كثير من الطلاب يسعدون كثيرا عندما تلغى محاضرة لهم ويُمنحون الوقت المخصص لها للتجول داخل الحرم الجامعى أو غيره من الأنشطة التى يحرص الطلاب على القيام بها، إلا أن ما لا يعلمه هؤلاء الطلاب، أن قانون تنظيم الجامعات وضع عقوبات متدرجة لهؤلاء الأساتذة، الذين يلغون محاضراتهم أو أولئك الذين ينيبون عنهم المعيدون والمدرسون المساعدون لإلقاء المحاضرة للطلاب.
التغيب عن المحاضرات مخالفة تأديبية
رصد "اليوم السابع" آراء بعض أساتذة الجامعة والطلاب فى هذه الظاهرة، فقال الدكتور عبد المنعم زمزم، وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب، إن غياب أعضاء هيئة التدريس عن المحاضرات يعد مخالفة تأديبية يعاقب عليها قانون تنظيم الجامعات، مشيرًا إلى أن التغيب عن المحاضرات لمرة واحدة أو مرتين لا يعتبر مخالفة تأديبية، وإذا زاد الأمر عن الحد واعتذر عن عدد من المحاضرات قد يمثل ربع عدد المحاضرات المحددة للمادة دون عذر يؤثر على العملية التعليمية.
وأضاف "زمزم" أن من يرتكب هذه المخالفة يتعين إحالته للتحقيق، موضحًا أن العقوبات تتراوح بين التنبيه واللوم، وقد تصل إلى الفصل من الجامعة، مشيرا إلى أن العقوبة تؤثر على مستحقاته المالية وتمنع تعيينه فى الوظائف القيادية مثل رئاسة القسم والوكالة وعمادة الكلية.
لا يجوز قانونا للهيئة المعاونة إعطاء المحاضرات
وأشار وكيل كلية الحقوق إلى أن تغيب الأساتذة عن المحاضرات يؤثر على المستوى الطلابى والحصيلة الدراسية بالنسبة لهم لأنه لم يتمكن من شرح أجزاء مهمة من المنهج مما ينتقص من التكوين العلمى للطلاب، مؤكدًا أن ترك المحاضرات للمعيد مخالفة قانونية ولا يجوز قانونا للهيئة المعاونة إعطاء المحاضرات ولكن من الممكن أن يدرسوا السكاشن والتدريبات العملية، وذلك لأنهم لم يكتسبوا خبرة التدريس بعد.
من جانبه، أكد الدكتور هانى الحسينى، أستاذ كلية العلوم، أن المعيد من المفترض أن يشارك فى الدروس والتدريبات ولكن لا يشارك فى المحاضرات والمدرس المساعد قد يقدم أجزاء من المحاضرة تحت إشراف أستاذ ولا يدرس مقررا كاملا، قائلا: "أغلب المخالفين من ذوى الحظوة محدش بيحاسبهم والسبب الأول فى هذه الظاهرة عدم وجود مقابل مادى محسوس لدى عضو هيئة التدريس".
ضعف أجور الأساتذة
وتابع "الحسينى" أن معظم أساتذة الجامعة يأتى دخلهم الرئيسى من عمل خارج الجامعة، قائلا: "الأستاذ الجامعى يشعر بأن عمله فى الجامعة نوع من أنواع التبرع، ولو كانت الأموال التى يحصل عليها الأستاذ الجامعى مناسبة وتمت محاسبته محاسبة فعلية كانت هذه الظاهرة اختفت"، مشيرا إلى أنه لا يجب أن تنتظر الجامعى شكاوى الطلاب من هذا الأمر وعلى عمداء الكليات التحرك لمحاسبة أعضاء هيئة التدريس المقصرين فى عملهم، وعليهم متابعة هؤلاء الأساتذة ومخاطبة المقصرين منهم.
وأكد أن حضور عضو هيئة التدريس لكل المحاضرات مهم للغاية من ناحية تحقيق الخريطة التعليمية ومن ناحية أخرى حتى لا يشعر الطالب أن الجامعة نوع من أنواع التمثيلية المظهرية، وأنه الوحيد الذى يحاسب على الخطأ ولا يحصل على حقه ومن ثم لا يعطى التعليم حقه، قائلا: "التغيب عن المحاضرات فعل غير أخلاقى وخيانة للأمانة بلا شك، وألوم الأسباب الحقيقية لهذا الأمر لأن أستاذ الجامعة أصبح متبرعا بالعمل ومرتب الجامعة لا يكفى قوت يومه".
المعيد مازال فى مرحلة التكوين كباحث
وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، إن تغيب الأساتذة عن المحاضرات وإسناد المهمة للزملاء من المعيدين أمر خاطئ تماما لأكثر من سبب أولها أن المعيد أو المدرس المساعد ما زال فى مرحلة التكوين كباحث ولم يكمتل إعداده ليصبح عضو هيئة تدريس يدرس المحاضرات كما أنها تعيقه عن البحث العلمى وإنهاء الماجستير والدكتوراه.
وأوضح كمال أنه يمكن لعضو الهيئة المعاونة أن يقوم بأعمال التدريب الطلابى تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس، قائلا: "عضو هيئة التدريس عليه واجبات تعليمية تتعلق بتدريس المحاضرات وإرشاد الطلاب وواجبات بحثية تتمثل فى الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، ونشر الأبحاث العلمية وتقصيرة فى أى عمل يعتبر مخالفة قانونية وإخلال بواجبات العمل وتقصير فيه والقانون وضع العقوبات الكافية لمثل هذه الحالات".
تغيب الأساتذة يدفع الطلاب للاستعانة بالملازم
وأشار إلى أن هذا المسلك الخاص بالتغيب عن المحاضرات موجود بالفعل فى بعض الكليات ولكن بنسبة بسيطة، قائلًا: "فى المقابل نجد أن الطلاب كثيرًا ما يتغيبون عن المحاضرات ويشتكون من صعوبة المناهج أو عدم وضوحها أو يعتمدون على ملخصات تافهة يكتبها طلاب فاشلون".
من جانبهم، طالب عدد من الطلاب بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان بوجود آلية لمراقبة انتظام أعضاء هيئة التدريس بالمحاضرات حفاظا على مستقبلهم الدراسى، مؤكدين أن هناك بعض أعضاء هيئة التدريس ممن يتغيبون عن المحاضرات ويقررون المنهج كاملا فى آخر الفصل الدراسى دون النظر إلى الأجزاء التى تم الانتهاء من تقديم الشرح الكافى لها من عدمه.
وأضاف الطلاب لـ"اليوم السابع" أن الطالب يعاقب عند تغيبه عدد معين من المحاضرات بحرمانه من دخول الامتحان فى هذه المادة، أما عضو هيئة التدريس الذى يغيب كما يحلو له لا أحد ينظر إليه ولا أحد حتى يعلم أنه يقرر المنهج الدراسى دون النظر للأجزاء التى لم يتم تقديم الشرح المناسب لها، كما أبدى بعض الطلاب سعادتهم بإلغاء بعض المحاضرات، قائلين: "أحيانا تحس إنك مبسوط جدا لما المحاضرة تتلغى بسبب أسلوب بعض الأساتذة فى الشرح وعدم قدرتهم على توصيل المعلومة بالشكل المناسب مما يجلب على المحاضرة الملل".
عدد الردود 0
بواسطة:
Egy
معيدا كنت يوما
فى العام الأكاديمى 1974/1975 كان استاذ مادة الرياضيات يدرس أحد فروع الرياضيات للسنة الثالثة الدراسية، وبعد أسبوع من بداية الدراسة فى شهر اكتوبر، جاءته فرصة عمل فى احدى الجامعات السعودية، فسافر وترك "الجمل بلا حمل" دون التخطيط مع ادارة الكلية. فقمت وبدون اذن من أى مسئول بالكلية، قمت بتدريس المقرر كله وأنهيته فى أواخر فبراير 1975. شرف الأستاذ من السعودية فى زيارة لمصر وجاء فى أواخر مارس 1975، وطلب أن يرانى حيث لم يكن قد رأنى من قبل. وفؤجئ بأننى درست "الكورس" كله والتمارين ! فقال لى : امال أنا جاء أعمل أيه ؟! المهم طلب منى أن أحضر معه المحاضرتين (قسمت السنة الثالثة على جزئين) من 8-10 صباحا، ومن 10-12 ظهرا. وبداية كل محاضرة، يتقدم بالشكر لى وان ظروفه أدت الى تركه الكلية مضطرا. وأعاد كل ما أنا شرحته. لا العميد طلب منى أن أتولى المحاضرات ولا رئيس القسم اعترض، ولم يكلمنى أحد، لأنه لم تكن هناك شكوى بل ان الطلبة نفسهم كانوا سعداء وأحترمونى أكثر وكانوا ممنونين لمجهودى الذى حدث بدون مقابل وأنا كنت سعيدا وراضيا. فهل تريدون تطبيق اللوائح فى مثل هذه الحالة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس استشارى/محمد حافظ
الحاصل على الدكتوراة من غير هيئة التدريس يحصل على 300 جنية فى الفصل الدراسى
ما هو رد رئيس جامعة القاهرة على هذه المعلومة؟