كل شىء فى طريقه للتغيير، حتى شباك تذاكر السينما.. هذا التغيير السينمائى فرضه فيلم "مولانا" بطولة النجم عمرو سعد، قصة وحوار الكاتب الكبير والروائى إبراهيم عيسى، سيناريو وإخراج مجدى أحمد على.. الفيلم منذ طرحه سينمائيًا مطلع يناير الجارى أثبت صحة النظرية التى تقول "لا شىء يبقى على حاله"، فالعمل صنع موسمًا جديدًا وساهم فى حراك كبير وتصدر إيرادت الموسم بـ11 مليون جنيه.
مولانا
الفيلم فى محتواه الدرامى والفنى ممتع وغير ممل ويدعو للتنوير، ونجح إبراهيم عيسى فى طرح قضايا مرهقة ومقلقة فى التاريخ الإسلامى، وانتصر فيها للإسلام الوسطى، وليس إسلام التسلف والتطرف، الكاتب برع فى خلق حالة اشتباك مع الزمان والمكان والوعى، ورسم صورة واقعية لرجال الدين المتطرفين والإرهابيين وكيفية إغواء المال والشهرة، بأسس ممنهجة قائمة على العقل، وظهر النجاح فى إثارة الفيلم الجدل والحراك فى الأوساط السياسية والدينية والفنية والإعلامية والاجتماعية.
أفيش مولانا
"مولانا" ليس مجرد فيلم سينمائي بل سيمفونية متكاملة النغم، عبرت عن واقع مجتمعى نعيشه جميعًا، هذا الواقع يحتاج لـ"ألف مولانا" وليس مولانا واحدًا، نحن بصدد فيلم مختلف، عمل بكر وريادى وفريد من نوعه فهو أول فيلم يشتبك من الألف وإلياء مع تجربة الدين والسلطة بمصر، كذلك أول عمل يمس الظاهرة الموجودة فى الشارع المصرى وليس رجل الدين التقليدى، بعيدًا عن الفنانين الذين جسدوا شخصية الشيخ فى السينما.
عمرو ودرة فى الفيلم
مكسب "مولانا" ليس فقط فى خلق قواعد سينمائية جديدة وكسر التابوهات المكررة، لكن فى حالة الجدل المثار عربيًا الى الآن، والتى جعلتنا نفتخر بأن هناك فيلمًا مصريًا يثير كل هذا الحراك المجتمعى فى وقت عزفت فيه السينما عن تقديم معالجات وموضوعات ورؤى لقضايا حساسة.. الفيلم صّدر لنا إحساس بالحرية الكاملة والمطلقة، فصناعه أرادوا أن يكونوا أحرارًا منذ اللحظة الأولى.
ويحسب للنجم عمرو سعد تقمصه لشخصية مولانا "حاتم الشناوى" وإجادته لمفرداتها وحالتها النفسية، وقدرته على ضحك الجمهور وبكاءه والتصفيق له فى آن واحد فهذا هو النجاح.. وما زال الجمهور الكبير يخرج من السينما يتمنى أن يرى "مولانا" بيننا فى الواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة