نظمت الأمانة العامة للصحة النفسية بالتنسيق مع مستشفى العباسية أول عرض مسرحى من تمثيل المرضى وتأليف وإخراج الأطباء باسم "وشوش فشوش"، والذى اشترك فيه 9 من المرضى لتقديم قصة من واقع ما يواجهه المريض النفسي عند الانتهاء من كورس العلاج الخاص به، حيث لا يتقبله المجتمع أو الأهل خوفا من وصمة المرض النفسي، وهو ما يعود على المريض بصدمة وانتكاسة تفقده هويته.
وامتدت فعاليات المسرحية لمدة نصف ساعة من المشاهد المتلاحقة التى دارت حول بعض المرضى النفسيين الذين ينتهون من فترة علاجهم ويخرجون للعودة لحياتهم السابقة، ولكن لم يجدوها إنما يكون فى استقبالهم الإنكار من كل من حولهم من الأهل والأقارب خوفا من وصمة المجتمع لهم، وهو الأمر الذى يجعل المرضى يفقدون هويتهم وسط دوامة الأحداث ولا يتمكنون من الاندماج فى المجتمع فينتكسون مرة أخرى ويلجأون للطرق الغريبة، منها اللجوء للعرافيين والدجالين وغيرهم انتهاء بالطبيب النفسي، ويرمز المؤلف هنا الدكتور مصطفى محمد حبيب إلى فقدان الهوية بفقدان الوجه الذى يتعامل به الشخص المتعافى من المرض النفسى، ومن هنا يأتى اسم المسرحية "وشوش فشوش".
ويعد هذا العرض هو الأول من نوعه على مدار دورات معرض الكتاب والذى جاء ضمن حملة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان للتوعية بالمرض النفسى، تحت عنوان "آن الأوان.. نعرف أكتر عن المرض النفسي"، والتى بدأت مع أول يوم للمعرض وتستمر ليوم 10 فبراير، وتشمل على فعاليات أخرى تقدم يوميا مثل الاستشارات النفسية المجانية وتوزيع الكتيبات والمنشورات التوعوية للمرض النفسى وأهم أعراضه وطرق التعامل معه.
ولعل من أطرف الاستشارات التى قابلها الأطباء خلال الحملة من رواد المعرض هى سؤال أحدهم عن كيفية التعامل مع مشكلته مع حبيبته التى لا تريد التحدث معه، وشكوى آخر من تفكير السيدات الغريبة، وغيرهم سأل إذا ما كان ابنه يعانى من التوحد لأنه يجلس أمام شاشة التليفزيون كثيرا ويفضل أفلام الكرتون عن الحديث مع الأسرة.
ولفتت الأطباء بمستشفى العباسية إلى أن طرق تأهيل المرضى لا تقتصر على العروض الفنية، ولكن أيضا تشمل أنشطة أخرى كثيرة مثل الرسم والموسيقى والتريكو والكروشيه، وتمتد فترة التأهيل بحسب كل مريض ونوع مرضه فيختلف مريض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة