رحل جمال الغيطانى وترك لنا سيرته مع أبطال ملحمة العبور، الحدث الذى ربما كان له الأثر الأكبر فى حياة الكاتب الراحل، فكان محور عدة كتابات ظلت باقية للذكرى والتاريخ، عن أبطال لن تنسى فى ذاكرة المصريين.
الغيطانى الذى تحل ذكرى رحيله الثانية اليوم، إذ رحل عن عالمنا فى 18 أكتوبر عام 2015، عن عمر ناهز حينها 70 عاما، وهو الشهر ذاته الذى شهد فيه الغيطانى عظمة الجيش المصرى فى عبوره للضفة الشرقية لقناة السويس، فكان أكثر من كتبوا عن الملحمة المصرية.
جمال الغيطانى كان يعمل فى تلك الفترة كمحرر عسكرى لدى مؤسسة الأخبار الصحفية، وهذه التجربة بالتحديد، فتحت له آفاق فنية وإبداعية كبيرة، فخرجت لنا فى أعمال تبقى من أهم كُتب عن الحرب، فأصبح وكأنه ذاكرة لشاهد عيان على أهم المعارك المصرية فى تاريخنا الحديث.
وكانت من أبرز تلك الكتابات:
المصريون والحرب – من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر"
فى الكتاب أحداث كثيرة رصدها "الغيطانى"، والذى كان مراسلا حربيا فى تلك الفترة، عن مرارة ما بعد يونيو 1967، وما تعرض له المقاتل المصرى من حملة نفسية واسعة، وأطلق الغيطانى على القسم الأول من كتابه "البعث"، وذلك لكونه يرى أن "حرب الاستنزاف كانت بعثا لروح جديدة فى جنودنا، وفيه يحكى الكاتب عن بداية تعرفه على المقاتل المصرى فوق أرض الواقع، والتى يتغزل فيه المدينة الباسلة "بورسعيد" وعن لقاءه بجنودنا على الجبهة أثناء فترة حرب الاستنزاف، وحياة جنودنا ورغبتهم العالية فى تحرير الأرض".
كما تحدث الراحل خلال كتابه عن أهالى مدينة السويس، وشجاعتهم خصوصا من قرر البقاء فيها لتكون "أرض المحى والممات" لهم، شارحا الوضع الذى كانوا يعانونه فى حياتهم حتى أنهم كانوا يطلقون أسامى على أصوات مدافع الجيش المصرى مثل "عنتر، الشيخ طه"، وكانوا يعرفون هجوم الطائرات حتى قبل سماع صافرات الإنزار، وأخذ الكاتب يسرد ذكرياته مع أهل المدينة، فتحدث عن عم حسن بائع الجرائد السودانى الأصل الذى زار العديد من بلدان العالم وقرر أن يكمل حياته فى السويس حتى بعد الحرب، ليبقى مع زوجته "عايدة" والتى كان يطلق عليها "أم السويس" رغم صغر عمرها.
حكايات الغريب
ويحكى جمال الغيطانى حكاية المواطن والجندى المصرى "عبد الرحمن"، الذى اختفى خلال الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وظل أهله وأقاربه يبحثون عنه طويلا ليجدوا كل مرة من يؤكد لهم أنه كان موجودا فى إحدى المدن لكن باسم آخر.
وتحولت قصة الجندى عبد الرحمن إلى فيلم من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إخراج أنعام محمد على، وبطولة محمود الجندى ومحمد منير، عام 1992.
"الرفاعى"
والرواية تحكى عن الرفاعى ورفاقه، التى تشبه حكاية الأبطال الذين قاموا بهذه الملحمة الكبرى التى غيرت تاريخ المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة