مر ما يقرب من 19 عاما على نقل كوبرى أبو العلا القديم من موقعه الأصلى بالقرب من منطقة الإسعاف، إلى أسفل كوبرى الساحل بكورنيش النيل، بعد أن اعتمدت شركة المقاولون العرب نقله عام 1998 لإنشاء كوبرى 15 مايو محله بعد أن بدأ فى التهالك.
وتسببت رُفاة وبقايا الكوبرى الأثرى، الذى مر على إنشائه أكثر من 100 عام على يد المهندس الفرنسى الشهير "إيفل"، فى خلاف نشب منذ أكثر من 10 سنوات بين محافظة القاهرة ووزارة الرى، حول المكان الذى سيتم وضع الكوبرى فيه بكورنيش النيل، ليكون تحفة أثرية ومزارا سياحيا، بدلاً من تعرض الحديد الذى يفوح منه عبق التاريخ إلى السرقة بشكل يومى، بعد أن تركته محافظة القاهرة منذ سنوات دون حراسة.
توصلت أجهزة وقيادات محافظة القاهرة إلى حل منذ عدة سنوات، لترميم وإعادة إحياء الكوبرى من جديد، ووضعه بالقرب من كوبرى الساحل "مكانه الحالى"، كتحفة أثرية ومزارا سياحيا، ولكن وزارة الرى اعترضت على المكان الذى سيتم نقلها إليه بحجة أنه تعدى صارخ على ضفاف النيل، ورفض جهاز حماية النيل نهائياً البدء فى أعمال إصلاحه مرة أخرى.
وبعد مرور أكثر من 3 سنوات، عادت محافظة القاهرة من جديد للتأكيد على أهمية الحفاظ على الكوبرى التاريخى وحق المواطنين فى زيارته، ولحمايته من أيدى اللصوص التى تطاله بشكل مستمر منذ أن تم نقله أسفل كوبرى الساحل، حيث أعلن المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، خلال مؤتمر برئاسة الوزراء، عن اعداد ودراسة مشروع للبدء فى نقل بقايا الكوبرى إلى مكان وتحويله إلى مزار سياحى للقاصدين.
وكشف المهندس أشرف حلمى، مدير مديرية الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، عن أن محافظة القاهرة ستبدأ بالفعل فى إعداد الخطة اللازمة لإحياء الكوبرى من جديد، ولكن هذه المرة كمزار سياحى، وذلك بالتنسيق مع وزارات الآثار والسياحة والرى وجهاز "حماية النيل"، بعدما تم هدم أجزاء منه منذ عدة سنوات وسرقة بعض أجزء من الحديد الخاص به "باعتباره كان كوبرى مصنوع من الحديد الصلب"، ونقله إلى مكان آخر وتحويله إلى مشروع سياحى كبير.
وأضاف مدير مديرية الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن المشروع قيد الدراسة حتى الآن، ولم يتم تحديد مكان جديد لنقله، مؤكدا أن هناك خطة كاملة لتطوير عدد من الكبارى أبرزها كوبرى السيدة عائشة بحى الخليفة، حيث يتم عمل صيانة شاملة لباقى الكبارى بشكل دورى.
ومن جانبه أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، أنه سيتم الانتهاء من هذه الدراسة فى أقرب وقت لإتمام نقله إلى المكان الذى ستحدده اللجان الهندسية المختصة ليكون مكاناً أثرياً يقصده السائحين، مشيراً إلى أنه تم إنهاء كل الخلافات التى حدثت بين المحافظة ووزارة الرى خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بإبقاء الكوبرى بمكانه الحالى أسفل كوبرى الساحل، وتم الاستقرار على نقله إلى مكان آخر ولم يتم تحديد مكانه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة