وتشرب من حوض الوضوء
تدنى حالة المسجد بصورة كبيرة
مسجد الهنداو القديم عمره 640 سنة وتم اهماله
مسجد عمره640 سنة وتعرض للاهمال الشديد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة