سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على اعتراف إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأول مرة بتواصلها المباشر مع حكومة كوريا الشمالية حول تجاربها النووية والصاروخية، فى مسعى لإيجاد سبيل ممكن للمضى قدما نحو تجاوز تهديدات المواجهة العسكرية المتصاعدة بين الجانبين.
وقال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، خلال زيارة للصين بعد الإلحاح عليه للكشف عن الكيفية التى ربما يتبعها لبدء حوار مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، "نحن نبحث الأمر، فتابعونا".
وأضاف تيلرسون، "نحن نسأل، هل ترغبون فى التحدث؟، لدينا خطوط اتصال مع بيونج يانج،ونحن لا نجرى اتصالات فى الظلام، وليس هناك تعتيم، لدينا قناتان أوثلاث مفتوحة مع بيونج يانج".
وقالت الصحيفة، فى تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم/ الأحد/ إن الحوار المحتمل بين الجانبين بإمكانه أن يحول دون اندلاع صراع مفتوح بين البلدين، وهو ما يخشاه العديد من المسئولين الحكوميين.
وأشارت إلى التهديدات العلنية بين الدولتين حول البرنامج النووى لكوريا الشمالية، فبينما تعلن بيونج يانج عن قدرة صواريخها على ضرب الولايات المتحدة، يتعهد الرئيس دونالد ترامب "بتدمير" كوريا الشمالية تماما.
واعتبرت تصريحات تيلرسون بمثابة أول مؤشر على أن إدارة ترامب تُجرب تصورها الخاص لما قامت به إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما مع إيران؛ ألا وهو استخدام سلسلة من قنوات الاتصال- السرية إلى حد كبير- بعد سنوات من المفاوضات، والتى أدت فى نهاية المطاف إلى التوصل لاتفاق نووي.
وقالت الصحيفة، إن تيلرسون كان سريعا فى تمييز الظروف شديدة التباين بين كوريا الشمالية وإيران، حيث أن بيونج يانج لديها أسلحة نووية، وتمتلك طهران مجرد برنامج يمكن أن يقودها للحصول على أسلحة نووية، وأوضح وزير الخارجية الأمريكى "لا يمكن التوصل مع كوريا الشمالية إلى اتفاق نووى مماثل للاتفاق الذى تم التوصل إليه مع إيران".
وتأتى تصريحات تيلرسون فى وقت تقترب فيه الإدارة الأمريكية من التوصل إلى نقاط رئيسية لاتخاذ قرار بشأن كوريا الشمالية. وبالرغم من تصريح وزير الخارجية الأمريكى بأن العقوبات الاقتصادية بدأت أخيرا فى أن تكون ذات تأثير، حيث يقول الصينيون إن مفعولها بدأ يتجلى، غير أنه لم يزعم أن هذه العقوبات قد تغير سلوك الشمال.
وجاءت زيارته للصين بينما كان البنتاجون يدرس مجموعة من التحركات العسكرية أكثر عدوانية، تتضمن ضرب مواقع إطلاق الصواريخ فى كوريا الشمالية إذا رأى استعدادات لاختبار صواريخ قادرة على اختراق الغلاف الجوي- وهو الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى نشاط إشعاعي- أو استخدام بيونج يانج لدفاعات صاروخية فى محاولة لإسقاط الصواريخ.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول : أذا واجهت هذه السبل فشلا عاما، وإذا لم توقف الرئيس الكوريا الشمالى ، فقد يبدو أنه قادرا على استيعاب وتجاهل أى جهد أمريكى لتجريد بلاده "كوريا الشمالية" من أسلحتها النووية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة