أصدر المركز القومى للترجمة مؤخرا النسخة العربية من كتاب "المفكرون الأساسيون من النظرية النقدية إلى ما بعد الماركسية"، من تأليف سايمون تورمى وجولز تاونزند ومن ترجمة محمد عنانى.
ويعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب الصادرة مؤخرًا، حيث إنه من أغزر الكتب النظرية مادة وأعمقها بحثا وتحليلا، بالمعرف أن "النظرية الأدبية الحديثة"، التى نشأت فى العقود الأخيرة من القرن العشرين تشغل الآن مكانا مهما فى دراسة النقد والأدب، بحيث أصبحت دراستهما تستعين بالعلوم الأنسانية الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والسياسة، وأما "النظرية النقدية" فى عنوان هذا الكتاب فتعنى الماركسية التقليدية، والكتاب يرصد كيف تخلت نخبة من أعلام الفكر الحديث عن هذه النظرية، والذى أتوا به فيما يمكن وصفه بما بعد الماركسية، ومن بينهم كاستورياديس وديلوز وجواتارى وليوتار، وولاكلاو موف، وعلاقة المذهب النسوى بالماركيسة عند ميشيل باريب ودونا هاراواى وغيرهما، وأجنبس هلير، ويورجين هابرماس، وجاك دريدا.
ويناقش الكتاب نظريات هؤلاء فيما يتعلق بعدة مسائل، منها نظرية التاريخ عند ماركس، ووصف ماركس للعامل الثورى، ووصف ماركس للأخلاق، والماركسية والوضعية، والطليعية والمثقفون، ومشكلة الديمقراطية، كما يضم فى كل فصل عن كل علم من هؤلاء الأعلام ملخصا لمذهبه، وهى فصول مستقلة تمكن الباحث من التركيز على من يختاره منهم دون التقيد بالتسلسل فى الكتاب.
ويمهد المترجم للكتاب بتصدير يشرح فيه بعض المصطلحات التى يستخدمها المؤلفان، والتى ظهر الكثير منها فى العقدين الأخيرين، إلى جانب ما نحتاه من مصطلحات لا تضمها المعاجم العامة، حتى يساعد القارئ على تفهم المداخل المنوعة التى تميز هؤلاء الأعلام بعضهم عن بعض، والكتاب مفيد بوجه خاص للباحث المشتغل بأى علم من العلوم الانسانية ومداخلها الحديثة.
المفكرون الأساسيون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة