"الفنون والآداب والفكر بوجه عام مكون أصيل من مكونات الحضارة المصرية، وتشهد الآثار الباقية من حضارتنا على ثراء وتنوع تلك الفنون والآداب والثقافة، التى سجل بعضها على جدران المعابد وفى أوراق البردى، واحتفظت الذاكرة الشعبية ببعضها الآخر شفاهة تنتاقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حتى ولت الإذاعة المصرية التى أصبحت سجلاً حيًا للفكر وللثقافة وللفنون المصرية، تتيحها للمصريين جميعا على اختلاف أقاليمهم وطبقاتهم" هكذا قال الكاتب أحمد محمد درويش فى كتابه "الإذاعة المصرية"، الصادر حديثا عن الهيئة العامة لقصور القافة.
ويتناول الكتاب تاريخ ظهور الإذاعة المصرية فى المجتمع المصرى، فى العقد الثالث من القرن العشرين، ومن بعدها بعض الإذاعات الخاصة موضحا عت القوى الاجتماعية والثقافية التى مانت تقف خلف تلك الإذاعات والصراعات التى تدور بينها، وثم ظهور دعوة لإنشاء إذاعة رسمية حكومية، حتى أنطلقت لأول مرة فى 13 مايو من 1934، مع صوت المذيع أحمد سالم حيث قال "هنا القاهرة. هنا افتتاح الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية الرسمية".
وأوضح الكتاب عن أهم الخدمات التى حرصت الإذاعة المصرية على تقديمها بشكل جيد للمصريين مثل "القرآن الكريم" حيث أكد على أن الإذاعة سعت من اطلقها على وضع تلاوة القرآن على النحو الذى بمكانتها لدى المصريين واستقدام عدد كبير من ابرز القارئيين مثل "الشيخ محمد الصيفى، الشيخ على محمود، الشيخ، عبد الفتاح الشعشاعى".
كما تحدث عن الاهتمام بالدراما الإذاعية ما لها من تاريخ كبير من محاكاة السلوك الإنسانى، مشيرًا إلى أنها تقدم فى البدايية بشكل مباشر لعدم توافر الأمكانيات الى تساعد على تسجلها وهو الأمر التى أضاع تلك الرواع من الحفظ.
أما الخدمة الإخبارية فكانت محور اهتمام جاد من القائمين على الإذاعة المصرية، حيث أكد أنهم وضعوا ثلاث نشرات فى عهدها الأول فى الثانية ظهرًا والثامنة والحادية عشرة مساءً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة