قبل أقل من أربعة شهور على الانتخابات الرئاسية لفرنسا، سلطت قناة "فرانس 24" الضوء على الخطوط العريضة لبرنامج المرشح اليسارى الفرنسى للرئاسة بنوا هامون، والذى يعتمد فى المقام الأول "اختراع مجتمع جديد لا تكون فيه السعادة مرتبطة بالعمل فقط".
والقرار الأول الذى ينوى بنوا هامون اتخاذه فى حال تولى منصب رئيس الجمهورية، هو إلغاء قانون العمل لأن فى اعتقاده هذا القانون تم إنشائه فقط للناس الذين يشعرون بالسعادة عندما يذهبون إلى أماكن عملهم فى الصباح، وانتقد هامون فى كلمة أمام انصاره أمس الجمعة، قانون العمل الجديد الذى مررته حكومة مانويل فالس لأنه "يحث العمال على العمل أكثر براتب أقل" فيما أضاف: "أن تقليص الرواتب لا يعنى بالضرورة خلق فرص عمل جديدة".
ويقترح بنوا هامون فرض راتب عام بقيمة 750 يورو فى الشهر كحد أدنى لكل الفرنسيين البالغين سواء كانوا يعملون أم لا، وهذا الراتب يمنح الحرية لكل شخص يريد أن يعمل أقل أن يقوم بذلك لكن دون أن يتقلص دخله الشهرى، وقال هامون فى هذا الشأن: "الراتب العام هو أحسن وسيلة لإعادة توزيع الأموال على الفرنسيين بشكل عادل، أما لتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع ثم تمويلها، يجب رفع قيمة الضرائب المدفوعة على الذين يتقاضون أجورا عالية".
ودعا بنوا هامون إلى ضرورة تقليص ساعات العمل التى تفرضها الثورة الرقمية حسب تعبيره، موضحا أن نسبة "الوظائف التى يمكن أن يخلقها الاقتصاد العالمى ستتراجع كثيرا فى المستقبل، لذا يجب تقاسمها بشكل عادل مع الآخرين"، وأكمل "نظامنا التنموى أصبح لا يواكب التحديات والتطورات الجديدة، بالتالى يجب أن نغير طريقة عملنا ونخفض ساعات العمل للقضاء على البطالة من جهة ولتمكين العمال بالعيش فى جو تغمره السعادة من جهة أخرى".
وخلال كلمته أمام انصاره، يريد بنوا هامون أن تتصرف فرنسا "بإنسانية" أكثر تجاه اللاجئين مع رفع قيمة المساعدات المالية التى تقدمها لهم، فضلا عن إعطاء تأشيرات لأسباب إنسانية مع حق العمل، موضحاً، "فرنسا استقبلت 0.12 بالمئة من اللاجئين مقارنة بعدد سكان فرنسا، أى أقل من المعدل الأوروبى الذى يقدر بـ 0.20 بالمئة"، واكد نيته فى رفع نسبة المساهمة المالية التى تقدمها فرنسا لصندوق الغذاء العالمى وإلغاء اتفاقيات دبلن التى تفرض على اليونان وإيطاليا تحمل عبء استقبال اللاجئين بمفردها.
واقترح أيضاً بنوا هامون تشريع تناول القنب الهندى فى فرنسا والسماح للدولة بتوزيعه بهدف "تجفيف منابع العنف والاقتصاد الخفى". ومن منظور المرشح اليسارى بنوا هامون، أن مؤسسات الدولة الفرنسية والجمهورية الخامسة لم تعد تواكب الحداثة، لذا يريد تغييرها عبر المرور إلى جمهورية سادسة تعطى أهمية أكبر للبرلمان وتنهى نظام "الجمهورية الملكية" والامتيازات الكبيرة التى يحظى بها رئيس الجمهورية، واقترح الوزير السابق أيضا ولاية رئاسية واحدة فقط مدتها 7 سنوات والأخذ فى الحسبان ما يسمى بـ"التصويت الأبيض" أى يظهر أن المصوت غير راض بالخيارات المطروحة أمامه أو رافض النظام السياسى.