رحل عام 2016 بما شهد من أحداث عالمية هزت الاقتصاد العالمى من بينها الاستفتاء الذى انتهى بتأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وصعود المليادير الشعبوى المثير للجدل دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية وتذبذب أسعار النفط والأسواق الصينية ورفع الفائدة الأمريكية.
والآن تتجه الأنظار إلى العام الجديد وسط حالة شديدة من الترقب لتطورات الأحداث فى العديد من المناطق والأسواق الكبرى والتى تنعكس بدورها على اقتصادات على معظم بلدان العالم المتصل على نحو كبير.
ونشر تايلر كوين، الاقتصادى الأمريكى والكاتب وأستاذ بجامعة جورج ميسن العريقة، قائمة حدد فيها أهم الأحداث التى سيتابعها مراقبو الأسواق الناشئة فى 2017. ويستطيع المتأمل لتلك القائمة رسم صورة كاملة لأهم المؤثرات فى خريطة الاقتصاد العالمى خلال 2017.
وجاء على رأس القائمة التى أعدها "كوين" الانتخابات الرئاسية فى إيران والمقررة فى مايو المقبل، وهل سيتولى روحانى الرئيس الحالى الذى ينتمى إلى التيار الإصلاحى مدة ثانية أم سيصعد المتشددون مرة.
ونوه الكاتب إلى ضرورة مراقبة كيف ستتغلب نيجيريا على الركود الاقتصادى، لافتا إلى أنها البلد الوحيد فى جنوب الصحراء الكبرى الذى لديه المساحة والموهبة لتحقيق طفرة تجارية كبرى، متسائلا إلى أى مدى يمكن أن سهم تعافى أسعار النفط فى القضاء على نظام الصرف المدمر والقيود على رأس المال، وإنعاش الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق نمو اقتصادى بمعدل 4-6%، أم ستنغمس البلاد فى نمو بنسبة 1-2% وهو ما لا يعنى شيئا تقريبا فى ظل النمو السكانى المرتفع فى نيجيريا؟
وأوصى الاقتصادى الأمريكى أيضا بمراقبة استقرار الكونغو، لأن بقاء جوزيف كابيلا، الرئيس الحالى، بعد نهاية فترته الرئاسية الثانية قد يؤدى إلى تجدد الاضطرابات والصراع، منوها إلى أن الحرب العالمية الإفريقية التى انتهت فى العام 2003 لم تنته منذ أمد بعيد وليس من المستحيل تخيل استئنافها.
وشهدت الكونغو اتفاقا بين قوى الحكومة والمعارضة يقضى بإنهاء فترة حكم الرئيس الحالى سلميا، بعد 15 عاما فى حكم البلاد، لكن كابيلا لم يوقعه بعد. وأيد عدد من وزراء الحكومة الحالية للبلاد هذا الاتفاق الذى يقضى ببقاء الرئيس كابيلا فى منصبه حتى إجراء الانتخابات الرئاسية بنهاية 2017.
ووفقا لوثيقة الاتفاق، تتولى شخصية سياسية من المعارضة رئاسة الحكومة والمشاركة فى إدارة شؤون البلاد خلال تلك الفترة، وأن لا يترشح كابيلا لفترة رئاسة ثالثة. وتخشى المعارضة من إقدام كابيلا على تعديل الدستور الحالى الذى لا يسمح له بذلك، وفقا لموقع بى.بى.سى.
ودعا كوين أيضا إلى مراقبة الهند تحت حكم رئيس الوزراء الهندى، نارندرا مودى، الذى تتبنى حكومته استراتيجية لحظر تداول الأوراق المالية عالية القيمة والتحول إلى مجتمع دافع لضرائب الدخل، مؤكدا أن لديه الفضول لما ستئول إليه الأوضاع فى الهند.
ومن الأمور التى أوصى بمراقبتها معدل الخصوبة العالية فى إفريقيا، لافتا إلى أن معدلات الخصوبة شهدت تراجعا بوتيرة أسرع من التوقعات فى معظم أجزاء العالم الأخرى بما فى ذلك أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، متسائلا ما إذا كانت ستتراجع أيضا فى إفريقيا.
وجاء النمو الاقتصادى فى باكستان وبنجلاديش ضمن القائمة التى يتعين مراقبتها خلال 2017، ولفت إلى أن الأولى شهجت نموا بنسبة 4.7% العام الماضى فيما شهدت الثانية متوسط نمو بنسبة 6% خلال العقد الماضى، مؤكدا أنه فى حال استمرار تلك الأنباء السارة فإن العالم سيكون فى وضع أفضل بكثير.
ونصح كوين أيضا بمراقبة ما إذا كان الرئيس الصينى شى جين بينج سينقض الأعراف السياسية ويستمر فى السلطة أم لا، فمن المفترض أن تنتهى مدة ولايته فى 2022، لكنه أعطى إشارات أنه قد يحاول البقاء فى منصبه لفترة أطول من ذلك بكثير، وهو ما قد يخلق جولة جديدة من عدم الاستقرار السياسى، وربما جولة جديدة من الاستقرار، اعتمادا على طريقة النظر إلى الأمر.
هروب رؤوس الأموال الصينية وربط العملة أيضا من الأمور التى يجب متابعتها وفقا لقائمة كوين، الذى أشار إلى أن هروب رأس المال مستمر فى الزيادة وذلك باستخدام كل تقنية عرفتها البشرية بما فى ذلك بيتكوين "Bitcoin"- وهى عملة الكترونية مشفرة تتداول عبر الانترنت فقط ويمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو- أو الشراء الإلكترونى لرموز القمار السنغافورية.
وتابع: الحكومة (الصينية) تصف التقارير التى تتحدث عن وصول سعر صرف الدولار إلى 7 يوان بأنها هراء، ولذلك يجب أن تكون على حق، وتساءل متى ستكون المفاجأة وعندما ستحدث، هل ستكون حدثا غير مهم أم صفقة كبيرة؟
وضمت القائمة المؤسسات الأمريكية وهل سيستمر الكونجرس والمحاكم فى تأمين سيادة القانون فى البلاد، ومراقبة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وأحوال الطبقة الوسطى فى أمريكا اللاتينية، حيث نجحت بعض الاقتصادات اللاتينية فى بناء طبقة متوسطة معقولة الحجم لكن أسعار السلع ليست فى صالح تلك الاقتصادات، وتوقع أن تتمكن تلك الطبقات من دفع بلادها إلى سياسات وأنظمة تعليمية أفضل ولكن ببطء.
وأشار كوين أيضا إلى عدد من القضايا "المسكوت عنها" ومنها التوترات بين روسيا وإسرائيل حول السيطرة على المجال الجوى فى الشرق الأوسط، والتعافى الاقتصادى والمؤسسى لأوكرانيا، والفشل المحتمل لعملية الإصلاح فى السعودية، وصعود شعبوى مثل ترامب فى المكسيك، وتغير المناخ، والأجزاء المدمرة فى الشرق الأوسط جنبا إلى جنب مع الانهيار المتواصل فى اليمن وإمدادات المياه أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة