"القراءة لجميع السجناء".. شعار رفعته مصلحة بوزارة الداخلية، في كافة السجون المنتشرة على مستوى الجمهورية، حتى يتغلب النزلاء على قضاء الوقت، بالنزوح للقراءة، والتي تصلهم بعوالم جديدة لم يكونوا يسمعوا بها قبل ذلك، ويتعلموا منها دروس الصبر.
السجناء داخل مكتبة السجن
"اليوم السابع"، أجرت معايشة ميدانية، مع السجناء، بمجموعة سجون جمصة في محافظة الدقهلية، وسجون برج العرب في الإسكندرية، وذلك داخل مكتبات السجون، ورصدت إقبال النزلاء عليها.
السجناء منهمكون في القراءة
العشرات من السجناء يحرصون على التواجد مبكراً بمكتبة سجون "جمصة"، معظمهم من فئات كبار السن، حيث يفضل السجناء الشباب الزحف على الملاعب لممارسة رياضة كرة القدم أو تنس الطاولة، بينما يقضى كبار السن ومن تخطى عمرهم الأربعون أوقات فراغهم في القراءة.
جانب من مكتبة السجون
" إقرا باسم ربك الذي خلق" هذه الأية القرآنية، أول ما تلمحه لدى دخول المكتبة، التي يوجد فيها العديد من "الأرفف" المتراصة بها الكتب المتنوعة، "دينية، وأدبية، وثقافية، ومنوعات".
كتب في جميع المجالات بمكتبة السجون
السجين "سيد.ا" قال لـ"اليوم السابع"، دخلت السجن بسبب "شيك على بياض" و"منه لله اللى كان السبب"، ومنذ دخولي السجن، أحرص على التواجد هنا داخل المكتبة لتصفح الكتب، وآجي بصفة مستمرة لقراءة كتب في الشريعة الاسلامية.
سجناء بالمكتبة
وأضاف السجين: إدارة السجن تسمح لنا بالتواجد داخل المكتبة يومياً لمدة ساعة ونصف، وهو وقت كافي للقراءة والاطلاع والتسلية، والتغلب على الوقت، فضلاً عن الإستفادة المادية ، فأنا شخصيا ً قاربت على قراءة معظم الكتب.
والتقط السجين "اسلام.ا" أطراف الحديث من زميله، قائلاً: أنا حاصل على مؤهل عالي، وهوايتي قبل دخول السجن كانت "القراءة"، والحمد لله وجدت الكتب متوفرة في المكتبة بأعداد كبيرة، وأن الأمر لا يتوقف على القراءة هنا فقط، بل أحياناً نستأذن المسئولين فيسحموا لنا باستعارة الكتب في العنابر كنوع من التسلية والقضاء على وقت الفراغ، وهذا الأمر يمثل لي متعة خاصة.
كتب متنوعة بمكتبة السجون
الأمر لم يختلف كثيراً في سجون "برج العرب"، حيث توجد مكتبة ضخمة لاستقبال النزلاء يومياً للقراءة والاستفادة من الكتب والمراجع، لدرجة أنه من داخل هذه المكتبة حصل سجناء على دراجات الماجستير وبعضهم يجهز نفسه للحصول على درجة الدكتوراه.
السجين "فراج.ف" قال لـ "اليوم السابع"، دخلت السجن بسبب "إيصالات أمانة" في الإسكندرية، وصدر ضدي حكم بالسجن 3 سنوات، وأتردد يومياً على المكتبة لممارسة الهواية المفضلة "القراءة".
وتابع "السجين": أحب قراءة الشعر، وأصبحت أكتب أبيات من الشعر بطريقة منمقة، وإدارة السجن تحفزني باستمرار، حتى كتبت في "حُب الرئيس" و"وصفت 30 يونيو وما حدث فيها " بشعري.
شاعر السجن يكتب أشعار بالمكتبة
وفي ركن هادىء بعيد، يمسك كتابه بنظارته الطبية يدقق في السطور، تقترب منه، تسمع السجناء يحذروك : "دا الدكتور" ما تعطلوش"، فتجلس بجواره وتستأذنه في الحديث، وبابتسامه عريضة على وجهه يغلق الكتاب الذي يتصفحه ويتحدث معك، قائلاً: "أيون أنا الدكتور.. دا مش اسمي .. دا وصف" ، فأنا حاصل على درجة الماجستير من هذه المكتبة ، وهدفي الحصول على الدكتوراه، والقراءة بالنسبة لي مسألة حياة أو موت، فأنا حبيس هذه الكتب، أنسى معها كل شىء، أشعر بنفسي خارج السجن، أسافر جميع بلدان العالم عن طريق القراءة ، فأقرأ عن كافة الدول والحضارات، حتى تنقلني الكتب من خلف القضبان لعالم أخر.
مكتبة السجن
وأردف السجين: إدارة السجن توفر لي جميع ما أطلبه، وساعدوني في الحصول على مراجع من الخارج لاستكمال رسالة الماجستير.
بدوره، قال اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون: سوف نتكفل بمصاريف رسالة الدكتوراه الخاصة بالسجين.
وأضاف رئيس قطاع السجون، أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية طالما وجه بترسيخ مفاهيم حقوق الانسان، والاهتمام بالسجناء، وتوفير متطلباتهم وفقاً للقانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة