مشكلات الإنجاب دائما ما تكون على عاتق الزوجة عن الزوج، ولكن فى حقيقة الأمر الرجل هو المسئول الأول عنها، ربما لثقافة مجتمعاتنا أننا نضع الأحمال على المرأة دائما أو لأنها من تحمل فنتخيل أنها السبب الرئيسى فى مشكلة تأخر الإنجاب، إلا أن عقم الرجال له العديد من الأسباب العضوية التى يمكن التعامل مع أكثرها، وكذلك هناك حالات تكون صعبة من جانب الزوجة أهمها الحمل بعد الخامسة والثلاثين أو إصابتها بأمراض تؤخر حملها وتعرضها لخطر الإجهاض، وهنا يقدم لنا الأطباء عرض كامل لأهم أسباب هذه المشكلة وطرق حلها.
مشكلة تأخر الإنجاب
فى هذا السياق، قال الدكتور ياسين الفقى، استشارى جراحة الذكورة والعقم والمسالك البولية، إن مشكلة تأخر الإنجاب فى تزايد يوما بعد يوم، ولكن طريقة التعامل معها غير صحيحة على الإطلاق، لأن المرأة دائما هى من تذهب للطبيب وتنفق الأسرة الكثير من الأموال فى إجراء التحاليل وزيارة أكثر من طبيب لمعرفة السبب، وفى الواقع قد يكون السبب فى الزوج فإن مشكلة تأخر الإنجاب يكون المسئول الأول فيها هو الرجل بنسبة تصل لـ 60%.
وأشار الفقى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى ضرورة اتباع طريقة صحيحة عند تأخر الإنجاب وهى اللجوء إلى تحليل السائل المنوى ومن ثم معرفة سبب تأخر الإنجاب ثم تقوم المرأة بزيارة الطبيب لمتابعة الحالة أيضا واكتشاف حقيقة المشكلة وسببها وما إذا كانت لسبب صحى لديها أو لدى زوجها أو لديهما هما الاثنين، مؤكدا أن ما يحدث مختلف كثيرا عن ذلك ففى مصر تتردد الزوجة على عيادات الأطباء لمدة 6 أشهر حتى يبدأ يقتنع الزوج بضرورة استشارة الطبيب بشأن قدرته على الإنجاب.
كما أوضح استشارى جراحة الذكورة، أن خطوة إجراء عملية الحقن المجهرى يجب ألا يتخذها الزوجان إلا بعد اكتشاف سبب عدم القدرة على الإنجاب وعلاجه، لأن ذلك سيوفر لهم فرصة دائمة للحمل الطبيعى من خلال حل المشكلة، بدلا من الاستسهال والخضوع لعملية الحقن المجهرى التى تمنحهم فرصة واحدة للحمل، مضيفا أن علاج السبب سيساعد أيضا فى نجاح عملية الحقن المجهرى فى حال كانت هى الخيار الوحيد.
أسباب إصابة الرجال بالعقم
فى هذا الصدد قال الدكتور محمد عباس، استشارى أمراض الذكورة والعقم بطب قصر العينى، إن أسباب العقم عند الرجال كثيرة ولكن الأهم بينها هو انعدام الحيوانات المنوية فى السائل المنوى، ويرجع ذلك لأسباب وظيفية وأخرى انسدادية، وتكون الأسباب الوظيفية فى عمل الخصية نفسها حيث تتصف بالضعف الشديد نسبة للإصابة بدوالى الخصية أو الخصية المعلقة.
خلافات زوجية
وأضاف استشارى أمراض الذكورة والعقم، أن الأسباب الانسدادية تكون نتيجة انسداد يعوق خروج الحيوانات المنوية ويرجع سببه إلى غياب القناة المنوية نسبة لعيب خلقى، وسواء كانت الأسباب وظيفية أو انسدادية، فيكون الحل فيها باستخدام الميكروسكوب الجراحى، ويحدث عادة فى معامل الإخصاب الصناعى، لأخذ عينة من الخصية وتشخيصها والبحث عن الحيوان المنوى.
وأكد عباس، أنه فى حال كان يعانى الشخص بسبب خلل فى وظيفة الخصية فسينتج عنه ضعف فى الحيوانات المنوية وبالتالى نسبة إيجاد حيوان منوى يكون 50% فقط، ولكن فى حال كان السبب انسدادى فيكون إيجاد الحيوان المنوى مضمون.
وأوضح عباس، أن المرحلة الثانية بعد إيجاد الحيوان المنوى تتمثل فى تجميده من قبل مركز الإخصاب الصناعى الذى قام بأخذ عينة الخصية، وذلك لحين استخدامها فى الحقن المجهرى لتسهيل عملية الإنجاب.
ولفت استشارى أمراض الذكورة إلى أن 10% فقط من الرجال يعانون من انعدام الحيوانات المنوية ومنهم 4% يمكن التعامل معهم وإيجاد حيوان منوى للإخصاب الصناعى ومن ثم الإنجاب.
حامل
6
حالات للحمل تهدد حياة الأم والجنينيوجد عدد من الحالات الطبية التى لا يتفق معها الحمل ويمثل خطورة على حياة الأم والجنين معا، والتى رصدت عدد منها معاهد الصحة القومية الأمريكية على موقعها الإلكترونى، فى 6 حالات صحية يجب عندها توخى الحذر ومعرفة المضاعفات قبل أخذ خطوة الحمل، وهى:
1- ارتفاع ضغط الدم: هذه المشكلة الصحية التى تعانى منها الزوجة قد تعود بآثار سلبية على صحتها وصحة الجنين فى حال أخذت خطوة الحمل والتى تتمثل فى إصابة الأم بمشكلات الكلى واحتمالية ولادة طفل قليل الوزن، ولكن فى حالة متابعة الطبيب قد تحصل على ولادة جيدة والحياة صحية مستقرة.
2- متلازمة تكيس المبايض: تواجه الزوجة مشكلة فى الإنجاب فى حال الإصابة بهذا المرض تتمثل فى القدرة على الحمل نفسه والاستمرار فى الحمل، فتتعرض الحامل إلى مستويات خطر عالية من الإجهاض، أو الولادة المبكرة.
3- السكر: يجب على المرأة التى تعانى من السكر أن تتحكم فى مستويات سكر الدم قبل الحمل، لأن مستوياته العالية تؤدى لولادة طفل بعيوب خلقية، لذلك يجب الحرص خاصة خلال الفترة الأولى من الحمل والترقب باستعداد كامل مع تناول 40 مليجراما من حمض الفوليك كل يوم.
4- أمراض الكلى: تعتبر أزمة جديدة أمام النساء لأنها تجعل من الحمل أمر صعب وإذا حملت الزوجة ستعانى بعد ذلك من خطر الإجهاض إذا لم تلتزم بتناول أدوية مناسبة ومدعمة لحملها وتغير من النظام الغذائى والعلاجى لها، وتتابع مع الطبيب.
5- أمراض المناعة الذاتية: تواجه السيدات مشكلات صحية أخرى تضمن الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة وتصلب الأنسجة المتعدد، لأنها تؤدى لارتفاع نسب حدوث مشكلات الحمل المختلفة، فعلى سبيل المثال تسبب الذئبة الولادة المبكرة وولادة جنين ميت.
6- الخصوبة: النساء الذين يأخذون أدوية لرفع فرص الحمل لديهم لمشاكل تخصهم فى الخصوبة يتعرضون لمضاعفات حمل أكثر من الذين يحملون طبيعيا، ومن بين هذه المشكلات الصحية مضاعفات على المشيمة والإصابة بالنزيف المهبلى.
الحمل
مشكلات الحمل بعد سن الـ35
تواجه الكثير من السيدات مشكلات فى الحمل خاصة عندما يكون بعد سن الخامسة والثلاثين، فكما جاء عن موقع "fitpregnancy" الطبى، أن الإحصائيات العالمية تثبت تعرض واحدة من كل 4 سيدات يحملوا فى سن ما بين 35 إلى 40 للإجهاض وحدوث مشكلات فى الكروموسومات.
وتتضمنت مشكلات الحمل لأول مرة بعد سن الخامسة والثلاثين، كما رصدها موقع "معاهد الصحة القومية" الأمريكى، ارتفاع نسب الخطر على الأم والجنين من عدة جوانب منها:
- تكون عادة عملية الولادة قيصرية، فيجب أن يتدخل الطبيب جراحيا لإخراج الطفل.
- مضاعفات خلال الولادة بما فيها نزيف أثناء إجراء العملية.
- الولادة الطبيعية تكون طويلة وتستمر لـ20 ساعة متواصلة.
- ولادة طفل بمشكلة جينية على سبيل المثال متلازمة داون.
أفضل سن للحمل
أما عن أفضل سن للحمل للوقاية من مخاطر ولادة طفل بعيوب وتشوهات خلقية أو تعرض الأم لمضاعفات خلال الحمل والولادة فيكون ما بين 20- 25، لأن الخصوبة تكون عالية، وخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو مرض سكر الحمل يكون قليلا، وكذلك سن من 26 إلى 34 يكون جيدا ولكن يبدأ خطر ولادة طفل ببعض العيوب كلما زاد العمر عن الثلاثين.
الحقن المجهرى هو الحل الأفضل
قال الدكتور محمد عباس، استشارى أمراض الذكورة والعقم بطب قصر العينى، إن عمليتى أطفال الأنابيب والحقن المجهرى هما وسائل للإخصاب الصناعى تساعد على الإنجاب، مؤكدا أن المرضى الذين يخضعون لعملية أطفال الأنابيب هم أنفسهم الذين يتمكنون من إجراء الحقن المجهرى فلا يختلفوا فى تخصيص أشخاص عن أشخاص، ولكن يكون الفرق الأساسى فى عملية الإخصاب الصناعى نفسها.
وأضاف عباس، أنه فى حال أطفال الأنابيب نضع كمية من بويضات الزوجة وكمية من الحيوانات المنوية للزوج معا فى أنبوب وننتظر حتى يتم الإخصاب الطبيعى، وعندما تتكون الأجنة نقوم بحقنها فى رحم المرأة، إنما فى حال الحقن المجهرى يتم اختيار حيوان منوى جيد وسليم وحقنه بداخل البويضة لذلك يكون نسبة نجاحه أعلى.
وأكد الدكتور ياسين الفقى، استشارى أمراض الذكورة والعقم، أن أسلوب أطفال الأنابيب قديما وقليل الاستخدام الآن، وتوجه الكثيرين إلى الحقن المجهرى الذى تصل نسب نجاحه إلى 28% وهى نسبة نجاح الولادة العادية، وهذه النسبة على مستوى العالم ولكن فى مصر نسبة لكوننا من أكثر دول العالم استخداما للحقن المجهرى ترتفع النسبة بين الحالات لمعدل من 35% إلى 40% نجاح، وهو ما يجعل الشخص يخضع للعملية لضمان النجاح خلال الحمل حتى الولادة.