تزخر الدورة الخامسة من مهرجان الشارقة السينمائ ى، الذى تنظمه مؤسسة "فن" المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامى للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، فى الفترة من 8-13 أكتوبر الجار ى، بمجموعة من الأفلام التى تحمل فى طياتها مضاميناً وقيماً إنسانية نبيلة، والتى تبرز بين ثنايها وبصورة جلية قضايا الحروب واللجوء.
ويقدم المهرجان لضيوفه فى مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، خمسة أفلام تناقش التحديات والأوضاع الإنسانية الملحة التى تفرزها الحروب وظاهرة اللجوء، حيث تطوف بهم من خلال مشاهد آسرة ومشوقة حول عدد من القصص الإنسانية الملهمة، والأفلام الخمسة هى: "الفتى الصغير"، و"ضيف إستثنائي"، و"أحباب القدس"، و"مقاومة زوشينير"، و"مرحبا".
الفتى الصغير .. جروح الحرب لا تندمل
"الفتى الصغير" هو فيلم روائى طويل مدته 106 دقيقة، ويندرج ضمن "دراما الحرب"، نجح من خلاله المخرج المكسيكى اليخاندرو مونتيفيرد ى، الذى منحته إدارة الجنسية فى الولايات المتحدة جائزة "الاختيار الأمريكى" عن فيلمه "بيلا" فى إبراز الجروح الغائرة التى تخلفها الحروب والمتمثلة فى غياب الأب.
ويسرد الفيلم قصة الطفل "بيبر" صاحب الثمانى سنوات، الذى يرتبط مع والده بعلاقة مميزة، فهو رفيقه ويعتبره كل شئ فى هذه الحياة، وتدور الأيام وتندلع الحرب العالمية الثانية، ويُفرض على الأب الالتحاق بالجيش، ليعيش الفتى الصغير على إثر ذلك أياماً عصيبة، مما جعله يبدى استعداداً لفعل أى شئ فى سبيل عودة والده الذى أخذته الحرب.
ويعكس الفيلم الدور الذى لعبته الأوضاع الاستثنائية التى عاشها "بيبر" فى تعزيز القيم الإنسانية فى دواخله، وتشجيعه على مساعدة الآخرين، حتى وصل به المقام فى نهاية الأمر إلى عقد صداقة مع طفل يابانى يعيش فى بلدته، وذلك فى الوقت الذى كان ينظر إليه على أنه عدو، يحمل الفيلم الكثير من الدلالات العاطفية الإنسانية التى تفيض بالحب، ويعكس المآسى التى تخلفها الحروب.
ضيف استثنائى.. دفء الأسرة البديلة
ضيف "استثنائى" عمل روائى قصير مدته 19 دقيقة، تناول من خلاله المخرج الكردى الأصل كاى، قصة الطفل اللاجئ "آكو"، الذى يعيش وحيداً مع والدته، ولا يمتلك شيئاً من ذكرى والده سوى قطعة نقود واحدة، والذى تضطر والدته بسبب ذهابها إلى مقابلة عمل إلى تركه لدى جيرانها الإنجليز، الذين يعانون من فقدان ابنتهم، "آكو" يجد فى جيرانه صدراً حنوناً حيث يتم معاملته كضيف استثنائى، يحمل الفيلم قيماً إنسانية نبيلة تشجع على حُسن المعاملة.
الأطفال خلال مشاهدة الأفلام (1)
الأطفال خلال مشاهدة الأفلام (2)
الأطفال خلال مشاهدة الأفلام (3)
"مرحبا".. الحنين إلى حضن الوطن
"مرحبا" فيلم وثائقى قصير مدته 9 دقائق، ويُعرض للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط، وهو للمخرج الإسبانى إميليو مارتى، المتخصص فى إخراج أفلام الرسوم المتحركة، التى يعتمد عليها فى طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية الملحة، ويسرد الفيلم بأسلوب فنى رفيع قصة الطفل "محمد" الذى يعيش فى مخيم للاجئين فى اليونان.
وهرب "محمد" إلى اليونان من جحيم الحرب فى سوريا، وبالرغم من أنه ضمن الأمن والسلامة إلا أنه افتقد دفء الوطن وضحكة العائلة ورفاق الدراسة، فلا مدرسة يذهب إليها، ولا سقف ولا جدران يحميه من حر الصيف وبرد الشتاء، وأبرز ما يميز هذا العمل أن إنتاجه تم بالتعاون مع مجموعة من الأطفال خلال ورشة عمل أقيمت فى مخيم تشيرسو فى مدينة كيلكيس اليونانية.
مرحبا (1)
مرحبا (2)
أحباب القدس .. قبة الصخرة فى وقلوبنا
"أحباب القدس" هو فيلم وثائقى ثقافى قصير مدته 12 دقيقة، من إنتاج سعودى أردن ى، ويعرض لأول مرة فى العالم، ويستعرض الفيلم الذى أخرجه أيمن الجبال ى، قصص مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين يتمتعون بمواهب وهوايات عديدة يعبرون من خلالها عن مدى حبهم للمسجد الأقصى فى مدينة القدس المحتلة، ويروون قصص المعاناة التى يواجهونها عند زيارتهم للمسجد من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
أحباب القدس (1)
أحباب القدس (2)
مقاومة زوشينير.. سنوات النضال فى بلد المليون شهيد
يندرج فيلم "مقاومة زوشينير" ضمن فئة أفلام صنع الطلبة، وهو فيلم رسوم متحركة قصير، مدته 6 دقائق، ويعود هذا الفيلم بمشاهديه إلى فترة حرب الاستقلال فى الجزائر، التى قامت فى العام 1954 واستمرت حتى 1962، ليحكى لنا قصة رجل اعتاد الاختباء فى الجبال، حيث كانت مهمته الوحيدة تتمثل فى تزويد مقاتلى الثورة الجزائرية بالطعام.
مقاومة زوشينيز
والفيلم هو من إخراج ميليسا إدر ى، وبينوا ليكيلتيل، وإيفانا نغامو وكوم بالغير ى، وهم شباب جمعهم شغف السينما وصناعة الأفلام، تخرجوا جميعاً من مدرسة سوبينفوكوم روبيكا، التى تتخذ من فالينسيانس بفرنسا مقراً لها، وحصلوا منها على درجة الماجستير فى الإخراج الرقمي.
يذكر أن مؤسسة "فن"، تسعى من خلال جهودها اللافتة إلى محو الأمية الإعلامية للأطفال، حيث يسهم تنظيمها مهرجان الشارقة السينمائى الدولى للطفل وبقية مبادراتها وفعالياتها الفنية، على مدار العام، إلى تنشئة جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين وإعدادهم، والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التى ينتجها الأطفال والناشئة فى دولة الإمارات، وعرضها فى المهرجانات السينمائية والمحافل الدولية فى جميع أنحاء العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة