دائما غالبية الإنجازات تبدأ بفكرة، وقد تسيطر بسهولة على ذهنك؛ لذا فحاول تأمل كيفية تطوير الأمور فى مجال العمل. وبما أن الأمور تبدأ صغيرة، ففكر – على سبيل المثال - فى كيفية تنظيم عملك بشكل أفضل، فتوجه إلى المكتب مبكراً بعض الشىء؛ حتى تخطط ليومك قبل حضور الآخرين. وإذا سئلت أى سؤال، حاول تحديد ما وراءه، واحرص على سؤال مديرك بشكل دورى عما إذا كان هناك ما يمكنك تقديمه له، ابحث عن الاحتياجات غير المعلنة لكل من حولك وحاول مساعدتهم فيها، لتهون عليهم وظائفهم. قدم على الأقل اقتراحين أسبوعيا فى مجال عملك.
ركز على ما لا تفهمه فى مجال عملك، قبل محاولة إقناع الآخرين. لذلك احرص على مقابلة الآخرين، وسؤال زملائك، والاستعلام من عملائك حول العمليات والإجراءات والتجارب السابقة حتى يغامرك شعور جيد حيال حتمية سير الأمور بالطريقة التى عليها، وبمرور الوقت ستعى كل ما يحتاج لتغيير وستتمكن من اختبار تلك التغييرات مع المسئولين.
إذن فمن الذى بيده إنجاح مؤسسة، فى حين تكافح أخرى من أجل البقاء؟ إنه الموظف وما يضفيه على مؤسسته من روح مبادرة، أو ما يبذله من جهد والتزام دون انتظار لأية أوامر.
لقد ولى زمن "الرئيس" و"المرؤوس" منذ عهد بعيد، فالعمل اليوم شراكة، يتعاون فيها الجميع، كما أن طبيعته سريعة التغير لدرجة تعوق الموظفين عن انتظار التوجيهات، لذا كان لابد وأن يواكبوا تلك السرعة بكل طاقاتهم.
والموظفون هم أكثر من يدرك كيفية تحسين الأداء الوظيفى بالنسبة لهم، لكونهم الأكثر تآلفاً مع الأزمات التى تطرأ عليهم، وأوعى باحتياجات العملاء الذين يتعاملون معهم، هكذا يصبح العمل أكثر متعة إذ تشعر بقوة تأثير أفعالك، ومن ثم تتعلم، وتكبر وترتقى لتشغل مناصب عليا، ومع ذلك، فثمة مسؤوليات هامة قد لا يطلب منك الاضطلاع بها أبداً، ولكنك مطالب دوماً بالانتباه لها أثناء العمل، افعل دائماً كل ما هو ضرورى دون انتظار طلب ذلك منك، فلا تخلط بين ما يبدو بسيطاً وما يسهل القيام به، وافهم تلك الرسالة جيداً حتى تصقلك الخبرة الكافية لتطبيقها على مجال عملك، وكافة الظروف المحيطة، أن قبول هذا التحدى أمر هام لنجاحك معنا فى العمل، وفى حياتك.
وللبدء فى الطريق الصحيح إليك بعض الدروس والخطط والأساليب فى كيفية المبادرة لتوجيه فكرك إلى استحداث أفكار وتطبيقها فى نطاق عملك، ابحث- كلما أمكن – فتعهد بالعمل، وتطوع لمساعدة الآخرين، وطالب بإشراكك فى المشروعات أو فرق العمل التى تجابه مشاكل صعبة. وبالتأكيد، فإنك ستشعر – على المدى القريب – بالإرهاق الشديد من جراء تلك الخطة، ولكن على المدى البعيد، سوف تكتشف أنك أصبحت متحمساً وقادراً على مواجهة التحديات، ومن ثم سيبرز نبوغك فى المؤسسة، وحاول جاهداً فهم وظيفتك حتى يتسنى لك الاستجابة لمتطلبات مديرك والمبادرة بزيادة مسؤولياتك. واعلم أنه ليس كل شخص قادر على فعل ذلك ولكنه خاص بمن يود إبراز نبوغه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة